يوم صفينا الجامعة الإسلامية في 1969: هل من كرة أخرى؟ بقلم عبد الله علي إبراهيم.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-18-2019, 04:53 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1956

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يوم صفينا الجامعة الإسلامية في 1969: هل من كرة أخرى؟ بقلم عبد الله علي إبراهيم.

    04:53 AM August, 17 2019

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر






    (دعا الدكتور حيدر إبراهيم في مقال أخير لنتخلص بالثورة من الجامعات الدينية: الجامعة الإسلامية، وجامعة القرآن الكريم، وجامعة أفريقيا العالمية. وأعادني هذا إلى أيام بعد قيام انقلاب 25 مايو 1969 أرجعنا جامعة أم درمان الإسلامية إلى بنيتها الأولى قبل أن تصبح جامعة في 1965، أي كلية للدراسات الإسلامية والعربية. ولم يدم ترتيبنا الحداثي ذاك بعط انقلاب 1971 وكسرة الحزب الشيوعي. فأعادها نميري سيرتها وأخذ الشكرة وصار حل الجامعة الإسلامية ذنباً معلقاً في جنبنا وحدنا مثل التأميم والمصادرة، ومذابح أبا وود نوباوي، وتطهير جامعة الخرطوم وغيرها.
    في حالة من حالات النفس اللوامة راجعت موقفنا الحداثي من الجامعة الإسلامية في ورقة لمؤتمر في التسعينات عنوانها "داحس الغردونيين والمعهديين وغبراؤهم: تخفيض قوام الإسلامية عام 1969" نشرتها لاحقاً في كتابي "الشريعة والحداثة". وفيها قلت إن ذلك التخفيض للجامعة لم يكن خطأ سياسياً بحق آخر مغفوراً ربما فحسب، بل هو خطأ بحق مشروعنا الحداثي نفسه غير مغفور. ورأيت، والنقاش قد يتجدد حول ماذا نفعل بالجامعات الإسلامية بثورة ديسمبر، أن تكون كلمتي عن خبرتنا مع الجامعة الإسلامية في 1969 عظة وعبرة بيد من أراد النقاش في الأمر الجديد).

    وصف شاعر بريطانيا العتيق رديارد كيبلنغ كلية غردون (1902) والمعهد العلمي (1912) معًا، وقبل تأسيسهما، بخيال "مهمة الرجل الأبيض". فكلية غردون هي من صنع أكثر مخلوقات الله جنوناً، الإنجليز، حيث يقول إنهم:
    يفرشون الأرض بجثث القتلى وقبل أن تبرد فوهات مدافعهم.
    يسيرون زرافات ووحدانًا يدعون الناس لبركات مدارسهم
    في حين صح في السياق وصف المعهد، الذي لم يخطر ببال الشاعر بالطبع لتأخر قيامه، بأنه من بنات أفكار أموات "أمراء المهدية"، وقد جاء ذكرهم على لسان الشاعر، ممن مهد موتهم لمأثرة "مدرسة كتشنر" مؤسس كلية غردون.
    ومن اليقين الثابت أن جذور فكرة المعهد تعود لجثث أمراء المهدية ذلك أن رجال الدين الإسلامي، الذين أقلقهم تغير الزمان وحال المعرفة بالفقه والدين بعد غزو الإنجليز، ناشدوا الإدارة الاستعمارية بإرسال طلاب للأزهر بمصر لدراسة علوم الدين. إلا أن الإدارة الاستعمارية كانت تعارض إرسال طلاب إلى مصر التي أفسدتها -في رأيهم -روح الحماس الوطني. ومن ناحية أخرى كانت الإدارة أيضًا تمانع في تدريس علوم إسلامية حقيقية في كلية ابتناها المسيحيون صدقة جارية لروح غردون. ومن هنا جاء ميلاد المعهد العلمي.
    اسهمت كلية غردون في تزهيد الطلاب السودانيين في الدراسة بالمعهد لميزتين فيها: أولاهما تدريب الطلاب للانخراط في وظائف الحكومة، وثانيهما السُكنى في الداخليات. ولن استفيض في حسرة المعهديين على حرمانهم من التنشئة في جو الداخليات المتحرر، رغم سطوع مقالتهم فيها، في مثل الذي جاء في هذا الخصوص عند الشاعر محمد محمد على في كتابه المعنون "من جيل إلى جيل". فأنشئت كلية غردون لتكون بمثابة آلة تفريخ للموظفين من الأهالى.وكان اسمها بين العامة هو "التجهيزي" تعد طلابها لأجل الخدمة في الحكومة. ولم يكن تعليم المعهد مما يتوسل به خريجه إلى التوظيف في القطاع الحديث.
    ثم إن الغردونيين، لما يضفيه عليهم الإنجليز من رعاية وعناية، كانوا محط حسد المعهديين الذين وصفوهم بأنهم أنصـار "المسترات" أو حزب الفرنجة. ونرى الشاعر حسين منصور-أحد المنتسبين للمعهد (بالوظيفة فيه لا بالتخرج منه) -قد فتح النار على أسـلوب الغردونيين في الحياة تحت رعاية الإنجليز، حيث انبثت شائعات الشذوذ الجنسي في الكلية التي كان يقوم عليها في قولهم مستر يودال. واستصحب شاعر المعهديين الحسود هذا التخليط المريب في الكلية، فسماهم "غرس" يودال. ولم يقتصر على تصويرهم في شعره على أنهم طائفة مخنثة بخدودهم اللدنة وأذرعهم البضة وشفاههم الرقيقة، بل وأقذع. فوصف الكلية على أنها مئول الفسوق والشذوذ يشطأ طلابها -غرس يودال -ويتبرعمون يرويهم "ماء الرجال" وشوربة العدس المعروف أنها طعام الكلية الراتب. وهم كذلك في قول الشاعر:
    والنائمين كما سمعت لوجههم فمنامهم في الليل رهز عروس.
    وأصاب محاولات المعهديين للإفصاح عن هويتهم -أو بالأحرى تمثيلهم لنفسهم أصالة لا وكالة بغيرهم -الوأد من سياسات الاستعمار، بل وسياسات الوطنيين كذلك. فكامل الباقر -أحد خريجي المعهد والرجل الذي استطاع بمفرده تحويل المعهد لجامعة في عام 1965م كما سنعرض ذلك لاحقًا-يستذكر كيف أن الكلمة التي نشرها وهو طالب بالمعهد عام 1939م متناولاً أوضاعه في الصحف جلبت عليه غضبة مُضرية من السكرتير القضائي للحاكم العام.
    ومن أشد دلائل اعتبار الغردونيين أن المعهد "مشكلة" مزمنة هو، بشكل عام، عدم الاعتراف بالمعهديين كأعضاء في مؤتمر الخريجين. وبلغ هذا الجفاء أشده حين رفض نادي الخريجين الغردوني إقامة حفل تأبين تخليدًا لذكرى التيجاني يوسف بشير الشاعر المعهدي الصميم لأنه لم يكن غردونيًا. ثم إن الغردونيين، في صدد التفكير حول المعهد و"مشكلته"، كانت تنقصهم إسهامات المعهديين أنفسهم ورؤيتهم لما أرادوا لمعهدهم أن يكون. وهنا منشأ "ورطة الأفندي" إزاء المعهد وما أنطووا عليه من مفارقة تاريخية: فهم ملتزمون به وطنيًا ودينيًا لأنه يدرس القرآن وعلومه وهما مدار عزتهم الثقافية ووقود وطنيتهم السياسية، غير أنهم كارهون له لمجافاته الحداثة التي هم ثمرة لها، وهي غاية نضالهم القومي متي ما تحررت البلاد لتلحق بركب الأمم المتمدنة.
    وعلى خلاف محاولات الإصلاح الاستعمارية والحديثة العقيمة التي أتت من جهات خارج المعهد، فإن حركة الإصلاح التي حولته إلى جامعة كانت نتاجًا لروح المعهد وتعاليمه، وقاد إليها اجتماع عدد من العوامل:
    1 -ظهور قيادة مؤمنة بقضية تحديث المعهد تدفعها رغبة طلاب المعهد في تطوير نظامه ليمنحهم شهادات دراسية تمكنهم من المنافسة في سوق الوظائف الحديث.

    2 -تطوير الأزهر على عهد الرئيس عبد الناصر قدم للمعهد مثالاً يُحتذى.

    3 -تَشَكل بيئة سياسية وقومية وإقليمية أصبح فيها الإسلام الركن الركين للمعهد قوة معترفًا بها في النشاط الثقافي السياسي. وساهمت حقيقتان محوريتان في تمكين هذه البيئة السياسية:

    (أ) ظهور الوطنية الدينية وانتشارها في وجه العلمانية الراديكالية وما صاحبها من مناداة بالتغيير الاجتماعي كان تبناها الحزب الشيوعي -المارق على الجماعة في نظر هؤلاء -في السودان في ما بعد عام 1964م.
    (ب) تزايد الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية، بفضل ثروتها البترودولارية الجديدة آنذاك، وتحت رعاية الملك فيصل، ذي الحنكة السياسية المقدرة، والذي رأى في الراديكالية السودانية شبهة ناصرية بينة الضرر والأذى بحيث يتحتم وأدها في مهدها.
    ونتيجة لذلك، تولت المملكة تطوير الجامعة الإسلامية بشكل عام بدفعها لمرتبات الأساتذة المصريين ليقوموا بإدارة الجامعة والتدريس فيها. ولن نخوض في تفصيلات الأصول المختلفة والحقائق التي عملت على إنشاء الجامعة، بل سنولي قصارى اهتمامنا هنا لسيرورة التحديث والمعاصرة للمعهد التي اختص بها شخص د. كامل الباقر.
    ونكمل الحديث إن شاء الله.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de