شعب صبــــــــــور لا يحمــــــــل الأحقــــــــــاد أبـــــــــداُ !!
قالوا مستغربين ومتعجبين : ( لماذا يا هؤلاء ؟؟ ) .. وكأنهم يتحسرون على فقدان حظوظ كانت متاحة لهؤلاء الغلابة !!.. فردوا عليهم في أسف وحسرة قائلين : ( ثلاثون عاماُ ولم يسأل عن أحوالنا أحد !! ) .. حيث كنا في متاهات الضياع والتجاهل لسنوات طويلة .. وكنتم تجهلون وتتجاهلون سيرتنا إنكاراُ وتعمداُ !!.. ولا تبالون إن كنا أحياء أم أمواتاُ !.. كما كنتم لا تبالون أن كنا جوعى أم شبعى .. ونحن الغلابة من الناس كنا نستغيث دوماُ ونطلق الصيحات داويةُ ليلاُ ونهاراُ .. بينما كنتم ترقصون فوق الحلبات والمنصات فرحاُ وطرباُ .. لا تعيرون الاهتمام .. ولا تبالون بمن يبكي ويشتكي !!ّ.. ولا تهتمون بمن يزرف الدموع .. وقد تجردتم من تلك المشاعر والأحاسيس التي تؤكد أنكم تملكون الضمائر مثل البشر!.. وتلك التجارب في معية ( الإنقاذ ) أكدت أن ( الإنقاذ ) لا يقيم للوفاء عهداُ .. ولا يعرف للتضحيات شكراُ .. وقد تعالى رجال ( الإنقاذ ) تكبراُ وتجبراُ على الغلابة من أبناء السودان الذين لا يملكون في الحياة حيلة !! .. حتى أنهم في مرحلة من المراحل تناسوا تلك المناسك التي توجب العزاء لأهل النكبة !!.. ولا يزرفون دموع الأسى على صيحات الأطفال والأرامل الجوعى !.. وحينها تراجع الناس عن مناسك الوفاء لمن لا يستحقون الوفاء لحظة !.. فلما العجب والتعجب وكنتم لا تستترون أن يشهد عليكم سمعكم وأبصاركم وجلودكم ؟؟ .. وقد أخلص هؤلاء الغلابة بالتضحيات وبالتحمل والصبر الطويل .. ثم كان الجزاء منكم ذلك المزيد والمزيد من الغلاء والبلاء والويلات والشقاء .. وعدم الإحساس بالذنب والتقصير ؟؟. فكيف تلومون اليوم هؤلاء الغلابة وأنتم أدرى بأحوالهم التي آلت إليها الأمور في نهاية المطاف ؟؟.. حيث حياة الجحيم التي تماثل حمم البركان ؟؟ .. وماذا كنتم تتوقعون من ذلك الشعب الطيب غير الثورة والانتفاضة ؟؟ .. فهل كنتم تريدون أن تدوم الأحوال بنفس الوتيرة حتى قيام الساعة ؟؟ .. وهل كنتم تتوقعون أن يواصل الشعب السوداني افتراش الذات بساطاُ تمشى عليه أقدامكم ؟؟ .. وتلك صورة قد جرت فعلاُ وبحق وحقيقة لأكثر من ثلاثين عاماُ !!.. فما كان جزاء هؤلاء الغلابة في نهاية المطاف غير ذلك الجوع وذلك الغلاء وذلك البلاء والشقاء والدموع ؟؟ .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة