- 2 سبتمبر 2019م تحالف جلابة قحت، بعد أن سرقوا ثورة ديسمبر 2018م وخصخصوها لأنفسهم، ورفضوا السلام، وحصحصوا هياكل الدولة فيما بينهم، وكلَّفوا رئيس وزراء قبل العمل تحت إمرتهم، وإختاروا من بينهم وزراء يعملون تحته، وأقصوا الهامش السودانى وتجاهلوه تماماً. وبالأمس ذهب طائفة منهم إلى الفاشر السلطان أدَّاب العاصى يعرضون بضاعتهم المُزجاة. فقال لهم أحفاد من احرقوا العلم الإنجليزى بمدينة الفاشر 1953م لن تدخلوها حتى يلِج الجَمَل فى سَمِ الخِياط، فبُهِتوا وطفقت رُكبهم ترجف، وأسنانهم تصطك كمن أصابه القُرُّ. أولاً: لا مرحباً بخونة قحت فى الفاشر، وفى عموم الهامش السودانى لأنَّهم: . سرقوا الثورة وخانوا الثوَّار فى الماضى وفى الحاضر وفى المستقبل، خانوا ثوار الماضى وهم حركات الكفاح المسلح (الجبهة الثورية) الذين حاربوا حكومة المركز منذ 1989م حتى اليوم، وخانوا ثوار الحاضر الذين فجَّروا الثورة السلمية فى مدن السودان وتكبدوا الشهداء والجرحى والضرب والإهانة والتعذيب، تنكروا لهم وفضُّوا إعتصامهم وسرقوا أنجازهم. وخانوا المستقبل لمَّا أعلنوا شروط تولى أجهزة الفترة الإنتقالية بعدم المحاصصة، ثم إنقلبوا على شرطهم وحاصصوا السلطة بينهم من لدن رئيس الوزراء إلى أخر وظيفة رفيعة فى جهاز الدولة السودانية. . بإختصار الطائفية والعقائديين من شيوعية وبعث وناصريين سرقوا السودان وثورته وطفقوا الآن يجُوسون خلال مدن الهامش السودانى يسَوِّقون أنفسهم بديلاً لقوى الهامش، فكان رد الفاشر السلطان بليغاً أراهم النجوم فى عزِّ النهار، وهكذا سيرون ردَّة أفعال ظلمهم وإنانيتهم أينما ذهبوا فى الهامش السودانى، . أطفال أنابيب السياسة الذين ذهبوا بالأمس إلى الفاشر يريدون أن يتعلموا الحلاقة فى رؤوس أبناء أبطال دكّوا صياصى الظلم باكراً يوم أن حرقوا العلم الإنجليزى نهاراً جهاراً فى 1953م والإنجليز بعدُ يحكمون السودان بمساعدة أجداد الذين ذهبوا إلى الفاشر بالأمس، فأعلموا أن أحفاد من حرقوا علم الإنجليز فى تلك المدينة قبل 66 سنة لجاهزون لحرق علم قحت وحكومتها القادمة لو إستمْرأوا فى ظُلمِهم يعمهون، ويذهبون إلى هناك يحملون بضاعتهم الكاسدة الموبوءة والمسرطنة. . وعشان الكلام يكون واضح شديد: دعك من هؤلاء المنتفخين زهواً وخُيلاء زائفة من أبناء قحت صناعة صلاح قوش، ولكن دكتور عبد الله حمدوك ذات نفسه لن يستطيع الذهاب إلى الفاشر أو أىٍّ من مدن الهامش السودانى لو شكَّل حكومته تحت إمرة قحت هذا التحالف المركزى والعنصرى الإقصائى البغيض، لأنه لن يمثل الهامش السودانى ولن يكون حمدوك مؤهلاً لحل قضية السلام فى الهامش طالما أنه يأتمر بأمر قحت لأن قحت ليس بصدد حل مشكلة الحكم فى السودان ولكنه مشغول بجنى ثمار الثورة التى سرقها من الشعب السودانى، فأبلغوا هذه الرسالة للسيد حمدوك رئيس وزراء قحت، وليس السودان. . الوثائق التى وقَّعها قحت مع المجلس العسكرى تلزم أطرافها فقط، وهى تفيد بأن الطائفية والعقائديين من أهل المركز قد حلّوا محل الكيزان والأخوان المسلمين، هى عملية إبدال أحمد بسيد أحمد، وكلهم عند الهامش جلابة قَتَلة ظالمين. . ثانياً: إلى مُستجِدِّى السياسة الذين ذهبوا إلى الفاشر بالأمس للسرقة والنشل، اعلموا أن شباب الهامش السودانى قد تحالفوا فى تيار عريض لتلقِينكم درساً قاسياً أينما ذهبتم، وفى داخل الخرطوم سوف نهزمكم، وفى الإنتخابات سنهزمكم ونقضى على مغامراتكم، ولكن أين ومتى ستجرى الإنتخابات الحرة النزيهة؟ وأباء وأعمام من ذهبوا إلى الفاشر قد تخصَّصوا فى تزوير وخج الإنتخابات لسنين ودورات عدداً، . أطفال أنابيب السياسة هؤلاء قد خلفوا سلفهم البائد عمر البشير فى كل شئ، أنظر إلى هذه المُقاربة: عمر البشير قتل شريكه إبراهيم شمس الدين وتزوج إمرأته، وقحت تنكّروا للجبهة الثورية وطفقوا يذهبون خلسة إلى أقاليم الهامش يحاولون سرقة جماهيرها، أليست نفس العقلية الخائنة، قتل الشريك ثمَّ ميراثه!، ولكن لن تسلم الجرَّة كل مرَّة. . كنت أعلم أن شباب الفاشر لن يقصِّرُوا فى ضيافة حناكيش قحت الذين ذهبوا هناك يسرقون عواطف البؤساء، وما دَرُوا أنهم إنما بفعلهم ذاك كانوا يستفزون مشاعر ضحايا الإبادة الجماعية والتطهير العرقى ويثيرونهم ليفقدوا السيطرة على أنفسهم فيفتكوا بزوَّار ليل ثقلاء، ولم يفهموا الدرس الذى لقنه لهم سكان نيالا البحير على مسرح السُحينى. وبالأمس أعيد لهم الدرس بالفاشر السلطان أدَّاب العاصى، فهل فهموا الدرس؟ و(أب جنقور فى فاشر ولا أجواد)، وأختم لكم بهدية أحكيها لكم، هى حِكمة فاشرية سمعتها من أعمامنا أعيان الفاشر، قال:(أباء الفاشر وأعيانه وهم أوتاد الأرض، وكانوا ينحتون الخطط لقضاء حوائج أهلهم الذين كانوا يأتون من عموم دارفور الكبرى لقضاء حوائجهم فى دواوين الحكومة بمدينة الفاشر. ولتسهيل ذلك كانوا كلما قدِم إلى المدينة موظف أو مدير أو ضابط شرطة وهكذا، كان أباءنا الأعيان يكرمونه بوليمة معتبرة فى بيت أحدهم ويدعون له عِلية القوم على شرف الموظف الجلابى القادم، فيُطعم ويُحترم ويُكرم كما لم يحلم يوماً، وفى نهاية الوَليمة يُحمَّل بالهدايا التى تعِينه على حسنِ الإقامة وأداء عمله. ومنذ الغد يبدأ الأعيان فى إرسال أصحاب الحاجات إلى الموظف الجديد فلا يجدُ بدَّاً من قضائها، فيسهِّل إستخراج الجنسية، وإصدار الرخصة التجارية، والتصديق بالدكان والقطعة السكنية.. إلخ، وهى حقوق طبيعية للمواطن. وظلّوا على تلك الحال والسُنَّة فى إكرام الموظفين القادمين ثم الإستفادة منهم فى قضاء حوائج الأهالى كلِّ فى مجاله حتى قدِم إلى الفاشر وِليد جلابة موظف صغير لكنه مُفترى، ولما أولمُوه جيداً وبحضور كبار أعيان المدينة، تقدم الموظف الوِليد بسؤال مستفز لم يقبله منه أولئك الرموز الأساطير، سأل الموظف قال: لكن هنا فى الفاشر ما عندكم القُبَب! يقصد قباب الشيوخ والصالحين كعادة أهل الشمال. فسكت الأعيان من غباء الموظف الوِليد، فتصدى له أحد أعمامنا الفطاحلة، قال له: يا وليدى هنا الناس التشوفهم ماشين ديل كلهم حُفَّاظ، توَّا نبنوا قبة لياتو ونخلو ياتو؟ لكن انتو هناك فى دار صباح الزول منكم لو حفظ جزء عمَّة وما بمشى لـ (..) تبنوا ليهو قبة). فبُهِت الموظف الوِليد وعرف قدر نفسه، ولم يكرر وقاحته تلك حتى غادر أدَّاب العاصى، وبالأمس قال لكم أبناء أولئك الكرام: أولئك أبائى فجئنى بمثلهم إذا جمعتنا يا أطفال قحت المحافل، وأؤكد لكم إنِّى رفضت أن أكتب هذا المقال بهذه المناسبة حتَّى تأكدت أن قد ذهب عنى الغضب، ولكن ذلك لا يمنعنى أن أختم بنصيحة لهؤلاء الضيوف ثقال الظلّ: أنَّ بنات الفاشر السلطان لا يحفلن بأولاد (مجقجقين) يتهادون فى مشيهم كالحِسان، فأعلموا. وبنات الفاشر يحفلن بالشاب الرقيق بيت السيف، أخو البنُّوت مُلاح الشرموط. وكان فينا، حدَّو نلاقو.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبد العزيز عثمان سام
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست