نحن الآن نعيش في ظل الديمقراطية التي تكفل الحريات العامة. .الديمقراطية فرصة كما هي مسؤولية . . إنها تتيح للإنسان أن يتمتع بحريته دون تعدي على حريات الآخرين وحقوقهم. إذن هي فرصة، ومسؤولية. نحن إخترنا نظاماً راقياً للحكم ومن خصائص هذا النظام أن يبدأ من القاعدة . . وهذا يعني أن كل مواطن عليه دور ومسؤولية للمحافظة على الديمقراطية الوليدة. وأكبر تحدي يواجه الشعب في هذه المرحلة، هو تحسين الوضع الإقتصادي. الإقتصاد هو الذي يتحكم في القاعدة المادية لكل حياة إجتماعية، وبالتالي فإن طريق بناء هذه القاعدة يحدد شكل ومضمون التقدم الإجتماعي، أو العكس يمكن أن يرسخ التخلف والبؤس وتداعياتهما . . لذلك من الخطأ أن يربع الشعب السوداني يديه، ويلقي بمسؤولية المحافظة على الديمقراطية، على كتف حكومة الفترة الإنتقالية، برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك وطاقمه الوزاري، إن فكر الشعب بهذه الطريقة، فهذا معناه نحن نرتكب خطأ فادحاً فيما يخص فهمنا للديمقراطية. الديمقراطية لا نحميها بالشعارات، أو بالحديث في المقاهي والأماكن العامة عن السياسة، وأداء الحكومة نقداً أو إطراءاً . . وإنما بالوعي والتخطيط السليم لإحراز التقدم، وكل إنسان يسهم في هذا، بعمله وفكره في تحقيق التقدم الإقتصادي والإجتماعي المأمول، الذي يشكل ضمانة حقيقية وقلعة حصينة للثورة والديمقراطية. صحيح حكومة الثورة مطالبة بوضع خطة إقتصادية طموحة وواضحة وصريحة، تشرك الشعب فيها، حتى يكون يسهم في تحقيق مضمون الخطة الإقتصادية، فالذي لديه أكثر من سيارة يمكن التخلص من الأخرى، ويستثمر ثمنها في شراء محراث، وهكذا الذي يخطط أن يبني عمارة أو عمارتين يمكن أن يستثمر هذه الأموال في بناء مصنع يعود عليه بالفائدة ويوفر فرص عمل دائمة للعشرات إن لم يك المئات. خطة قائمة على أساس المعرفة الواقعية لواقع المجتمع، والتحديات الإقتصادية والإجتماعية القائمة فيه، وأن تكون الغايات المخطط لها متلائمة مع حقيقة الوضع القائم، وإختيار الوسائل الواقعية التي توصل للتخلص من الواقع الموروث من النظام السابق، وإحلال الواقع المنشود، يبدأ بتحديد أهم المشاكل التي تواجه الوطن والمواطن بالتوعية والتبصير، وتمليك الحقائق أول بأول للشعب، ودعمه مادياً ومعنوياً لإطلاق عجلة التنمية الشاملة، وزيادة الإنتاج وترشيد الإستهلاك وتوزيع العائدات بشكل عادل بين أفراد الشعب، لاسيما أسر الشهداء والفقراء . . سأل الممكن، المستحيل: أين تقيم . . ؟ فأجابه في أحلام العاجزين . التقدم ممكن، فقط نحتاج حكومة وشعب ترتيب الأولويات، أي أن نولي موضوع التنمية والإنتاج الأولوية القصوى، عبر نشر الوعي والتخطيط وإطلاق المبادرات للقضاء على الفقر والفساد. الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست