· تنظيم القضاة السابقين وكافة الشرفاء من القضاة الحاليين موكباً وتقديمهم لبيان يؤكد على موقف ثابت من ضرورة تنصيب اختيار قوى الحرية والتغيير مولانا عبد القادر محمد كرئيس للقضاء هو عين العقل في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها ثورة السودانيين العظيمة.
· ودعوة ثوار بري البواسل لمسيرة مليونية للقصر الجمهوري للمطالبة بذات الأمر تعد ممارسة ديمقراطية واعية.
· ورأيي أن الكرة الآن في ملعب القضاة.
· وهي بمثابة فرصة لتعويض ما فات.
· فبين هؤلاء القضاة كثر ممن صمتوا عن قول الحق في السنوات الماضية.
· وقد أتتهم الفرصة من السماء لكي يكفروا عن أخطاء الماضي ويُحكموا ضمائرهم ويستعيدوا كرامتهم التي أهدرها المخلوع ( الساقط) صاحب ظرف المليون دولار!
· ولعلهم أدرى مني بأن مهنتهم تعد واحدة من أخطر المهن إن لم تكن أخطرها على الإطلاق.
· وهي مهنة لا تقبل صمتاً عن قول الحق والوقوف في وجه الظلم ولو لدقيقة واحدة، دع عنك أن يستمر هذا الصمت لسنوات طويلة.
· بيدكم الآن صناعة التاريخ من جديد وإعادة هذا الجهاز الحساس لسيرته الأولى وقت أن كان السودانيون يثقون ويفخرون ويتباهون بأن لديهم قضاءً نزيهاً ومستقلاً عن أي تدخلات سلطوية.
· فهل ستضيعوا هذه السانحة التي لا تُعوض!!
· شخصياً لا أتوقع ذلك.
· وأرجو ألا تخيبوا آمال شعبكم مثلما خذله بعضكم في سنوات مضت.
· فالثورة ستفقد معناها إذا ما تم رفض اختيار قوى الحرية والتغيير لهذا المنصب، وفرض العساكر ارادتهم بالتعيين عبر المجلس الأعلى للقضاء الذي رُفِعَ فيه عدد مقدر من قضاة من نوعية (ما يطلبه المسئولون) الذين عاشوا بين الناس بلا ضمائر ولا أخلاق تؤهلهم للعمل في الأجهزة العدلية ذات الأثر الفاعل والكبير في حياة الناس.
الحذر ثم الحذر
· تابعت بعضاً من مشاهد الحوارات العنيفة بين أعداد من الثوار وبعض ممثلي تجمع المهنيين.
· لا ينكر إلا مكابر جوانب الخلل التي ظهرت في عمل تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير.
· وقد ظللنا ننبه لبعض الأخطاء والنواقص في عمل قادة الثورة، حتى لا ينفرط العقد وتُجهض ثورة عظيمة سارت بها الركبان.
· الثوار معذورون في انفعالاتهم وغضبهم فقد دفعوا الكثير جداً على مدى الشهور والسنوات الماضية.
· وبين هؤلاء الثوار من رأى شقيقاً أو رفيقاً حميماً يُقتل أمام عينيه بواسطة من أجبرت الأخطاء قوى الحرية والتغيير على مفاوضتهم.
· كما أن قادة التجمع والحرية والتغيير ليسوا ملائكة، بل بشر يمشون بين الناس ويأكلون الطعام.
· لذلك فالمطلوب من الجانبين الاحتفاظ بأعلى درجات ضبط النفس في هذا الظرف الدقيق.
· ولابد أن يكون الحوار موضوعياً وفيه الكثير من الاحترام بين الجانبين حتى يوصل كل واحد منهما ما يراه كاملاً.
· تابعت حواراً لمجموعة كبيرة من الثوار مع بعض أعضاء التجمع (الرشيد سعيد وسلمى).
· طرحوا أسئلة مشروعة ومنطقية للغاية، لكن المشكلة الوحيدة تمثلت في عدم صبر البعض انتظاراً للإجابة وكانوا يضيفون المزيد من الأسئلة قبل سماع الإجابة جيداً.
· ما زلنا في بدايات عهد سيكون عصيباً ومعقداً جداً.
· والممارسة الديمقراطية ليست مجرد تنفيس للغضب من خطأ وقع فيه الطرف الآخر.
· بل المطلوب دائماً أن نتحاور بشكل هاديء وننظم أنفسنا بشكل يسمح بتبادل الآراء بشكل مفيد.
· إذ كيف تتوقع ممن تسأله إجابة مقنعة وأنت تباغته بالمزيد من الأسئلة قبل أن يكمل إجابة ما طُرح منها.
· كيف له أن يجيبك وأنت تطرح سؤالك ومعك ثلاثة أو أربعة يلقون بأسئلة أخرى في ذات اللحظة!!
· لابد أن ينظم الثوار أنفسهم، وحين يخرجون لملاقاة قادة الحراك يكونوا قد رتبوا أسئلتهم وأعدوها مكتوبة ليقدمها شخص واحد أو اثنين على الأكثر لكي يستمع الآخرون لإجابات الطرف الآخر.
· وعلى قادة الحراك أنفسهم ألا يجبروا الثوار على فعل ذلك.
· وهو أمر يمكن تجاوزه بسهولة إذا ما التزموا بتسخير لجنتهم الإعلامية لمهمتها الأساسية في التواصل مع الثوار والاستماع لاستفساراتهم والرد عليها وإصدار البيانات الوافية في الوقت المناسب منعاً للشائعات.
· وعلينا أن نتذكر جميعاً أن هذه واحدة من أخصب الفترات للثورة المضادة.
· وهي على فكرة، أقصد الثورة المضادة لم تفعل شيئاً يذكر حتى الآن.
· وتوقعوا أن يكون نشاطها كثيفاً في مقبل الأيام.
· وإن استمرينا على هذا النهج من ضيق الصدر والانفعال السريع تجاه كل ما نسمعه فسوف تواجه ثورتنا مهددات جادة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة