البرنامج الذى قدمته قحت للحكومة كمعين فى اعمال الفترة الأنتقالية الضرورية جيد . ومن الواضح ان جهدا جماعيا مقدرا قد بذل فيه . الجميل فى الأمر ايضا انه مفتوح للأضافة وبالطبع لأبداء الراى سلبا وايجابا . فقد انتهى زمن الرأى الواحد الذى لايقبل الجدل ، والذى يجب ان ياخذ به الجميع بدون "لجلجة ". وقد أتضح ان آراء ذلك الزمن قد كانت جميعها لأمر فى نفس يعقوب وجماعته فحسب ! وانها لم تكن خاطئة فقط وأنما تدعو الى الأندهاش من سوء مافعلته بالبشر وبتعاليم رب البشر . وبما انه قد جاءنى قبل يوم واحد ، فالأمر يحتاج الى وقت وجهد مواز لما بذل فيه لأبدى رأيا يستحق النظر . ولذلك رايت أن ابدأ بلكن.. هذه التى تصر على الا تدعنا ! لكن .. ماذا ؟ بما أن البرنامج نفسه قد اشار الى المخاطر والتهديدات الأمنيه المتوقعة ، قائلا : ( ان المخاطر والتهديدات الأمنيه التى تواجه البلاد الان وفى الفترة الأنتقاليه المقبله كثيره ، ولابد من الأستعداد منذ الان لاعداد التدابير والترتيبات اللازمة لحماية الثورة من المؤمرات والتدابير المضادة لأجهاضها ) . ثم قام بتحديدها على النحو التالى : القيام بأنقلاب عسكرى ، أى الأرتداد للدكتاتوريه . محاولة سرقة الثورة الشعبية وتجيير انتصارها ومكاسبها لأحد فصائل الحركة السلامية أو لأجهزة النظام السابق . حدوث نزاعات مسلحة بين الفصائل الحركة الأسلاموية التى كانت فى سدة الحكم . التخطيط من قبل تنظيمات النظام السابق لأغتيال قادة الثورة فى تجمع المهنيين السودانيين وقوى اعلان الحرية والتغيير وذلك لأشاعة الفوضى . لجوء الجهزة الأمنية للنظام السابق ومليشياته الى أخفاء أسلحتها والامتناع عن تسليمها . لجوء أجهزة أمن النظام السابق ومليشياته الى تخريب المنشآت والممتلكات العامة والخاصة لأشاعة جو من الفوضى والبلبلة وتهديد الأستقرار الأمنى والطمانينة العامة . أى تهديدات أمنية أخرى تظهر فى حينها .( من الواضح ان هذه المقترحات لم تعد مقترحات نظرية قابلة للخطأ والصواب ، وانما أتضح من خلال التجربة العملية لشهور مابعد انتصار الثورة بأزاحة راس النظام البائد ، بانها لم تبتعد عن الواقع ولا بمقدار شبر . فقد تم الكشف عن عدد من المحاولات الأنقلابيه وعدد آخر لم يكشف . وكذلك فان محاولة سرقة الثورة برمتها أو الأدعاء بالمشاركة فى تحقيق ذلك الأنتصار مسلسل مستمر . فقد تكرر أكثر من مرة الحديث عن مشاركة رئيس جهاز الأمن الشهير فى ذلك الأنتصار ، ولم يصدر ذلك الحديث من اصحاب المصلحة فى ذلك الأدعاء ، بل صدر من بعض الجهات المعارضة ! ولعل الباحث فى أمر التهديدات الأخرى لن يحتاج الى كثير جهد ليصل الى نفس النتائج . ولعله من المهم هنا الأشاره الى موضوع مليشيات النظام التى لن تمتنع عن تسليم اسلحتها لأنها منحت الفرصة الكافيه لتخفيها حتى خارج السودان لو أرادت . وكذلك ان هذه المليشيات لازالت تشارك فى الحكم بصورة جلية وفاعلة ، وربما يعتير مجرد وجودها بهذه الصورة سبب كاف لمنع تحقيق امور هامة من ماطرحته الثورة وتحاول قيادة قحت وحكومتها القيام بها . ذلك من مثل ازالة أسم السودان من قائمة الأرهاب . والى هذا قد اشارت بعض التصريحات الأمريكية والمقالات المنسوبة الى جهات مؤثرة ، فهل هناك تخريب أكثر من هذا يمكن ان تمارسه المليشيات المعنيه ؟! وهناك الكثير من الأمثله العملية التى تعنى انه اذا لم نضع الأولويات الضرورية للتنفيذ حالا ، فاننا قد لا نؤتى الفرصة لتنفيذ المقترحات الجيدة التى تقترحها قحت والتى يمكن اضافتها من قبل قوى الثورة . فبينما تحرز المفاوضات من اجل السلام بدايات مبشرة ، فان بعض المشاركين فيها بقوة لايزالون يمارسون انشطتهم المضادة للسلام فى مناطق الذين يتفاوضون نيابة عن أهل تلك المناطق ! ألا يشكل هذا خطرا مستمرا على استمرار التفاوض حتى محطة التوقيع النهائي على الأتفاق ؟! وأيضا هناك ماتقوم به بعض الجهات الشرطية من تعامل بائد مع المواكب والمظاهرات ، وكذلك تعويقها لبعض الأجراءات القانونيه لصالح بعض القيادات البائدة ، مثلما حدث فى كسلا . وهناك ماأشرت اليه فى مقال سابق ، من مصائب تتوالى بشكل لايصدق من ان تكون مصائب طبيعية ، مثل الفيضانات ، التى قيل فى وقت ما ان أحد اسبابها هو فتح كل بوابات خزان الروصيرص فى وقت واحد ، وهو اجراء لم يحدث منذ ان انشا الخزان ! وهناك الأمراض التى أصبحت تتوالى بمسلسلة هندسية عجيبة ، وكأنها كانت مسجونه وأطلق سراحها فجأة !! ثم هناك القيادات التى لم تباد ، والتى لاتزال تعبث بحصص الدقيق والبترول وأسعار السلع بمافى ذلك الدولار . أن أى من هذه الأفعال يمكن أن يساهم فى اعلاء المخاطر والتهديدات الأمنية بالصورة التى تؤدى الى قلب الطاولة على برنامج قحت قبل ان يبدأ تنفيذه . لذلك لابد أن تكون أولى الأولويات هى الأنتباه الشديد الى ازالة هذه الأسباب قبل كل شئ آخر . ولعل الدكتور حمدوك وحكومته قد انتبهوا الى هذا الأمر ،فأصبحت تصدر القرارات متتاليه بأبعاد كل من ساهم فى تثبيت أركان النظام الذى فى سبيله الى أن يصبح مبادا. غير أن الأمر يحتاج الى جانب ألأجراءات الحكومية ، بل وقبلها ، أن تعمل قحت على نشر الوعى بين جماهير الثورة بهذا البرنامج وبضرورة الانتباه والعمل على اقتلاع جذور النظام فى كل مكان ، وهى بطبيعة الحال أدرى بأماكن هذه الجذور . وقد سرنى فى هذا الخصوص ماقامت به جماهير الثورة بكسلا من البدأ بعملية انتخاب والى الولاية ، وهو أمر يقع على راس المخاطر والتهديدات ، وقد تأخر كثيرا برغم مطالبة الولاة العسكريين من احلال المدنيين مكانهم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبد المنعم عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست