يا حمدوك : الحذر ثم الحذر من محاولات البعض الاصطياد في المياه العكرة !!
غداُ سوف تلتقي بهم .. والصورة الراسخة في ذهنك وأنت خارج السلطة لا تمثل الواقع والحقيقة حين تكون في موقع المسئولية .. فلا تثق فيهم كثيراُ ؟.. سوف يخدعوك بالتصفيق .. وسوف يخدعوك بالهتافات .. وسوف يخدعوك بالرقص أحياناُ .. والبعض منهم قد يخدعك بفرية التهميش .. والبعض منهم قد يخدعك بفرية الإخاء والمودة .. والبعض منهم قد يخدعك بفرية الموالاة والمجاملة .. والبعض منهم قد يخدعك بفرية الابتسامة الزائفة .. فهي تلك النفوس التي تعودت أن تبدي البراءة في الوجوه وفي أعماقها تخفي المآرب الدفينة .. وتلك علل مستأصلة بالفطرة في البعض من أبناء السودان .. علل تنادي لغايات مضرة ومهلكة للغاية .. والتجارب تكفي لاتخاذ الحيطة والحذر .. ولقد رأينا الكثير في هذا البلد .. وشاهدنا الكثير في هذا البلد .. وسمعنا الكثير في هذا البلد .. فهو بلد فيه الواجهات تخالف البواطن .. وفيه الشياطين تلبس ثياب الأنبياء .. وفيه الفراعنة في غياب موسى عليه السلام .. في كل ركن من أركانه يتواجد مارد خبيث يعطل دواليب التنمية والانطلاق .. وفي كل خطوة من خطواته التي ترجو التقدم للأمام تقع اللعنات بكيد الأبناء !.. فهو السودان المصاب بداء النحس منذ النشأة في السراء والضراء .. وهو نحس قد أزعج وأهلك الأولين والآخرين .. وتلك بلاد الله فوق وجه الأرض تنمو وتزدهر بإخلاص وتفاني أبناءها الأوفياء الأبرياء المخلصين .. وهم الأبناء الذين يضعون أوطانهم في حدقات العيون .. ولا يضعون الأوطان معبراُ وسانحةُ لجلب المصالح والمنافع الذاتية .. في تلك الأوطان المحظوظة الظافرة لا ينادون بالقبلية ولا ينادون بالجهوية ولا ينادون بالمناطقية والعشيرة .. وبذلك القدر من الرقي في مستويات الفهم والإدراك تقدمت تلك البلاد نحو الأمام .. وحققت الدرجات العليا والإعجاز الباهر في خطوات التنمية والاقتصاد .. ونحن في بلاد السودان قد شبعنا من كثرة الأقوال دون الأفعال لسنوات طويلة .. وشبعنا من كثرة التردي والتراجع في الخطوات والأحوال بوتيرة مملة وقبيحة .. وشبعنا من كثرة الباكين زوراُ وبهتاناُ في سودان يعاني فيه الكل من حالات التهميش والإهمال .. ولستين عاماُ تتعامل الحكومات والشعب السوداني في إرضاء الباكين والشاكين .. وكأنه يتعامل مع الأطفال في عنابر الصغار .. حيث زمر الأطفال التي تعشق نوعاُ من المناكفة والدلال مع سبق الإصرار .. فإذا تم إرضاء وإسكات طفل من الأطفال بقطعة من الحلوى يبدأ الآخر في البكاء !.. دوامة لا تنتهي من المهازل .. وحالة لا تليق بإنسان العصر .. ولسان حال الشعب السوداني اليوم يقول : إلى متى تدوم تلك المسرحية الهزلية المضحكة المبكية ؟؟ .. ومتى يحين الوقت ليرتقي إنسان السودان لمستويات الفهم والإدراك والمسئولية والوطنية ؟؟.. والصورة الحالية لا تشرف إطلاقاُ ذلك السودان الذي نال الاستقلال والحرية من قبل ستين عاماُ .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة