إرتبط إسم الخطوط التونسية بترحيل المقيمين الغير شرعيين في إحدى دول الخليج ويتم ترحيلهم عبرها علي ما اعتقد..
"لما يقولو ليك ركبت التونسية معناتها موضوعك "إستحمى" وحالك بايظ"
في النقيض اصبحت التجربة التونسية بعثاً للأمل وميلاداً للحرية، عندما إنتفض شعب تونس الخضراء مؤذناً هيا علي الربيع العربي قد هَرِمنا..
في ليلة نادى مواطن تونسي في وسط المدينة التي نامت علي هتاف الامل ان يحيا الشعب في صباحه الباكر حراً " بن علي هرب.. بن علي هرب.. بن علي هرب" معلناً بذوق فجر جديد في تونس والمنطقة..
بالأمس القريب شهدنا عُرساٌ للحرية والديمقراطية بشكل جديد..
في مشهد اشبه بالمحكمة.. الشعب التونسي يُحاكم احزابه وتياراته من اقصى اليمين إلي اقصى اليسار راديكالية او علمانية وما بينهما يتخطى كل القوى السياسية ويختار رئيساً مستقلاً.. هو قيس سعيد..
كنت حتي الامس القريب اعتقد انه لا يمكن ان تستوى الحياة السياسية بلا احزاب.. ولكن تجربة تونس غيّرت فكرتي وقناعتي التي اقحمونا بها قسراً..
التجربة التونسية لم تكن عِقاباً علي مقعد الرئيس فحسب فقد إنسحبت علي البرلمان ونال الحزب الحاكم مقعداً واحداً وظهر جلياً في الكتل النيابية الاخرى..
هذه التجربة يجب علينا ان نبشر بها حتى يستوى امر احزابنا السياسية مقبرة الديمقراطيات..
في صورة مقلوبة السودان الدولة الافريقية الاولى التي جرت فيها عملية ديمقراطية بشكل كامل في خمسينيات القرن الماضي.. ولكن للأسف تصدرت المشهد احزاب لا تؤمن بالديمقراطية داخل صفوفها فوأدت اغلى واجمل ثلاث تجارب ديمقراطية بعد ثورات دفع الشعب مهرها دماء ودموع..
اعتقد الشعب السوداني قادر علي معاقبة الاحزاب والنخب الفاشلة بإتخاذ خيارات وطرق تحقق اهدافه ومستحقات ثورته في الحرية والسلام والعدالة بعيداً عن الاحزاب..
علي احزابنا السياسية وكل الكيانات والنُخب ان يعوا درس تونس وأن يعتمدوا الديمقراطية داخل كياناتهم وإفساح المجال امام جيل الشباب..
الشباب الذي حمل قيس سعيد قادر علي ان يحمل الف قيس في السودان بعيداً عن ايّ حزب او تيار سياسي..
" كدا.. كدا.. التونسية في إنتظاركم.. ثورة الياسمين.. و ولا ح تركبو التونسية"
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة