برغم الزخم الثوري و امتداد الجماهير و انتشار روح الثورة في كل مكان, و برغم الاهازيج و الاناشيد و تراتيل الاعتصام و المواكب و غناء الحناجر المشرئبة الي عالم جديد من الحرية و العدالة و المساواة و الاخاء’ و بالرغم من حديث الكل عن التغيير و العهد الجديد ’ الا انه لا يزال القبح يملاْ الساحة و يتمدد فاغرا فاه البغيض في الساحات و البراحات و مهمشا مناطق الجمال و الجلال’ ليحل محلها القبيح و المنتن من كل حدب و صوب,! فمن يتابع تلفزيوننا القومي و القنوات الحكومية و الولائية و الاذاعة امدرمان و توابعها من البيت السوداني و السلام و الشباب و الرياضة و غيرها’ من يتابعها يرى العجب العجاب, و لعلي لا ابالغ ان قلت ان عدد من احتشدوا بها من انصار الحقبة السابقة و من توالوا معهم ظلما و زورا ’ يكاد يفوق عددهم ايام السطوة و التمكين المزعوم’و اصبحت الان تدار باشراف مباشر و منهجية مسبقة من امانة الاعلام بالمؤتمر الوطني الموجود و المتجكم في كل شئ و ان ظن به الناس الظنونا. اما من قاده حظه العاثر لمطالعة صحف فلان و فرتكان’ فلابد ان يصاب بالغثيان من تواجد اعمدة و كتابات الصحفيين المرتزقة و الارزقية و الزبالين من بائعي الذمم و الضمائر بالمال و المناصب و الاسفار’ ممن سخروا اقلامهم للتسبيح صبحا و غبوقا بحمد اولياء نعمتهم ووليات نعيمهم الزائف وهم يغرقون الصحافة ووسائل التواصل بصور و اخبار الفاسدين و اللصوص و سارقي مال اليتامى و المساكين و الارامل و المرضى’ و كانهم لا يعلمون انهم انما ياكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا. و تجدهم يجرون الحوارات المدفوعة مسبقا مع المتساقطين من حركات كفاح الهامش بعد ان باعوا اخوانهم بثمن بخس و دراهم معدودة ليصبحوا اراجوزات يعرضونهم كيفما يشاوؤن و تشاء امانتهم السياسية و التي هي انشط ما تكون هذه الايام عما كانت عليه سابقا’ و تدير عملها بكل سلاسة من مكاتبها العامة و من الشركات و البنوك الربوية و التي تتدثر برداء الاسلام و ترتدي مسوح الرهبان لتخفي انيابها الدامية و التي امتصت بها ضرع بلادنا حتى نضب و بعدها امتصت بمجساتها السامة و صيغ تموليها المشبوهة دماء الفقراء و الكادحين و زجت بهم للسجون لينعموا هم بالمال و الصولجان’هنا و في الخارج’ و لا يستحي هؤلاء اللصوص بعد كل ذلك ان يقيموا ايام الدعاء و التضرع و ليالي الرباط المزعومة و ايام الصيام الجماعي و الختمات المنقولة اعلاميا’ و ما حاجة الله تعالي لصيام من لم يصم عن اكل اموال الناس بالباطل و التمكين و لهط كل شئ هم و اسرهم و اصهارهم و حتي جيرانهم’ليرفعوا حناجرهم الكاذبة الخاطئة بالدعاء و التهليل و التكبير’ و لحمهم و ابناءهم نما من السحت و مطعمهم حرام و ملبسهم حرام ’ فانى يستجاب لهم! لا ينفك البعض من حسني النية و ممن ليسوا بذلك’ يحاولون ايهامنا ان تغييرا حقيقيا قد حدث و يدللون على ذلك بامور سطحية و هامشية و يكثرون من الاحتفالات و اللقاءات الضاربة و المؤتمرات الصحفية و التي هي اشبه بالمؤتمرات الدستورية بسبب طولها و حكاياتها السمجة و المملة و اكاذيبها التي يضحك منها حتى مسيلمة نفسه’و يناقشون و يهتفون كما هتف الذين من قبلهم و فشلوا في تقديم البرهان الذي نريده’ و بدلا عن ذلك قدموا لنا برهانا اخر ليكون عليه حجة و حسرة و ليبرهن لكل من كان له قلب و هو شهيد’ ان الامر واضح كما الشمس و لا يحتاج الي برهان او براهيين!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة