. ضجت الأسافير وتعالت الأصوات الناقدة لضعف أداء وزيرة الخارجية الإعلامي.
. ليس هناك مشكلة في أن يعبر كل منا عما يراه ما دمنا نتنسم عهداً ديمقراطياً.
. من حق أي سوداني أن ينتقد أو يوجه اللوم لأي مسئول.
. لكن ليس من حق أي منا أن يسيء للآخر ويستهزيء به علي النحو الذي تابعناه.
. صحيح أن الوزيرة أسماء لم تكن موفقة في لقائها مع مذيعة البي بي سي، لكن ذلك لم يكن يستدعي كل هذه الحملة الشرسة المليئة بالإساءات التي لا تشبه ثورتنا الفخيمة.
. لا نطالب بالطبطبة أو غض الطرف عن قصور أي مسئول.
. لكن الديمقراطية لا تعني اطلاقاً أن نطلق العنان لمشاعرنا وانفعالاتنا دون ضابط، سيما عندما يكون في ذلك إساءة للآخرين.
. جربنا الاستعجال في اطلاق الأحكام منذ يومين اثنين فقط مع وزير الإعلام، واتضح أنه لم يقصد التساهل مع مدير التلفزيون الذي تمت اقالته فعلياً بعد أقل من 48 ساعة.
. لكننا للأسف لم نتعلم شيئاً من الدرس.
. وما أن وقفنا على ضعف أداء الوزيرة لم نترك مفردة أو عبارة استهزاء إلا واستخدمناها ضدها.
. ولو اكتفينا بمجرد نقد مهذب وصريح لأوصلنا ذلك لنفس النتيجة.
. فها هي الأنباء تشير إلى استقالتها من المنصب.
وهو فعل يفترض أن نشكرها عليه لكونها أرست أدباً جديداً ظل غائباً طوال الثلاثين عاماً الماضية.
. الغريب في الأمر أن الجميع يركزون مع أمور يسهل حلها، بينما تمر القضايا الكبيرة والشائكة مرور الكرام.
. فأيهما أخطر على ثورتنا بالله عليكم: قراءة الوزيرة من الورق خلال مقابلة تلفزيونية أم تصريحات الإمام غير الحصيفة!!
. فمنذ يومين قال الصادق المهدي أنهم سيمضون بإتجاه الانتخابات المبكرة في حالة فشل حكومة حمدوك.
. واليوم حملت إحدى صحف المخربين مانشيتاً يقول فيه حضرته ألا مانع من ترشح حميدتي للرئاسة.
. ألا ترون أن مثل هذه التصريحات تشكل خطراً حقيقياً على الثورة!!
. من الذي يتحمس لفكرة الانتخابات المبكرة في هذا الوقت سوى الكيزان أو الأشد (كوزنة) منهم!!
. أما قبول الإمام بترشح حميدتي للرئاسة فيذكرني ببعض مواقف كتاب الرياضة الذين يكتبون فكرة اليوم ليناقضونها غداً، أو ربما في نفس المقال.
. فهل نسي الإمام موقفه من حميدتي وقواته بهذه السرعة!!
. ألم تخرج يا سيد الصادق من البلد بأكمله بسبب تصريح ضد حميدتي!!
. لماذا لا يقف بعض ساستنا على مبدأ واحد ونراهم يتلونون بهذا الشكل المخزي ورغماً عن ذلك نبجلهم ونعتبرهم كباراً!!
. ماذا يريد الصادق المهدي!!
. سؤال أتمنى أن يجيب عليه مع نفسه بصدق ووضوح تامين.
. أما أنتم يا ثوار يا أحرار عليكم أن تكونوا أكثر حرصاً على حماية ثورتكم فالمهددات جد عظيمة وكبيرة.
. دعونا ندعم حكومة حمدوك ونحميها بدلاً من هذه الانفعالات حتى نسد الطريق على كل المتآمرين على أعظم ثورة يشهدها السودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة