|
رواية من واقعنا بقلم علي بلدو
|
09:18 PM September, 11 2019 سودانيز اون لاين علي بلدو-السودان مكتبتى رابط مختصر
خواطر طبيب
بعد ان عا ث في محل عمله السابق فسادا و عاس كما يشاء في الادارة’ لم تجد الجهات التي جاءت به سوى ان ( تتلافى) شره بان قامت بترقيته استثناء لدرجة لم يكن يحلم بها قبل ان تحيله للمعاش, و قيل و العهدة على الراوي , ان مرؤسييه و عماله قد ذبحوا و نحروا و غنوا و رقصوا طربا بنبا ء رحيله و منهم من نذر لله حجا تطوعا فرحا بمغادرته منصبه و الذي كنكش فيه سنين عددا. و كعادة من يدمن السلطة لم يهناء لصاحبنا بال بجلوس المنزل و متابعة شان اسرته الصغيرة, و ما لبث ان اصبح ضيفا دائما و ثقيل الظل على مكتب الوزير المرموق و القوي و لازمه كظله , تارة بسبب عمل طوعي و مرة اخرى لعمل خير و كرة اخرى لابداء ملاحظاته السمجة و السطحية و في النهاية , لم يجد الوزير بدا من اجابة طلبه الخفي لنيل منصب , و عينه مديرا لمرفق هام و حيوي و بعقد خاص لا يعلم محتواه الا رب العالمين و بعد ان بلغ من العمر عتيا. توجس اهل المرفق سئ الحظ خيفة بعد تواتر الانباء عن قدومه المشئوم و تطير به الكل الا اهل المصلحة و المصالح و منذ ان وطئت قدماه المرفق علم الكل ان هذا المدير ليس على ما يرام, فقد ذكرت الفراشة انه اتهمها بانها وضعت شيئا في كوب قهوته, و كما فصل العامل خاص النفايات بتهمة دس اوراق تحت كرسيه. الا ان اكثر ما كان يخيف ذلك المدير هوو ذلك الموظف الشاب , المحبوب و المثابر بينما مديرنا هذا جاء مردوفا على بغال الولاء و النسب و المصاهرة و لم تات به احصنة الكفاءة و جياد التاهيل و لما لم يجد مديرنا ذاك ثغرة لينفث داءه و ينسل كما تعود, قام بامر لم يسبقه عليه احد من العالمين اصدر امرا فوقيا بفصله من الخدمة بحجة انه( لم يرق له) و في رواية ان ( سلامه بارد) و قيل ايضا ان الموظف المسكين لم يكن يجيد الاستماع لقصص المدير البلهاء و حكاياته المملة عن نفسه و بطولاته الزائفة’ و قيل و قيل. الا ان اكثر الروايات رسوخا هو ما ذكره المدير بنفسه لاهل كسير التلج حوله بان ( خيرة ) ذلك الموظف ما كويسه معاه, و انه جاءه ( هاتف في النوم) ليفصله كيدا و تعسفا. لملم موظفنا المغلوب على امره اوراقه وسط دموع من عملوا معه و عرفوه و طالبه البعض بالشكوى و الاستئناف ’ الا انه ازمع الرحيل لفضاءات اخرى ليس فيها ظلم و لاجور و لا مرضى نفوس و فاقدي الضمير ’ و حسبه ان يمضي و سجله ابيض و ضميره مرتاح
مضى الموظف و هو يعلم ان يوما ما لن يجد المدير المضطرب شخصا ليفصله’ و عندها النار تاكل نفسها ان لم تجد ما تاكله, و حينها سينتهي المدير و تنتهي الحكاية’ و لكن و للاسف فانها و في مكان اخر ستبداء من جديد.
|
|
|
|
|
|