من يملك حق التكفير؟: تساؤلات موجهة إلى الفقيه و السلطان (2) بقلم عبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 09:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-24-2019, 11:43 PM

عبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)
<aعبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)
تاريخ التسجيل: 08-18-2019
مجموع المشاركات: 43

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من يملك حق التكفير؟: تساؤلات موجهة إلى الفقيه و السلطان (2) بقلم عبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)

    11:43 PM October, 24 2019

    سودانيز اون لاين
    عبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    ذكرنا فى المقال (1) من الرسالة (13) كيف تطوّرت العقلية التكفيرية من زعماء المُرجِئة فى الدولة الأموية إلى سلاطين الدولة الطارئة فى مصر حتى نهاية الإمبراطورية العثمانية , من ثَمَّ تطوّرت تلك العلقية من زعامات الطوائف إلى مؤسسات حكومية ترفع شعارات و لافتات تلوح من خلفها أسنّة التكفير , هذه هى الملامح الأساسية للدولة التكفيرية . المملكة العربية السعودية لها أسُس واضحة من تخطاها قد وقع فى دائرة الكُفر, ليس هناك مؤسسة أو جهاز تنفيذى بعينه فى المملكة يدّعى أو يخول لنفسه حق التكفير و التهجير , بلّ لأنّ الدولة ( السعودية) مِلْك لأشخاص قِلة, حسب محتوى الدستور, فرأوا من حقهم حماية أملاكهم بالطريقة التى يرونها و هى الطريقة المختزلة فى المنهج الوهابى ذى النزعة التكفيرية .
    كانت سياسة التكفير لدى الجبهة الإسلامية فى السودان أشبه بالإستراتيجية القومية الشاملة التى لا تقوم على إستراتيجية , الصراع السياسى فى نظام الإنقاذ أتّبع تطبيق سياسة التكفير كسلاح للتخلُّص من الخصوم والمعارضين و المعترضين, كانت تلك السياسة يتم تنفيذها بأساليب دنيئة و خجولة لأنّها تفتقر للمنطق الإسلامى , حتى وصلت تلك الظاهرة إلى مستوى تكفير شيخهم الترابى الذى تميّز بجرأة الفكر و الإجتهاد, و لكى يتم إغراقه نهائياً فى بحر الظلمات, عمل خصومه على إستحثاث بعض التنظيمات ذات الصلة الإخوانية لتنفيذ هذه المهمة التكفيرية من وراء حجاب. المنهج التكفيرى هذا أتّبع مراحل يستدرج بها المُستهدَفين بالتكفير إلى أن يبلغ مثواه الأخير , المرحلة الأولى من هذا المنهج أن يكون الإنسان غير إسلامى (عامة الشعب) , ثم يكون شيوعياً و هى المرحلة الثانية التى تُدخل الإنسان بها إلى دائرة الكفر ,و لكن لما كانت سياسة التكفير لا علاقة لها بالدّين و التدَيُّن أعتمدت الجبهة الإسلامية قبول التحرك فى الإتجاه المعاكس, مثلاً القفز مباشرةً من الشيوعية (تلة الكفر) إلى التنظيم الإسلامى(سارية الإيمان) بدون إعلان توبة, بعد أن منحت نفسها , أى الحركة الإسلامية, حقوق سماوية مطلقة كما فعل آل سعود فى قطع رأس المتهم فى قارعة الطريق, تخويفاً بالتكفير الذى تكون عواقبه هكذا,و لمن أفترى على مُلكية المالك و التشكيك فى الخلافة الربانية لآل سعود و خدمة الحرمين. كما أعتمدت الحركة الإسلامية فى السودان منهج التكفير الجماعى مثل الذى أستصدرته مجموعة من فقهاء السلطان فى الأبيض عام 1993 عبر فتوى تستبيح قتل المسلمين بشُبهة التآمر مع الحركة الشعبية فى جنوب كردفان , لمزيد من التضليل و إثبات شرعية الإجراء تم تسميتهم بالخوارج تأسياً بالظروف التى جمعت عليّاً بن أبى طالب بالمنشقين عنه حين نزاعه مع معاوية بن أبى سُفيان.
    النموذج الموضوعى لهذا المقال يتعلق بالفتاوى التى أطلقها عبدالحى يوسف حول عدد من القضايا و أبرزها تكفير الوزيرة ولاء البوشى و قذفها خارج الملة, حسب المصادر الموثوق بها أن الشيخ عبدالحى يوسف ينتمى للسرورية ذات النزعة التكفيرية والتى تُنسب لمؤسسها السورى محمد سرور بن نايف بن زين العابدين , ففي صيف العام 1995م أحتضن فندق قصر الصداقة بالخرطوم بحري لقاءً سرياً جمع الشيخ محمد عبدالكريم المطرود من السعودية الذى أرتبط أسمه دائماُ بالتطرف و العنف والدكتور عبدالحي يوسف المطرود من دولة الأمارات العربية المتحدة, وكان مجنداً وقتها في سلاح المدفعية برتبة عريف في الجيش السودانى حسب صحيفة الصحافة بتاريخ 3/يونيو/2010 .و كان الإجتماع لتأسيس التيار السرورى بالسودان و لحق بهم سليمان عثمان ابو نارو المنشق , حديثاً آنذاك , من تنظيم الاخوان المسلمين النسخة الثانية. وجدت السرورية أرضاً خصبة في السودان بعد أن أنتشرت في الخليج. وأُتهِم السروريون بالضلوع في عمليات إغتيال وقتل لمن تصدر الرابطة بحقهم فتاوى بالردة أو الكفر مثل الصحفي محمد أحمد محمد طه الذي جرى خطفه وذبحه بواسطة مجهولين,و كانت قد حكمت عليه الطائفة السرورية بالردة بسبب مقال أعتبرته خروجاً عن الإسلام حسب برنامج "صناعة الموت" الذي بثته "العربية" الجمعة 10-12-2010 .
    النزعة التكفيرية لدى الجماعة لم يحالفها التوفيق الموضوعى , إفتراضاً, إذا كان لتلك الجماعات حقُّ التكفير, فلماذا سكتت عن كثير من الحالات التى تُعتبر أشد خطيئةً من تلك التى كُفّروا فيها بعض الناس , لم نسمع بتكفير و رِدّة من يجوِّز ضرب المتظاهرين بالسلاح النارى حتى الموت (shoot to kill) . 105 فرداً من المسلمين البالغين العاقلين كانوا الحصيلة الإحصائية لعام 2012 أُعتبروا من الخارجين عن الدين الإسلامى خروجاً نهائياً و إعتناق أديان أخرى حسب الإعلان الرسمى للمركز الإسلامى للدراسات المقارنة, ماذا قال ديوان الإفتاء و قادة سفينة النُصرة عن هذا الحدث؟, لماذا لم يتم تكفير الإتحاد السودانى لكرة القدم و زمرته عندما سمح للنساء بممارسة كرة القدم فى 2014 فى آنه. فى اللحظة التى كُفِّر فيها أشدّهم عوداً وأصوبهم فكراً فى حديث الذبابة و أمامة المرأءة, كانت سارة إدوارد و معها ما لا يقلّ عن خمسين من الفتيات السودانيات يمارسن كرة القدم . و منذ 2010 كانت الحديقة الدولية بالخرطوم مقراً لتدريبات كرة القدم النسائية . ما الذى دار فى رأس عبدالحى يوسف آنذاك و بعد ذلك , أمْ ظلّ يقلّب الكتب ليلَ نهار ليصل إلى الحل فى 2019 ؟.لم نعلم هل إذا كان تم تكفير المؤتمر الوطنى أم لا, بعد ائتلافه مع الحزب الشيوعى الصينى ( الكافر) وإستخدام رأسمال شيوعى فى بناء داره المغصوبة من الكنيسة؟ أم أعتبر المال جزية و الكنيسة غنيمة ؟
    لعل ما ورد فى موقع الشيخ محمد صالح المنجد جدير بالمتابعة حتى يمكن الخروج بمضوعية عن مسألة التكفير الذى يؤدى إلى مضاعفة تشككين المشككين فى الاسلام أكثر من كونه وسيلة ترهيبية عن المعاصى و المفاسد , بل ليس هناك منطق يقنع شخصاً واحد من الناس بأنّ التكفير وسيلة دعوية , و خاصة أنّ هناك كثير من المجموعات التكفيرية سمت نفسها بالمنظمات الدعوية , فقد ذكر موقع الشيخ محمد صالح المنجد أنّ هناك ضوابط تخص التكفير يمكن تلخيصها فى الآتى:-
     أولاً: التكفير حكم شرعي، وحق خالص لله عزّ وجل، فلا تملكه هيئات، ولا جماعات، ولا أفراد، هذا التكفير حقٌ لله، هو الذي يكفر ويبيّن من الذي يكفر ومن الذي لا يكفر.
     ثانياً: الأصل في أهل القبلة الإسلام والتوحيد حتى يثبت خلاف ذلك، فمن ثبت إسلامه بيقين لم يخرج منه إلا بيقين، أو لا يخرج منه إلا بيقين، فمن صار مسلماً بالنطق بالشهادتين فلا يجوز إخراجه من دائرة الإسلام إلا إذا جاء بكفرِ صريح بوحي، لنا فيه برهان من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
     ثالثاً: من القواعد أحكام الكفر والإسلام تُبْنى على الظاهر، فنحن لنا الظاهر والله يتولى السرائر، فالمرء يحكم عليه بالكفر أو الإيمان بناءً على ظاهره.
     رابعاً: لا يُكفّر أحدٌ من أهل القبلة بكل ذنبٍ وقع فيه ما لم يستحلّه، إذا الذنوب لا يُكفّر بها.
    قال الله عز و جلّ ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ الآية 125 من سورة النحل. ليس التكفير مهمة دينية يتحملها الفقيه و يرمى بها المسلمين تمهيداً للنار, وليس من وظيفة البشر تحديد من هم أصحاب النار تمهيداً ليوم القيامة , التكفير الذى يمارسه هؤلاء التكفيريون لا يحتمل معه أىَّ مفهوم من مفاهيم الحكمة و الجدال الحسن, لأن أحسن التكفير زجرٌ و أسوأه قتلٌ, فأين هذا كله من الآية الكريمة المذكورة أعلاه ....! و ربما أحتجّ أغلبهم بالآيات التى ورد فيها كلمة " كفر" و مشتقاتها التصريفية , فالمعانى التى أختصت بها هذه النصوص لا تخرج من دائرة التصريف الإلهى إلى التأويل البشرى, فهو عزّ و جلّ من قال ﴿.... هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾.
    و لما كان التكفير له مآلات هالكة ومنهكة للمسلم, صار ذلك غير متوافق مع المنهج الأسلامى الذى قام على الرحمة و التراحم, إذْ قال عزّ و جلّ ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين ﴾الأنبياء:10 , فلا سبيل لإستخراج بنود نصية من القرآن الكريم لخدمة قوانين الطوارىء التى تتسم بسفك الدماء, ثم تجعل المسلم حبيساً للسلطان بحُكم الفقيه .

    عبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)
    رسائل الثورة (14) 24/10/2019
    [email protected]
    facebook:Abdurrahman Salih























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de