وهنا تستحضرني الحكمة التي تقول: من شب على شيء شاب عليه. فهم شبوا على عقلية التخريب، وخطاب التضليل، لإخفاء عجزهم الفكري والسياسي والثقافي. يستخدمون الدين كواجهة دون رؤية سياسية علمية لمواجهة أسئلة الحياة اليومية، لذلك ظل خطابهم السياسي، خطاباً حائراً وتائهاً أمام تحديات الحياة اليومية. مما قاد إلى فشلهم في السودان رغم إنفرادهم بالحكم لمدة ثلاثة عقود، التي جعلت الشعب السوداني يصل إلى قناعة تامة، مفادها أن لا أمل، ولا رجاء من وراء حكمهم الذي زينوه بشعارات الدين، لكنهم شوهوه بالفساد والتخريب والأكاذيب وإنتهاكات حقوق الإنسان. فهم بارعون جداً في التخريب، وصناعة الأزمات ونسج المؤامرات، ضد أي توجه وطني حقيقي لإخراج البلاد من واقع الأزمة. فعلوها في ١٩٨٩/٦/٣٠، حينما شعروا بنجاح مبادرة محمد عثمان المرغني زعيم الحزب الإتحادي الديمقراطي مع الحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون قرنق التي أكدت على مباديء الوحدة الوطنية، وإعلاء رابطة المواطنة على أي رابطة أخرى، وتجميد قوانين سبتمبر إلى البت في أمرها في المؤتمر الدستوري الذي حدد تاريخ إنعقاده في ١٩٨٩/٧/٣١، عندها أوعزوا لخلاياهم السرية في داخل الجيش بالإسراع في تنفيذ الإنقلاب وقطع الطريق على هذه الجهود، وفعلوها في ٨/ رمضان، بعد نجاح الثورة في تغييب الطاغية عمر البشير من المشهد السياسي الذي ظل يتصدره بلا وجه حق، لمدة ثلاثون عاماً، وهكذا فعلوها في ٢٩/رمضان بعد إختراقهم قوات الدعم السريع، ومن ثم وألقوا بالمسؤولية على حميدتي وقواته . . ! وحاولوا القيام بتنفيذ أكثر من إنقلاب، ولعل آخرها المحاولة الإنقلابية الفاشلة بقيادة رئيس أركان الجيش السوداني، الفريق هاشم عبد المطلب، بعد توقيع وثيقة الإعلان السياسي بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الإنتقالي. . ! كل ممارساتهم وتصرفاتهم تؤكد بأنهم بارعون في التخريب وشيطنة الآخر، مهدوا لهذا الأمر بأن شنوا حملة شعواء ضد قوات الدعم السريع، وطالبوا تحت واجهات مختلفة بإخراجها من العاصمة حتى يهيئوا الأجواء لعودتهم إلى السلطة مجدداً. فهم بارعون جداً في التخريب وصناعة الأزمات وتسميم الأجواء العامة، يستغلون جهل البعض بطبيعة سلوكهم ونهجهم السياسي التضليلي وخطابهم التحريضي العنصري البغيض. . ! الشيء المؤسف حقاً، هو أن يتبنى البعض من المثقفين والكتاب والناشطين السياسين، المعارضين للكيزان وسياساتهم ، هذا الخطاب التضليلي الذي يروجون له عبر أكثر من وسيلة وواجهة . . ! فالمطلوب، هو يقظة حقيقية من كل قطاعات الشعب السوداني، لاسيما الكتاب والمثقفين حتى يتم قطع الطريق على هؤلاء المخربين الذين يستثمرون في الأزمات . . ! الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة