1- كومار الاخلاقي والبشير اللا اخلاقي ؟ في يوم الاربعاء 4 سبتمبر 2019، نشرت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانيّة تقريراً يحكي عن قصة رشوة من ادارة ترامب بعدة ملايين من الدولارات ، تصل الى 15 مليون دولار ، تم عرضها من خلال ايميل به تلفون وزارة الخارجية الامريكية الرسمي للتاكد من صحة الايميل ، على قبطان الناقلة الإيرانيّة أدريان داريا 1 ، الهندي الجنسية أخيليش كومار ، مُقابل أن يُقود الناقلة إلى ميناء دولةٍ صديقة في المنطقة ، لتسهيل احتجاز ادارة ترامب للناقلة ، ومنعها من الوصول الى سوريا . احتوت الرشوة على منح فيزا للقبطان الهندي للاقامة في الولايات المتحدة ، والاستمتاع بقيمة الرشوة بقية حياته . تجاهل القبطان الايميل ولم يرد عليه . ارسلت ادارة ترامب تهديداً غليظاً للقبطان الهندي بانه سوف يكون معرضاً للعقوبات الامريكية ، إذا لم يقبل ال 15 مليون دولار ، ويوجه الناقلة لميناء دولة صديقة في المنطقة ... قطعاً اسرائيل . رفض القبطان الهندي أخيليش كومار الرشوة الامريكية ومقدارها 15 مليون دولار ، وإستهجن التهديد الامريكي بانزال عقوبات قاسية عليه ، وقاد الناقلة الى ميناء طرطوس السوري، حيث تم تفريغ شحنتها ، حسب الخطة الاصلية للناقلة . لمزيد من التفاصيل ، يمكنك التكرم بقراءة كامل التقرير على الرابط ادناه : https://www.ft.com/content/20188064-cefb-11e9-99a4-b5ded7a7fe3fhttps://www.ft.com/content/20188064-cefb-11e9-99a4-b5ded7a7fe3f بعض الصحف قارنت بين تصرف القبطان الهندي أخيليش كومار ، الهندوسي الذي يعبد البقرة ، والذي رفض الرشوة الامريكية ب 15 مليون دولار وإستهجن التهديد الامريكي ، من جانب ، ومن الجانب المقابل تصرف الساقط البشير الذي قبل شرهة او رشوة الملك عبدالله ب 65 مليون دولار ، مقابل تقسيم السودان الى قسمين ، حسب ما سوف نفصل في هذه الحلقة الثانية من هذه المقالة ، والحلقة الثالثة التي تليها . في هذا السياق ، كتبت المحبرة في يوم الجمعة 6 سبتمبر 2019 ، بانها لا تعرف توفيقاً صدف لثورة ديسمبر 2018 مثل مثول المخلوع البشير الآن أمام المحكمة بتهمة شرط جيب الأمة بموس الحاكم ونشل 110 مليون دولار . سقط البشير بهذه المحاكمة من عين الأمة ، كما قد لا يسقط متى حاكمناه كسفاح أو انقلابي ، او كما تدعي المحبرة .
نقول بان سرقة الحرامي البشير 110 مليون دولار من جيب الامة تنتهي تداعياتها في خسارة هذا المبلغ ولا تتعداه ، وهو مبلغ مقدور عليه ، رغم كبره . ولكن وللاسف تحصل الخائن البشير على هذا المبلغ ليس بشرط جيب الامة ، وانما في شكل شرهات ورشاوي من قوى خارجية مقابل عمالته : من الملك السعودي عبدالله ، والامير محمد بن سلمان ، والشيخ خليفة بن زايد . مقابل في حالة الملك عبدالله الموافقة على تقسيم السودان الى قسمين ، وفي حالة الامير بن سلمان والشيخ خليفة بن زايد مقابل سفك الدم السوداني في اليمن . هذه عمالة ضد الامة وخيانة عظمى في حق الامة ، خصوصاً وتداعياتهما الكارثية سوف تستمر الى ابد الآبدين . اعترف الساقط البشير بانه عميل ، وبالتالي خائن .
نعم ... يجب محاكمة الساقط البشير بتهمتي العمالة والخيانة العظمى ، وليس كنز عملات صعبة وتغييرها في السوق السوداء ، كما هو حال مجريات المحاكمة حالياً ، رغم ان الساقط البشير اعدم مجدي لوجود عملة صعبة في خزانته داخل منزله ، ولم يغيرها في السوق الاسود كما فعل الساقط البشير ؟ يمكن للشعوب أن تغفر أخطاء وخطايا وجرائم كثيرة لحكامها، لكنها لا تغفر تهمة الخيانة العظمى ، خصوصا إذا كانت هذه الخيانة وراء تقسيم السودان الى قسمين ، وخسارة مثلث حلايب ومنطقة الفشقة ؟ كان الساقط البشير يكنز في الرشاوي والشرهات ويسرق من المال العام بينما اطفال مدارس مرحلة الاساس في ولاية الخرطوم يبكون من الجوع ... والفية الاثافي وليست ثالثتها إنه يدعي إنه مسلم. فتأمل ؟
2-عود على بدء ؟ + كيف ولماذا دفع الملك عبدالله 65 مليون دولار للكوزجويد البشير في اعظم خيانة في تاريخ السودان ؟
لربط الاحداث في الحلقة الاولى من هذه المقالة التي سبق نشرها ، بالاحداث التي سوف نستعرضها في هذه الحلقة الثانية ، سوف نلخص ما جاء في الحلقة الاولى في ثلاث نقاط ادناه ، خصوصاً وآفة حارتنا النسيان : واحد : اعترف الكوزجويد البشير في المحكمة بانه استلم من الملك السعودي عبدالله مبلغ 30 مليون دولار كاش ، بالاضافة لشيك بمبلغ 35 مليون دولار. دفع الملك عبدالله هذه المبالغ المليونية في انتظار مقابل يقدمه الكوزجويد البشير للملك السعودي . كان المقابل ، تسهيل الكوزجويد البشير عملية تقسيم السودان إلى قسمين . اتنين : في يوم الخميس 2 ابريل 2009 ، في قمة العشرين المنعقدة في لندن ، إنحنى أوباما إنحناءة غليظة ، وهو يصافح الملك السعودي عبدالله . شعر الملك عبدالله بالامتنان لاوباما ، واعداً بإرجاع الأسانسير له مستقبلاً . بر الملك عبدالله بوعده لاوباما ، وساعد برشوة البشير ب 65 مليون دولار ، ليسهل عملية تقسيم السودان الى قسمين .
تلاتة : في يوم الأثنين 7 ديسمبر 2009م ، قاد القائد باقان اموم مسيرة سلمية في أمدرمان ، بغرض تسليم رئيس المجلس الوطني السيد أحمد ابراهيم الطاهر مذكرة تطالب المجلس الوطني باجازة قانون الإستفتاء في جنوب السودان ، حسب شروط الحركة الشعبية ، التي تضمن سيطرة الحركة على الاستفتاء دون ادنى تدخل من الخرطوم ، وبالتالي خج الحركة لعملية الاستفتاء وفبركتها . رفض رئيس المجلس الوطني شروط الحركة الشعبية ، بل قادت الشرطة قادة المسيرة باقان اموم و ياسر عرمان والمنصورة مريم لمخافر الشرطة . 3- القس فرانكلين جراهام ؟
القس فرانكلين جراهام ، شيخ الطريقة الافانجيلية البروتستانية في امريكا ، ومقرها في شارلوت في ولاية كارولينا الشمالية ، وهو رئيس منظمة الإغاثة سماريتان بيرس ، الناشطة في عدة مجالات في جنوب السودان ، وكانها دولة داخل دولة ، والتي تدعو لانفصال الجنوب المسيحي عن الشمال المسلم ، كبداية للعودة الثانية للسيد المسيح وفترة الالف سنة قبل قيام القيامة ، او كما يدعي القس فرانكلين.
Photo of Franklin Graham , president and CEO of the Billy Graham Evangelistic Association (BGEA) and of Samaritan's Purse, an international Christian relief organization. يحمل القس في جيبه اليمين 5 مليون صوت ناخب ، يصوتون عمياناً لمن يامرهم القس بالتصويت له في الانتخابات الامريكية . ولهذا السبب حصريا ، يرفعه الساسة الامريكان ، وبالاخص الرئيس الامريكي مكاناً علياً . في نفس يوم الأثنين 7 ديسمبر 2009م ، يوم مسيرة القائد باقان اموم الفاشلة في امدرمان ، تلفن القائد وقتها سلفاكير إلى القس فرانكلين جراهام في شارلوت في ولاية كارولينا الشمالية مستجدياً ً : وافرانكليناه! طالبًا منه التدخل لدى أوباما لإنقاذ الإستفتاء من الوقوع في مياه بحر أبيض قبالة المجلس الوطني في امدرمان . في نفس يوم الأثنين 7 ديسمبر 2009م ، وبفضل فروق الوقت بين جوبا وشارلوت ، سافر القس الى واشنطون لمقابلة أوباما ، لأن عملية إستيلاد دولة من كلم الناس في المهد صبياً صارت في خطر ، بعد قرار المجلس الوطني في أمدرمان بعدم قبول مذكرة الحركة الشعبية بخصوص قانون الإستفتاء، الذي تم طبخه ليؤمن الانفصال في سلاسة ويسر. يشعر اوباما بالإمتنان للقس الذي ساعد في إنتخابه في اكتوبر 2008 ، ويامل اوباما ان يساعده القس في اعادة انتخابه لولاية ثانية بعد اربعة سنوات في اكتوبر 2012 . كان اوباما مستعداً لأن يقلب ألف هوبة لإرضاء القس ، ولو كان ذلك على حساب تفتيت بلاد السودان وتقسيمها . في نفس يوم الأثنين 7 ديسمبر 2009م ، إتصل اوباما تلفونياً بالملك عبدالله ، بحضور القس ، وطلب منه عمل مستحيل وردي مع الرئيس وقتها البشير لتمرير قانون الإستفتاء حسب رؤية الحركة الشعبية ، لضمان إستقلال دول جنوب السودان في إستفتاء يوم الأحد 9 يناير 2011 . تم ايقاظ الملك عبدالله من نومه لتلقي مكالمة اوباما ، ولكنه كان سعيداً بفرصة إرجاع الأسانسير لأوباما بعد الإنحناءة الأسطورية . في يوم الثلاثاء 8 ديسمبر 2009، سافر الامير متعب ابن الملك عبدالله الى الخرطوم ، بطائرة خاصة ، لمقابلة الرئيس وقتها البشير . كان الامير متعب يحمل في جيبه شيكاً بنكياً معتمداً باسم عمر حسن احمد البشير بمبلغ 35 مليون دولار . نواصل في هذا المسلسل الدرامي بل الكارثي ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة