لماذا تلك الحـــدة والتجريح حين تتباين الأفكار والآراء ؟؟
يا ذلك المبادر بالعداوة قبل السلام والتحية لما تلك العداوة ؟.. والصفعة في الوجوه من أجل الإذلال ليست من شيم الكرام .. ولا تليق بمن يدعي السلوك الحضاري .. بل يزيد المصفوع عزاُ وكرامةُ كما يؤكد أن الصافع منحط في المقام .. والتفاهم بالأخذ والرد في إطار الاحترام المتبادل هو ذلك النهج السليم .. والإنسان قيمة ووزن إذا واكب محاسن الأخلاق .. وهو دون ذلك كثيراُ في القياس والمعيار إذا امتطى الازدراء والتعالي .. فلما يجتهد هؤلاء البلهاء في فقدان المحبة والمكانة في نفوس الناس ؟؟ .. ومهما يجتهد المجتهدون أهل العداوات والصفعات فإنهم لا يقدرون على الإركاع .. فمثلما لديهم طموحات وأطماع في الحياة فللآخرين نفس الخيارات .. تتأرجح الأوزان والاعتبارات في أعين الناس .. فمهذب ومؤدب يؤكد أنه ابن الكرام .. أو همجي متخلف يمارس البلطجة في الحياة .. والسلوكيات هي التي تفاضل بين الناس منذ فجر الإنسانية .. فهي إما سلوكيات حسنة تجلب الراحة في النفوس .. وإما سلوكيات قبيحة ومنكرة تجلب الكدر في النفوس .. ولسان حال الكرام من الناس يقول دائماُ : نحن في الوجود لا نكره شيئاُ مثلما نكره ذلك الإنسان السافر الذي يتعمد تجريح المشاعر .. فلما ذلك التباغض والكراهية الشديدة .. وتلك مجرد خلافات واختلافات هي من سنن الحياة ؟؟ .. ولن تموت تلك الخلافات والاختلافات بكثرة الصفعات واللعنات .. إنما تتلاشى بمعاول السماحة في الأخلاقيات .. من يقول ( لا ) فهو ذلك الحد والحق في التفاهم دون كراهية تجلب العداء .. ومن يقول ( نعم ) فهو أيضاُ ذلك الحد والحق في تفاهم يعني التوصل للوفاق .. وذلك بمنتهى المرونة والأريحية التي لا تقتضي الخصومة والعداوة .. والذي يخالف فكرا من الأفكار أو عقيدة من العقائد أو اتجاهاُ من الاتجاهات أو طرفاُ من الأطراف أو جهة من الجهات لا يحتاج أن يعادي لدرجة الصفعات واللكمات .. كما أنه لا يحتاج لإحراق السفن بالقدر الذي يمنع التراجع والعودة !.. وهي تلك المفاهمة التي يجب أن تسود بين الناس بمنتهى الهدوء .. ومن حق أي إنسان في الوجود أن يمتطي الفرس الذي يراه صواباُ .. وتلك المحاسن تتجلى دائماُ حين تدار الخلافات والاختلافات في إطار من الإخاء والمودة ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست