لا تفقدوا الكوادر بحجة الانتماءات ولا ترتكبوا نفس الأخطاء !!
مشكلة السودان أن البعض منا يقاتل من أجل الانتماءات ومن أجل ( الأنا ) .. ولا يقاتل من أجل ذلك ( السودان ) .. وفي كل المراحل السياسية التي مرت بالبلاد نجد تلك الهبالة وتلك البلادة في اتخاذ القرارات .. فكل جديد متمكن صاحب سلطة يملك القرارات متاحة في اليد يزيل الماضي ويزيل آثار الماضي بكل حسناتها وسيئاتها !!. وبتلك الخطوة السودانية الغير صائبة والغير حكيمة تفقد البلاد كل مرة تلك الكوادر والمؤهلات العالية بفرية تنظيف آثار الماضي !! وهي نفس الخطوة الغبية التي أتخذها نظام ( الإنقاذ ) البائد .. حيث تسبب في إقصاء وتشريد الآلاف والآلاف من أبناء السودان أصحاب الكفاءات والمهارات العالية .. وذلك تحت فرية عدم الولاء والانتماء !!.. وتلك ظاهرة وخطوات لم تخلو منها كل الحكومات التي مرت بالبلاد منذ الاستقلال .. وفي كل مرة كان السودان هو الخاسر الوحيد !.. واليوم بنفس الحماس وبنفس الحماقة ينادي البعض بإزالة كافة الكوادر والمؤهلات التي تعاملت مع النظام البائد .. ولا يهمه في ذلك فقدان البلاد لتلك المؤهلات العالية التي قد لا تتوفر في البديل !!.. كما لا تهمه كثيراُ حاجة السودان لتلك العقول الماهرة والكفاءات العالية .. فقط يريد أن يثبت لأهل النظام البائد بأنه الأقوى والمتمكن .
يقال في الماضي أن أحد ملوك السعودية حين قيل له أن المستشار المالي فلان ابن فلان يستغل مؤهلاته وكفاءاته العالية في نهب وسرقة ثروات البلاد فلماذا لا يتم إقصاءه وإقالته فوراُ ؟؟؟ . فرد عليهم قائلاُ : ( أنا أعلم ذلك جيداُ ،، ولكن البلاد في حاجة شديدة لكفاءاته ومؤهلاته ،، والعائد للبلاد من تلك الفوائد يفوق كثيرا وكثيراُ لتلك الأموال المنهوبة والمسروقة !! ،، وذاك فلان قد شبع الآن من السرقة بدرجة التخمة وقد اكتفى ،، فلماذا آتي بشخص جديد نهم يبدأ في النهب والسرقة من جديد حتى يكتفي ؟؟ ) .. منتهي الحكمة من ملك يقدم مصلحة بلاده رغم أنه قادر على الإقصاء والإزالة !!.
ونقول لهؤلاء الذين ينادون اليوم بطريقة عمياء وبطريقة غير حكيمة ومسئولة بإزالة كافة الكوادر والمؤهلات التي تعاملت يوماُ مع النظام البائد : لماذا ترتكبون نفس الأخطاء التي ارتكبها النظام نفسه في يوم من الأيام ؟؟ .. فالقصة ليست قصة ( أنا الأقوى وأنت الأضعف ! ) .. كما أن القصة ليست قصة المعاملة بالمثل ثم الانتقام !!.. ولكن القصة في عقليات يجب أن تحسب حساباتها من منطلق الربح والخسارة .. ورب راكع وساجد لذلك النظام البائد قد يفيد البلاد مليون مرة من ذلك المادح الراقص في الفراغ .. والسودان ليس في حاجة للمطبلين والمادحين من منطلق الحماس والعواطف .
لا يعارض أحد إطلاقاُ في إزالة كل تلك الطفيليات الضارة التي نمت في ظلال النظام البائد .. وما أكثر تلك الطفيليات !! .. ولكن نصيحتنا هنا تؤكد الضرورة القصوى بالاحتفاظ بكل الكوادر والكفاءات السودانية الماهرة في أي مجال من المجالات .. وذلك بغض النظر عن الانتماءات الفكرية والسياسية والإيديولوجية .
قال الخبير العسكري الأمريكي : أن من أكبر الأخطاء التي ارتكبتاها أننا أقصينا كافة أفراد الجيش العراقي عن الخدمة بعد إسقاط ( صدام حسين ) .. وذلك من منطلق الانتقام .. ولكننا بعد ذلك اكتشفنا مقدار وفداحة ذلك الخطأ الجسيم .. حيث تمثلت محنتنا الكبيرة في دولة تعج بالفوضى !.. وفي مرحلة من المراحل بدأنا نبحث بشدة عن هؤلاء الأبطال الأشاوس الذين كانوا قادرين على إسكات ذلك الفوضى . ( وهنا نقول لأهلنا في السودان : صاحب العقل يميز ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست