يعاني السودان منذ ما يسمي باستقلال عام 1956 من الفوضي والتخلف والعلل في كل المجالات والادلة والمظاهر علي ذلك واضحة جدا في السياسة والامن والاقتصاد والمجتمع والثقافة والخدمات والبنية التحتية والعلم. جاء هذا التردي العام مواصلة لحقب سبقتها وهي استعمار التركية عام 1820 وتلتها حروب المهدية عام 1880.
فترة الحكم الثنائي 1889 حتي 1956 كانت برجماتية لانها حصرت اهدافها في الاستغلال الاستعماري للموارد فاوقفت مؤقتا ما يمكن ان يقلل الصادر وتجنبت معالجة العلل الموروثة. فور ان سلم الاستعمار الثنائي السلطة والثروة لوكلائه ورحل بدئت في السودان حقبة متواصلة من الارهاب والبلطجة والكذب الرسمي.
وكانت ولازالت اجهزة الحكم في السودان تمارس الارهاب والبلطجة والكذب لابغرض برجماتي لزيادة الانتاج بل تستهدف منع تناول الفساد المالي والسياسي والاقصاء المجموعات والقوميات الاخري والنهب الموارد وقهر الرأي. لذلك نجد الان تكوينات سياسية وامنية ودينية واعلامية واكاديمية وتجارية تمارس الارهاب والبلطجة والكذب بشكل فاضح ورسمي ولا يردعها اي رادع اخلاقي او مؤسسي
انهيار الدولة في السودان نتج عن انعدام سيادة القانون وغياب جهاز قضائي نزيه ومستقل بنظم عدلية فعالة. وساعد في ذلك الجهل والفقر والاستلاب الديني وضعف الايمان بالله وبالمبادئ. هذا ادي لحروب اهلية ولانفصال الجنوب وسيؤدي لمزيد من الاقتتال والتفتت
امثلة للكيانات التي تمارس الارهاب والبلطجة والكذب الرسمي معلومة للجميع ولكن افراد الشعب السوداني يخشوا علي سلامتهم من الاشارة لهم حتي لو بشكل ضمني لما لذلك الفعل من مخاطر جسيمة علي سلامتهم وقوت عيشهم. ولكن ما وصل اليه السودان من انهيار لايمكن السكوت عليه اكثر من ذلك ولم يعد هنالك سلامة ولا رزق يخشي عليهم بعد جرائم فض الاعتصام وقتل المدنيين في مختلف الاقاليم واضعاف الجيش لصالح مليشيات لا تعرف القراءة والكتابة وتضم اجانب والاعمال المنظمة لسرقة وافشال الحراك الشعبي لتحقيق الحرية والسلام والعدالة. الحكومة الحالية بين مجلس العسكر والجنجويد قحت ما جائت بهمن مجلس وزراء يرئسه حمدوك الذي احضره الصادق المهدي واختار وزراءه لاتمثل الحد الادني لمطالب الشعب والثورة ووثيقة يصفونها بالدستورة وهي ناقصة مختلف عليها وغير قانونية
لذلك سأشير هنا بوضوح للكيانات التي تمارس الارهاب والبلطجة والكذب الرسمي في السودان لعل في ذلك ردع لهم وتوضيح للدول الشقيقة والمنظمات المتخصصة والمعنية لاتخاذ اجراءات فعالة لوقف هذه الممارسات التي تخالف كل المبادئ والقوانين الدولية والتي حطمت السودان واذلت شعبه وتهدد سلامة وامن المنطقة.
من اكبر الكيانات التي تمارس الارهاب والبلطجة والكذب الرسمي في السودان هي حزب الامه ومليشياته المختلفة وكيان الانصار. كما ان حزب الامة يتحالف مع مجموعات بدوية يطلق عليهم مجازا قبائل. وفي ال 30 عام الماضية اصطنع حزب الامة واجهات حزبية بديلة له باسماء مختلفة لادعاء الاختلاف والتنافس والوصول للسلطة.
ومن بين الاشكال الجديدة لحزب الامة نجد الجبهة القومية الاسلامية برئاسة حسن الترابي زوج شقيقة الصادق والتي انقسمت الي حزبي المؤتمر الشعبي و المؤتمر الوطني. وكل تلك التنظيمات تخلط بين قداسة دينية زائفة وفساد مالي وسياسي مع استخدام العنف والارهاب مع معارضيهم ومنافسيهم وتبرر وتستخدم الكذب والبلطجة
كتب محمداحمد المدعي المهدية والنبوة وهو مؤسس المهدية واسرة المهدي ومنهم عبدرحمن والصادق والذين يلقبوا بالأئمة في احد منشوراته: وليكن معلوما لديكم اني من نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فابي حسني من جهة ابيه وامه ، وامي كذلك من جهة امها وابوها عباسي والعلم لله بل ان لي نسبة الى الحسين رضي الله عنه.
يذكر محمداحمد اجتماعه بالنبي في الحضرة النبوية وهو في حال اليقظة ويدعي أخذ الاوامر منه مباشرة وأحيانا يذكر اجتماعه بنبي الله الخضر والشيوخ الأموات السابقين لعصره والملائكة كعزرائيل. وأهم الأحكام التي اشتقها من اجتماعه بالنبي هو تكفير من لم يؤمن به وما يشير إلى عصمة التعايشي وغيرها. حيث يقول في خطابه إلى محمد الطيب البصير في 30 يونيو 1880 فيأتي النبي ويجلس معي ويقول للأخ المذكور شيخك هو المهدي فيقول اني مومن بذلك فيقول: من لم يصدق بمهديته كفر بالله ورسوله قالها ثلاث مرات
كما نجد من المؤسسات الرسمية التي تمارس الارهاب والبلطجة والكذب الرسمي في السودان امثال جهاز الامن وله الكثير جدا من الافرع والمسميات ومصادر التمويل المجهولة وكذلك قوات الشرطة وقوات السجون وقوات حرس الحدود وقوات الدعم السريع (الجنجويد)
ويضاف الي قائمة المؤسسات التي ترعي وتدعم وتمارس الارهاب والبلطجة والكذب الرسمي في السودان الاجهزة الدينية المختلفة ومنظماتهم الطوعية وكذلك المؤسسات والاجهزة الاعلامية والاكاديمية والمنظمات الشبابية والطلابية والادارات المحلية والقبلية
لو ان شعب السودان ودول الجوار والمنظمات الدولية والدول الكبري يريدوا بالفعل صادقين مكافحة الارهاب الدولي ووقف عمليات تصنيعه ودعمه وتصديره وتمويله فانه من اهم واول الخطوات هي محاربة الارهاب والبلطجة والكذب الرسمي الداخلي في السودان اولا. فسيادة القانون ونزاهة واستقلال القضاء وكفاءة الاجهزة العدلية هي الخطوات الاولي ليس فقط في مكافحة الارهاب المحلي والدولي بل هم ضرورات في مكافحة الفساد والجريمة المنظمة والتأسيس لحكم ديمقراطي عادل ولتنمية شاملة https://wp.me/p1TBMj-r4https://wp.me/p1TBMj-r4
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Tarig Anter
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست