تعالوا نضحك قليلاُ مع الأبرياء أهل النفوس الطيبة !!
هي براءة السودانيين في كل الأوقات والأزمان .. كالعادة يخلطون الجد بالهزل والهزل بالجد .. ويمارسون نوعاُ من الطقوس المريحة الطريفة .. وفي أيام السودان الماضية كانت النفوس صافية لا تشتكي من الضغائن .. وهذه قصة جرت أحداثها بمدينة ( جوبا ) في ستينات القرن الماضي .. وهي قصة تحكي مرحلة عزيزة في حياة الشعب السوداني .. حيث كانت البلاد والشعوب واحدة :
هو رجل لم يتناول ( الخمر ) طوال حياته .. وذلك بعكس أصدقاءه الذين كانوا لا يحسون بالسعادة والانتشاء إذا لم يتناولوا الخمور يومياُ .. ورغم ذلك فإن صداقته كانت قوية جداُ مع هؤلاء .. وكانت جلسات الخمر تلك لا تطيب لهؤلاء إذا لم يتواجد بينهم ذلك الصديق العصامي .. فهو كان دائماُ يمثل ذلك الرفيق الظريف الذي يكمل الانتشاء في لحظات الخمر بالأنس والنكات والمرح .. وفي ذات يوم كثير الغيوم رقيق النسائم قصير العمر جرى ما لم يكن في الحسبان .. حيث فجأة أحاطت المكان جماعة ( الكشة ) .. ثم تم اعتقال كل من تواجد في تلك القاعة المحظورة !!.. وطبعاُ كان من بينهم ذلك الصديق العصامي .. وبعد ذلك تم وضع الجميع في زنزانة الحراسة بمركز الشرطة .. وكان القرار هو الاحتفاظ بهؤلاء المعتقلين في غرفة الحراسة لليوم التالي لحين وقت الدوام الرسمي للقضاة .. ثم المحاكمات بالجلد والغرامة ..
يقول صاحبنا العصامي : عندما اقترب الليل تحدث أصدقائي فيما بينهم في غرفة الحراسة وقالوا : ( نحن فعلاُ قد خالفنا القانون بشربنا للخمور ولكن ما هو ذنب صديقنا هذا العصامي ؟؟ .. وهو الذي لم يتناول الخمور طوال حياته ؟؟ .. وكيف يبيت معنا الليلة في الحراسة وهو لم يرتكب أية مخالفة ؟؟ .. ثم نادوا العسكري الذي كان يقف عند باب الحراسة .. وقالوا له نحن نريد مقابلة ( الضابط المناوب ) فوراُ في أمر هام .. فقادهم العسكري ( للضابط المناوب ) الذي كان يتواجد في غرفته الخاصة .. وكان ذلك الضابط من أبناء الجنوب .. ولكن لسوء حظ ذلك الصديق العصامي فإن ( الضابط المناوب ) هو نفسه كان في حالة سكر شديد .. لدرجة أن رائحة الخمر كانت تملأ غرفة الضابط المناوب بطريقة مزعجة ومبالغة للغاية .. وفي تلك اللحظات تحدث الأصدقاء للضابط المناوب موضحين بأن ذلك الشخص ( فلان ) الذي يتواجد معهم في الحراسة لم بشرب الخمر طوال حياته ولم يرتكب أية مخالفة .. فقال لهم الضابط الجنوبي : ( لا تكثروا الكلام بل فقط يتقدم فلان ليقف أمامي ) .. ولما وقف الصديق العصامي أمام الضابط المناوب طلب منه الضابط المناوب وقال بــــــــس قل : ( ه ) حتى يشم الرائحة .. وعندما أجاب الصديق لطلب الضابط وقال كلمة ( ه ) صاح الضابط بصوت حاد وعال وقال ( ووووووووو والله سكران تينة !! ) .. وطبعاُ في تلك اللحظات كان الضابط يشم رائحة الخمر المنتشرة في غرفته .. ثم احتج الأصدقاء مرة أخرى على قرار الضابط وقالوا له : نحن متأكدين جداُ بأن فلان هذا لم يشرب الخمر طوال حياته .. فكرر الضابط الجنوبي نفس الكلام السابق وقال لهم مرة أخرى : ( لا تكتروا الكلام ،، والقرقر الكتير ما ينفع ) .. بل فقط مطلوب من فلان أن يقول ( ه ) .. فاستجاب الصديق لطلب الضابط للمرة الثانية وهم أن يقول : ( ه ) ولكن قبل ان يكمل الهممة صاح الضابط للمرة الثانية قائلاُ : ( وووووووووووووو والله سكران وأبوه سكران !! ) .. وكل مرة عندما يحتجون كان يكرر عبارة ( بس هو يقول ه ) ,, وعندما يجاوب الصديق يردد نفس الصيحة ( وووووووووو والله سكران وجدو سكران !! ) .. وفي النهاية رجع الأصدقاء بالصديق العصامي لغرفة الحراسة وهم يموتون من الضحك !!! .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة