|
السودان : في ديالكتيك الصفوة والشباب ..! بقلم حامد جربو
|
02:21 PM October, 15 2019 سودانيز اون لاين حامد جربو-السودان مكتبتى رابط مختصر
الحديث المتداول في وسط الشباب عن سرقة الثورة وما تلاها من أقاويل في أوساط الجيل الشباب الذين أشعلوا ثورة ديسمبر الفريدة يتصاعد ويوماً بعد يوم مع اقتراب ذكرى" أكتوبر واحد العشرين" 1964م , . هناك مفارقة تتسع باستمرار بين الفريقين , اقصد فريق جيل الشباب والصفوة أو النخبة القديمة التي تشمل الأحزاب التقليدية والأيديولوجية مع حلفائها من العسكرتاريا النخبوية , .بعيد سقوط حكومة المؤتمر الوطني الفاسد طالب السواد الأعظم من الشعب السوداني بحكومة تكنوقراط لتسيير دفة الحكم في الفترة الانتقالية ,وأصر الشعب على إبعاد الأحزاب التقليدية والعسكرتاريا عن السلطة الانتقالية مبرراً ذلك على التجارب الفاشلة في أكتوبر 1964م وابريل 1985م . تبنى كل من تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغير" قحت "مطالب الشعب وفي مفاوضات ماراثونية مع المجلس العسكري – المستولي على السلطة – توصلوا إلي اتفاق دستوري أفضى إلى تكون مجلسين ..! مجلس سيادي مختلط برئاسة جنرال عبد الفتاح برهان للفترة الأولي من عمر الحكومة ألانتقالية , ومجلس وزراء برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك ..ماذا بعد ..!؟. يري معظم شباب الثورة أن حكومة الدكتور عبد الله حمدوك ليست حكومة تكنوقراط أو كفاءات كما يظن الشعب بقدر ما هي حكومة كوادر يسار السوداني المتخفي" المندس" في دثار تجمع المهنيين باسم كفاءات مستقلة..! , وهي في تماهي تام مع الدولة العميقة في هبوط ناعم من اجل مصالح إستراتيجية خاصة لهم لا علاقة لها بمطالب ومصالح الشعب البتة, وخاب أمل الشعب في حكومة ثورية تنهي المؤتمر الوطني وتعمل على اقتلاع النظام واسترداد ما سلب من الأموال وأصول الدولة السودانية, فلذلك يسعون لتجديد ديسمبر في أكتوبر القادم ..!. في حين ترى القوى التقليدية أو الصفوة أن ما تم بين قوى الحرية والتغيير "قحت " والمجلس العسكري الانتقالي هو أفضل الممكن , وهذا هو الحد الأدنى للطرف المستولي على السلطة أو - المجلس العسكري – على الشعب السوداني أن يتراضى مع الشريك حتى إشعار آخر..! في الحقيقة لا توجد في السودان كفاءات أو تكنوقراط مستقلة مجردة من ميول سياسي أو طائفي أو حزبي , بمعنى لا توجد كفاءات ثورية مستقلة في الهواء الطلق كما يتصور جيل الشباب الثوري ..! اتضح جلياً أن معظم الكفاءات الثورية التي لها اهتمامات بشأن العام السياسي والاجتماعي والاقتصادي وحتى القانوني لها منطلقات فكرية وإيديولوجية ومرجعيات حزبية وطائفية من أقصي اليمين إلى اليسار. فلنفترض أن هناك قليل من الكفاءات لا تنتمي إلى أي منظومة سياسية ولا علاقة لها بشان العام السياسي أو الحزبي وليست لها تجربة عملية في عمل جماعي منظم , هل تستطيع هذه الكفاءات أن تقود أو تدير منظومة بحجم دولة ..!!!؟ لأن الدولة العصرية هي منظومة سياسية بحتة لا يمكن التعامل معها إلا في أطرها السياسية في جميع النواحي ..!. يبدو أن ما يشبه بديالكتيك يدور بين الصفوة التي ترى أن لا فكاك من تكنوقراط سياسي منتمي, والجيل الثوري من الشباب الذين يبحثون عن تكنوقراط آو كفاءات مستقلة غير منحازة في المفازة السودانية ..!, سوف يكتشف الشباب عاجلا أم آجلاً أن ما يسمى بكفاءات مستقلة هي مجرد لعبة سياسية لإرضاء غريزة الشعب الثائر, وان الحنكة والدراية بشئون الدولة والسياسة ليس محض علم اجتماع سياسي يدرس في الجامعات والمعاهد فحسب بل هناك مختبر ومدرسة كبيرة اسمها الدولة والمجتمع. حامد جربو
|
|
|
|
|
|