(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); تقترب هذه الأيام الذكرى السنوية لثورة واحد وعشرين اكتوبر..نفس التاريخ الذي يدعوا فيه بعض النشطاء لوقفة مليونية أمام القيادة العامة..و إذا رجعنا الي خلفية هذه الدعوة فسنجد ان تاريخها يرجع الي أيام مليونية ٣٠ يونيو ، من المجموعة التي كانت تفترض ان الثوار كان يجب ان يقتحموا القصر الجمهوري ويستولوا على السلطة (على طريقة غردون باشا!)..كانت دعوتهم في البدء لمليونية في يوم ٣٠ يوليو ، ومع الاستجابة الضعيفة نظرا لتتابع الأحداث آنذاك تم التأجيل للتاريخ الحالي وهو ٢١ اكتوبر ، مع تنبؤ مسبق بفشل حكومة قحت و من ثم سهولة تعبئة الجماهير للتاريخ الجديد...قبل ان اعلق على طبيعة و طريقة الحشد لهذه المليونية اجد نفسي ارجع لحوالي تسعة سنين للوراء ،تحديدا الي إضراب نواب الأخصائيين الشهير في السودان ، كان الجو مشحونا و كان أطباء الخارج اكثر حماسا حتى من النواب المضربين في الداخل...لجأ نظام الكيزان لأبشع الطرق لوأد الإضراب ، تم اعتقال قادة الإضراب ، كذلك تم تأجير كتائب مؤتمر وطني من الأطباء اكسر الإضراب .. الشاهد في ذلك الوقت كنا نقطن في بيت عزابة في أيرلندا في مدينة دبلن نتابع الأحداث بكل حماس ، كنا نكاد لا نفارق اجهزة الحاسوب والفيسبوك (لم يكن هنالك واتساب آنذاك )..عندما وصل قادة الإضراب الموجودين خارج المعتقلات لخيار فك الإضراب كانت الآراء المنتقدة لهم والمتحمسة تتطاير من كل حدب وصوب من خارج السودان اكثر ما كان يحيرني هو ان اكثر المنتقدين لفك الإضراب كان احد زملائي في السكن في تلك البقعة البعيدة كل البعد عن الوطن ..كان يطلق التعليقات من نوع لا تفاوض لا تراجع لا استسلام ! اوضحت رأيي في ذلك الوقت ان لا حق لأطباء الخارج( وأنا منهم) تحديد مسارات تفاوض أطباء الداخل ،والجمرة بتحرق الواطيها!نرجع لما يحدث الان ؛ دعوة لمليونية كل الداعين والمتحمسين هم من ثوار الخارج،.اقول ذلك وأنا لا ارى أي منقصة من الثورة من الخارج فكلنا ثرنا من الخارج دعما لاخوتنا في الداخل...لكن ان يتم الدعوة والتخطيط لمليونية من خارج السودان فهذا يوحي بقدر من عدم الإدراك للواقع أو المسؤولية تجاه ما قد يترتب من عواقب ... المصيبة الكبرى ان جل المتحمسين للمليونية من الداخل هم قروبات سائحون وفلول المؤتمر الوطني اتباع غندور!هل ترى نتوقع ازدحاما في المطارات في الطريق إلى الخرطوم مع اقتراب موعد المليونية أم سيكتفي الثوار باللايفات واللايكات؟ ثم ماذا عن حشود الكيزان و الذين يبدو انهم فعلا جادين في استغلال تلك الفرصة وإسقاط حكومة حمدوك والعودة الي الواجهة؟سؤال اخير، من سيقوم بتأمين تلك المواكب ؟ كل المواكب السابقة كان هنالك تنسيق متقن من قبل لجان الأحياء وقحت وتجمع المهنيين...مليونية ٢١ اكتوبر هي مليونية ان نجحت فسيكون فقط في طعن حكومة حمدوك من الخلف بسبب الكيزان الذين سيمتطونها بكل خبث..ولن يكون لها أي ايجابيات!أتمنى ان يراجع من نثق في وطنيتهم موقفهم حيال تلك المليونية التي ستكون غالبيتها من فلول المؤتمر اللاوطني خاصة مع توقع غياب الكثير من الوطنيين عن المشاركة العملية فيها بسبب تواجدهم في الخارج!
(عدل بواسطة د.نادر عديل on 10-05-2019, 11:15 PM) (عدل بواسطة د.نادر عديل on 10-05-2019, 11:21 PM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة