كانت مفاجأة تلك الأصوات في قاعة الأمم المتحدة !.. وهؤلاء الخواجات يجهلون كلياُ معنى تلك الأصوات الحادة الصاخبة ,, ولكن المرأة السودانية حين عبرت عن فرحتها العارمة في تلك اللحظات التاريخية كانت لا تبالي ولا تهتم كثيراُ بالمكان أو بالزمان أو بالمتواجدين من كافة أرجاء العالم !!.. وتلك الأصوات الحادة الغريبة أخذت حظها بالبحث والتنقيب لدى هؤلاء الباحثين الذين تعودوا الركض خلف غرائب الأشياء !!.. وذلك النوع من التعبير عن الفرحة العارمة هي خاصة لأمم معينة فوق وجه الأرض .. وإن كانت تختلف في أساليبها وأشكالها وألوانها من دولة لأخرى في بعض بلاد العالم .. والإنسان في بلاد الغرب لديه حب المعرفة لكل عادات الشعوب .. وقد كانت تلك اللحظات مفاجأة كبرى لكل من تواجد في القاعة الكبرى .. وحتى رجال الصحافة للحظات معدودة لم يعرفوا حقيقة وأسباب تلك الأصوات الحادة الغريبة .. وتلك الأصوات بطريقة غير مألوفة وغير معتادة قد صدرت في قاعة الأمم المتحدة لأول مرة من نساء السودان !!.. وتلك ظاهرة هامة لا بد أن ينصف فيها كتاب ( غينيس ) للأرقام القياسية في إبراز حق المرأة السودانية .
أما هؤلاء الأبرياء من دول العالم الذين يسألون عن أسباب تلك الزغاريد في أروقة الأمم المتحدة فنقول لهؤلاء : ( تلك هي لحظات تاريخية في مسار الشعب السوداني ) .. فهو ذلك الشعب الطيب الكريم الذي عوقب من دول العالم ظلماُ وجوراُ وإجحافاُ بغير ذنب وجرم بحجة الإرهاب !!.. ولم يثبت التاريخ والأحداث يوماُ أن سودانياُ واحداُ قد فجر نفسه أو أشترك في عملية إرهابية في دولة من دول العالم !!.. ولم يشترك أحد من أبناء السودان في أحداث ومجريات 11 سبتمبر الإرهابية .. ورغم كل ذلك فقد عوقب الشعب السوداني أشد العقاب دون شعوب الأرض .. ومن السخرية أن الشعب السوداني قد عوقب بفرية الإرهاب لسنوات طويلة في الوقت الذي فيه لم تعاقب تلك الشعوب التي اشتركت حقاُ وحقيقة في عمليات إرهابية كبيرة .. ولا نريد أن نذكر هنا تلك الشعوب بالأسماء حتى لا نجرح الإخاء !!. ولكن نكرر القول هنا بأن ذلك الشعب السوداني الطيب البريء قد دفع أثماناُ باهظة وغالية بغير جرم ولا ذنب .. وهو الشعب الذي قد تحمل الويلات تلو الويلات بفعل الحصار لسنوات طويلة .. فكيف لا تزغرد المرأة السودانية وترفع عقيرتها حادة وداوية لتقول للعام نحن ( مظلومين ) بحق وحقيقة ؟؟ .. وهي نفس الزغاريد التي جرت مساء الأمس حين فاز الفلم السوداني ( ستموت في العشرين ) بالجائزة الأولى في مهرجان البندقية ( كما يقال ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة