حزمة من الاحزان اختلطت بالفرح بالقاعة الكبرى بمركز قناة الجزيزة للتدريب الاعلامي بالدوحة التي اكتظت وامتلات تماما نساء ورجال شبابا يافع جاوا امسية الجمعة ٦ سبتمبر ٢٠١٩ متعطشين لكل ما يتعلق بثورتهم المباركة التي تغذت بدماء طاهرة لشهداء الوطن لم يقترفوا ذنبا غير بحثهم عن الحرية والعدالة والسلام ...الغالبية كانوا مشحونين بالحزن تارات وبالفرح الاخضر والتفاؤل وهم يتابعون بشغف حكايات ابتدرها الاعلامي انيق الكلمات جعفر عباس عن المبدعة الفنانة الشابة اصيل دياب وهي تحدثهم عن فن الجرفيتي الذي عشقته منذ نعومةاظفارها وتعلقت به ودرسته بعشق ومحبة ما بين الدوحة ونيويورك بجامعة فرجينيا كمونلث لفن التصميم تحملت أصيل كثير من المضايقات لتوطين هذا الفن كجداريات بحيشان اسر شهداء ديسمبر بالخرطوم واحيائها وازقتها فمنذ اندلاع الثورة حزمت شنطتها ودست بداخلها ادواتها والوانها وبخاخاتها لتكون حضورا فاعلا للحراك الشعبي بميدان اعتصام القيادة. تهتف وتلون و لم تتردد اصيل في زيارة اسر الشهداء واحدا تلو الاخر دقدقت مشاعرهم وحركت مكامن حرصهم ليكون الشهداء حضورا لافتا وكان ان نالت الثقة والرضى والاعجاب فجسمت شخوصهم ونبض كلماتهم علي حيطان منازلهم فبكت الامهات وهن يعانقن أصيل حد الوجع بتفاعل انساني تحول لايقونة من ايقونات ثورة ديسمبر الخالدة والمحروسة بنبض الشارع وتفاعله النبيل ففن الجرفيتي عرفته كثير من دول العالم المتحضر بانه فن الشوارع والخشبطات لممارسته علي الحوائط والجدران، وقد بدأ منذ أكثر من 30,000 سنة حيث كان البشر الأوائل يقومون بالرسم على حوائط الكهوف باستخدام عظام الحيوانات. وعاود الظهور مرة أخرى في العصر الحديث في إحدى مدن الحضارة الإغريقية ” أفسس ” (تركيا حالياً). وفي أوائل عهده الجديد ارتبط بموسيقى الهيب هوب بمدينة نيويورك، وانتشر منذ 1979 عندما افتتح الفنانان لي كوينس وفريدي أول معرضاً للجرافيتي في روما ومن حينها تعرف العالم على هذا الفن المفرح والمرهق وانتشر استخدامه في العديد من المجالات كالدعاية والإعلان والتعبير عن الرأي والتنفيس عن مكنونات النفس بعفوية وعن السبب الكامن وراء رسم صور الشهداء تقول "أصيل": أنا أفعل ذلك ليتذكّرهم عامة الناس. ليس هذا عمل فني متعلّق بمنزلٍ ما، بل يمكن لكلّ من يمرّ في الشارع أن يراه ويتفاعل معه انه ذاكرة حية ومحرضة وبالتالي سيتحدّثون عن الشهيد ويتذكّرونه"، هذا بالإضافة إلى "تبريد" وتهدئة قلوب الأهل، من خلال تخليد ذكرى شهدائهم. قاعة معهد الدوحة للتدريب الاعلامي ضجت بالتصفيق تفاعلا وفرقة المسرحي المبدع السني دفع الله من الصبايا والصبيان وهم يعتلون المسرح قابضين بالعلم السوداني ومزاوجته بعلم الاستقلال " علم السريرة بت مكي " في مسرحية جسمت طموح هذا الجيل النابض بالحيوية والالق حتى ولو شاءت الاقدار ان يكونوا بعيدين عن الوطن لظروف الحياة الاسرية لتختتم الفعالية بتكريم فنانة الجرفيتي اصيل دياب من مجموعة الثقافات السودانية بقطر وادفق الحضور بافكار ورؤى لتطوير هذا الفن الجديد بالسودان ولتشكيل تنظيم مهني يضم المبدعين كبوابة لحفظ الارث والتراث وتحريض الذاكرة وليكون ككتاب ملون مفتوح يدخل الفرح لشوارعنا وينفض عنها الغبار والغبن . عواطف عبداللطيف [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة