عصر يوم من أيام شهر رمضان، دخلت حوش مؤسسة الأسواق الحرة سيارة من فئة الدفع الرباعي يقودها السيد عوض الجاز وزير المالية ومعه من الركاب السيد ماهل أبوجنة و(أ أ ط) إبن رجل الأعمال الشهير، ورابعهم حسين خوجلي الإعلامي المعروف. كانت مؤسسة الأسواق الحرة قد أعلنت في الصحف عن بيع كمية من اللبن البودرة لأعلى سعر شراء نقدي معروض، وبالفعل كان السعر الأعلى المقدم خمسة مليون دولار أمريكي فقامت الإدارة المالية في الأسواق الحرة بترسية العملية على مقدم السعر الأعلى وتحدد موعد لتوقيع العقد بين المؤسسة والمشتري والدفع النقدي. هكذا كان يرى المدير المالي لمؤسسة الأسواق الحرة الأِشياء.الأمر واضح وسهل. المجموعة التي جاءت بسيارة الدفع الرباعي كانت لها وجهة نظر أخرى. أمر عوض الجاز بصفته رئيس مجلس إدارة المؤسسة بترسية العملية على ابن رجل الأعمال الشهير مقابل شيكات آجلة. حسين خوجلي كان وسيطا بين المشتري الجديد وعوض الجاز وماهل أبوجنة مدير الجمارك وعضو مجلس إدارة الأسواق الحرة حيث كانت تربطه بهم جميعا علاقات مختلفة. واضح أن علاقات حسين اخطبوطية لا تقتصر على حقل الإعلام وحده. أبدى المدير المالي اعتراضه المنطقي على ذلك التدخل المشين المخالف لكل القوانين ولكن الوزير فرض رأيه وقام أ أ ط بتحرير شيكات بخمسة مليون دولار لمؤسسة الأسواق الحرة واستلم الشحنة دون أن يدفع دولارا واحدا وقضي الأمر. المحصلة النهائية كانت كالآتي: ذهبت كل شحنة لبن البودرة لمستودعات المشتري مجانا. تساقطت شيكات المشتري فيما بعد ولم يتخذ إجراء نظامي ضده. سارع المدير المالي للمؤسسة ليحسم أمره بقبول عرض العمل الذي أرسل إليه قبل فترة من مؤسسة مالية مرموقة في السعودية بعد تردد وانتظار لعدة أشهر. توفي المشتري إلى رحمة الله ولم تسترد الأسواق الحرة سلعتها أو تتحصل على مقابلها المالي. غير معروف إن كان الوسطاء قد تلقوا عمولات أوفوائد أو هدايا مقابل اتمام هذه الصفقة أم أن الوساطة كانت خالصة لوجه الله تعالى. ولا عزاء للوطن.
09-28-2019, 06:00 AM
عمر عيسى محمد أحمد
عمر عيسى محمد أحمد
تاريخ التسجيل: 01-07-2015
مجموع المشاركات: 1825
الأخ الفاضل / عبد الله علقم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
طرقت باب المقال بالصدفة كالزائر المتعجل .. ثم أوقفتني تلك المسرودة عن الواقعة بمؤسسة الأسواق الحرة في ذلك اليوم .. فقلت في نفسي عجباُ لأمر هؤلاء الناس من أبناء السودان !! .. كم وكم من الكبائر يرتكبونها باسم الدين وهم يحسبون أنها من الملاهي !!! .
وقبل أن أستمر في مواصلة قولي لابد أن أضع صدق تلك الواقعة في ذمتكم .. حيث ينتظرنا جميعا يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ! .
أقول في حسرة وألم كم يا ترى من كبائر الذنوب التي تراكمت في ذمم هؤلاء الناس الذين خدعوا الشعب السوداني تحت فرية التعامل بنهج الإسلام ؟؟ . كانوا بطريقة مسرفة ومبالغة يمارسون تلك الكبائر وفي نفس الوقت كانوا يدعون بأنهم جند الله في السودان !!. لقد خدعوا الشعب السوداني بفرية العمل بمنهج الإسلام ؟؟؟ .
بالله عليكم يا مسلمي العالم أنظروا لأفعال هؤلاء الأشخاص المجرمين : ذاك هو : ( عوض الجاز ) الذي كان وزيراُ للتجارة في ذلك الوقت .. وهو الذي كان محسوباُ ضمن الفئة السودانية التي كانت ومازالت تنادي بأنها الحريصة في الدفاع عن الإسلام والحريصة في ممارسة التعاليم الإسلامية السمحة !! .. بالله عليكم انظروا جيداُ كيف أنه تسبب في إهدار مبلغ يعادل خمسة مليون دولار أمريكي من أموال الشعب السوداني في لحظة طيش وبلادة وغباء ؟؟ .. وهو ذلك الإنسان الذي كان مسئولاُ وأميناُ على أموال الشعب السوداني .. وسوف يسأل عنها يوم القيامة ؟؟ .. ويا ترى كم وكم من المليارات التي أهدرها ذلك المسئول من أموال الشعب السوداني في مواقف أخرى مماثلة ؟؟ .
وذاك هو : ( حسين خوجلي ) .. الذي يحسبه المشاهد في التلفزيون بأنه من الأتقياء حين يقول ويدعي الصلاح !! .. فإذا هو ذلك الشيطان المارد بأفعاله ومواقفه تلك المشوبة بالرياء والنفاق !!.
ويوم القيامة سوف يحاسب ويعاقب عوض الجاز وحسين خوجلي وابن رجل الأعمال الشهير الذي سرق ونهب تلك الحقوق من أموال الشعب السوداني .. سوف يحاسبون عن تلك الكبيرة التي جرت في ذلك اليوم .. وعن جرائم أخرى في مواقف وأيام أخرى !.. في مشهد رهيب أمام الخلائق سوف يسأل هؤلاء وأمثالهم عن تلك الواقعة وغيرها من الواقعات المشابهة .. فيا ترى بأي مراوغة باسم الدين سوف يحاول هؤلاء حتى ينجوا من الهلاك والعذاب ؟؟؟ .. ولو كنت في مكان ( عوض الجاز وحسين خوجلي ) لبكيت الليل والنهار من خشية العذاب الشديد والنار !!.. واللبيب الحريص هو من يتقي الله ويعمل لما بعد الموت ولا يتمنى على الله الأماني .. !. والتلاعب بحقوق الناس من الكبائر العظيمة .. والله سبحانه وتعالى قد يغفر الذنوب التي بينه وبين العباد إذا شاء .. ولكنه لا يغفر حقوق العباد على العباد .. حيث ذلك القصاص الذي يفرض رد الحقوق .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة