*هذا ما يميزهم عن غيرهم.. *فالواحد منهم – الفلاسفة – يحكي عن أدق تفاصيل حياته… دونما خجل.. *يحكي عنها بخيرها… وشرها… وعقدها… وشذوذها.. *وروسو لديه كتاب اسمه (الاعترافات)… يرتجف المرء عند قراءته.. *يرتجف من شدة الصدمة إزاء قوله الحقيقة.. *ومن اعترافاته-غير الصادمة- إقراره بفشل فلسفته عن التربية.. *فشله هو شخصياً.. رغم إنه صاحب الفلسفة.. *يقول إنه كان لديه ست نظريات عن تربية الأبناء.. قبل زواجه.. *وبعد أن تزوج صار ليه نصف دستة من الأبناء.. *ولكنه لم يجد نظرية واقعية واحدة – من بين نظرياته – تصلح معهم.. *ورسل يقول إنه أٌصيب بعجز فجائي في حياته الزوجية.. *عجز تماماً.. رغم جمال زوجته الأمريكية المبهر.. *ثم انتبه إلى أن العجز هذا ربما يكون سببه مقته لزوجته… من بعد حب.. *وربما يكون كرهها بسبب كرهه أسلوبها في الحياة.. *أو لكثرة نقدها له… حتى في جوانب فلسفته… وهو (أبو النقد) الفلسفي.. *فطلقها وتزوج أخرى… أقل منها جمالاً بكثير.. *واختفى العجز من حياته… إلى أن اختفت حياته في مجاهل الشيخوخة.. *وشوبنهور يكشف عن سبب تفضيله العزوبية.. *فهو لم يتزوج قط إلى أن مات.. ولم يكن بجانبه سوى كلبه.. *فقد ظن النساء جميعاً نسخة من والدته.. *وإن كانت أمه دفعته من أعلى السلم فهن–إذن- يجدن (ضروب الدفع).. *وما أكثر السلالم في مسيرة الرجل… بصحبة امرأة.. *ولم تنتقص الاعترافات من عظمة الفلاسفة.. *فهم بشر يصيبون… ويخطئون… ويتسامون.. و(ينحطون).. *وعلى العكس منهم تماماً السياسيون.. *وخصوصاً الذين ينتمون إلى عالمنا الثالث منهم.. *فهم يحرصون على الظهور بمظهر (أنصاف الآلهة) أمام شعوبهم.. *وأي كلام عن (حقيقتهم) يثير جنونهم.. *جنونهم هم… وجنون أتباعهم الذين يصنعون منهم (فراعين).. *فالاعترافات-حسب اعتقادهم- تنتقص من عظمتهم.. *صحيح أنهم لا يقولون مثل فرعون (ما أرى لكم من إله غيري).. *ولكن شعارهم (ما أريكم إلا ما أرى).. *والناصريون إلى يومنا هذا لا يرون إلا ما أراهم عبد الناصر.. *وما ذكري له-ولهم- إلا على سبيل المثال.. *ولو قُدر له أن يكتب اعترافاته – بصدق-لتحطم الصنم أمام (عابديه).. *لقال إنه لم يزح محمد نجيب إلا حباً في الانفراد بالسلطة.. *وإنه سكت عن تجاوزات صلاح نصر خوفاً منه.. *وإنه كان مهووساً بأن تتجاوز زعامته حدود وطنه… لتشمل العرب كافة.. *وإنه كان مسؤولاً عن النكسة… وجعل من عامر كبش فداء.. *وإنه كان يزهق أرواح الكثيرين بمحاكم صورية.. *وإنه كان عاشقاً لذاته أكثر من عشقه لمصر… والمصريين.. *وإنه كان محض دكتاتور متجبر …ومتكبر.. *وإنه مثل أشباهه… *ولا شيء !!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة