* ان حرب البيانات الدائرة بين السيد رئيس الوزراء ولجنة المعلمين السودانيين تسوقنا الى مؤشرات الخلل الكبير جراء غياب الحكومة ، لكن الاشارة الاكبر من كل ذلك تظهر في القصور عن التصور لواقع الحال الذى لا يتخيله السيد رئيس الوزراء المحترم الدكتور عبدالله حمدوك وهو المنقطع لثلاثين عاما عن بلادنا وقد عاش اكثر من نصف عمره فى بلاد تجاوزت ما نعيشه من ازمات وعرفت دروب الرفاهية بينما نحن لم نزل في مرابع فقدان الحقوق فحق التعليم لا يجده اطفالنا واتانا رئيس وزراء ليس فى خياله فكرة عما يعيشه تلاميذ المدارس الذين يفتقدون الكتاب والمعلم المؤهل والبيئة الصالحة والانكى من ذلك ان رئيس الوزراء قد يندهش عندما يعلم ان العملية التعليمية فى بلادنا اصبحت من السلع الرائجة والتى دخلت سوق العرض والطلب فبدأت بمدارس نور الايمان ونار القرآن وهى فى الحقيقة معاملات تجارية فى التعليم تحت مسمى المدارس الخاصة وادارة عجيبة بوزارة التربية اسمها ادارة التعليم غير الحكومي وما ادراك ما التعليم غير الحكومى !! فانه فى حقيقته سوق نخاسة تعليمية يتم فيه بيع وشراء الطلاب النابغين بل كل العملية التعليمية فى المدارس الخاصة عبارة عن معاملة لا تسمى فى قاموس اللغة سرقة صريحة. *والسيد حمدوك وجه باستئناف العام الدراسي فى منتصف سبتمبر بينما لجنة المعلمين قالت فى بيانها ( خرجت علينا وزارة التربية والتعليم بقرار موتور باستئناف الدراسة فى منتصف سبتمبر هكذا وبدون مقدمات ، وكأن الطلاب والمعلمين قد كان يقضون عطلتهم فى المتنزهات والجذر والمناطق السياحية ، وتجاهل القرار مسببات توقف الدراسة وتداعيات السيول والامطار والدمار الذى خلفته ، وذكر البيان ان مشكلات الخبز والوقود وبقاء رموز النظام البائد الذين ما زالوا يسيطرون على ادارة الوزارة والبيئة المتردية فى معظم مدارس السودان و وضع المعلم السيىء الذى يعيش واقعا ماساويا سيئا )كل هذا الذى اورده البيان هو واقع معاش وبناء عليه رفضت لجنة المعلمين قرار وزارة التربية وهددوا بمناهضته. *اما السيد رئيس الوزراء فقد اصدر بياناً ذكر فيه اطلاعه عن البيان الصادر عن احد التكلات المهنية ازاء رفض استئناف العام الدراسى واقر بوجود تحديات جمة تواجه هذا العام كما يأسف لهذه المواقف السلبية الصادرة من الجهة المشار اليها والمتعارضة مع خطة الحكومة الرامية الى خلق استقرار عام فى هذه المرحلة المفصلية من عمر الوطن وشدد على استئناف العام الدراسى فى موعده المضروب) نلاحظ ان السيد حمدوك يتحدث بنفس اللغة التى كان يتحدث بها نظام الانقاذ وهى (ركوب الراس) الذى اطاح بأكبر راس فى الانقاذ ، وكل ما ابتدرنا به هذا المقال بان السيد حمدوك لا يملك التصور الكافى لحقيقة الوضع فى المدارس وحقيقة الاسباب التى عملت على توقف العام الدراسى مازالت ماثلة فكان عليه ان يعمل جادى على تشكيل حكومة وحبذا لو كانت من الكفاءات الوطنية وليس هذه الكفاءات المستوردة التى لم تسمع بالمسكول ولا تتصور ان وجبة الافطار يفتقر اليها اكثر من 50% من طلاب المدارس بل انه الان ملزم بان يستصحب معه واقع ماساوى لمدارس تحولت الى مأوى لمنكوبي السيول والفيضانات وهورئيس للوزراء وللأسف لم يكلف نفسه بزيارتهم فى النيل الابيض وبقية اصقاع السودان والتى اذابت مياه السيول والفيضانات كل كتبها ومدارسها والعملية التعليمية برمتها، فى ظل هذا الواقع المذري أصبحت في مهب حمدوك ، فهل يمكن ان لا يحق لنا القول :بأنه لا تعليم فى وضع اليم .. وسلام ياااااااااا وطن . سلام يا *ان فكرة مقاطعة اللحوم قد ترسل رسالة لكنها على التحقيق ليست هى الطريق الصحيح للحل فأن ترك السلعة للغلاء يمكن ان ينهى جشع البعض لكن المطالبة الحقيقية بقيام حكومة همها الانتاج وبناء سودان جديد قاعدته الاخلاق فالازمة ليست ازمة اقتصاد انما هى ازمة اخلاق ، ونحن سنقاطع من اجل الاجماع ومن اجل الوصول الى موقف جمعى قد ياتينا بحكومة تمثلنا بعيدا عن هذه القوائم التى تاتينا من الداخل والخارج من اصحاب الاجندات الظاهرة والمستترة فلا قوائم الداخل تمثلنا ولا قوائم الخارج تمثلنا. . سلام يا .. الجريدة الخميس 5/9/2019
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة