نحن اللحظات نقضيها تحت أشجار الصبر .. نحيا الحياة في ظلال الأوهام .. ونعلم يقيناُ بأننا نواكب الكذبة الكبرى !.. ولكن لا مناص من فروض تلزمنا الطاعة عند الشدة !.. وقد نتخاذل صمتاُ إذا طالبتنا الكرامة والعزة .. نكتم الأوجاع في الأعماق ونهرب من الأنات رغم عنا .. ومن البديهي أن يجاري المرء نوازل السماء والأقدار .. ويمارس نوعاُ من المناسك لإرضاء الحياة .. رغم أنها تلك الحياة التي أفضل منها الموت ألف مرة !.. ولو لا حرمة الانتحار في ديننا الحنيف لوضعنا النهايات بأيدينا أمام الخلائق .. فلا يحسبنا جاهل بأننا ننحاز ركضاُ عن الموت .. فنحن أمة تدعي النبوة بالنهار فتخلو فينا المآقي من علامات الدموع .. وذاك موجب من موجبات الحياء الذي يمنعنا الإسراف جهاراُ في حضرة العيون .. ورغم ذلك نحن نهمس سراُ ولا نقول جهرا بأننا نلتقي بالهموم والأحزان ليلاُ متجردين من المحيط والمخيط حيث دثار الإحرام ! .. فالليل ميداننا الذي نطارد فيه الأوجاع والآلام في غرف الأسرار .. فهنالك تقول الألسن ما تريد دون الخشية من الملام .. نحن شعب وأمة أبية لا تسأل الناس إلحافاُ وعفة .. وهي تلك الأمة التي تخفي الدموع وتميل الجباه نحو الظلام حتى لا تجلب الشفقة من الآخرين .. ومن يراقب البشاشة في وجوهنا يظن بأننا نحن الملوك في قصور سبا !.. شيمة الكبرياء والعزة تمعنا أن نمد الأيدي تسولاُ ومذلة .. وقد نقف صامدين فوق الجمرة الحارقة ولا نميل وجلاُ وتخاذلاُ حتى ولو كان السبيل هو الموت والفناء .. التاريخ الحديث يظلمنا كثيراُ ولا ينصفنا عند المعيار .. وهو ذلك التاريخ الظالم الذي يحجب حقيقة الماضي عن الأمة العظيمة .. ذلك الماضي الذي يقول بأننا كنا خير أمة تمطر بالخيرات على الأمم .. كانوا في ديارهم يقفون عند السواحل ليراقبوا الآفاق هياماُ حتى تصل إليهم مراكب الخيرات من أرض السودان .. ولكن هي تلك الدنيا التي لا تسير على وتيرة .. وكما يقال فإن دوام الحال من المحال .. وتلك الأيام تداول بين الناس .. فإذا بالأيام تدور بما لا تشتهي السفن .. ونجد فينا هؤلاء الضعفاء الذين يفتقدون العزة والكرامة ليمدوا أيدي المذلة للآخرين !! .. والواجب يقتضي من الأمة أن تمتاز بالصبر والتحمل .. ثم ذلك الحمد والشكر لله في السراء والضراء .. فهذا اليوم قد يكون لهم بموجب الأقدار .. وقد يكون لنا غداُ بموجب الأقدار .. ولا يجوز الشكاوى والتذمر حين تتداول الأيام بين الناس .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة