كتبت رغم غيابي ولكن؛ لما لا أكتب تزامناً مع يوم تابينك يا أيتها الكنداكة المناضلة (زهرة هارون داؤد النور)، منشدة المورالات الثورية والشعبية؛ أحده الدوافع التى جعلت منها أن تغنى نحو ثورة التحرير، التى تتميز عن غيرها من الأغنيات الوطنية، دفعت زهرة الغناء بلغة الثورة والشعب، لهؤلاء المناضلين الذين إستطاعوا أن يتحملوا الكثير من المعاناه والتعب وهم يدركون معانى لماذا هم تعبانين ومن هم الذين ظلموا الشعب؟.
إلتقينا وتجالسنا وتماشينا فى عدة محطات نشهد بها عن مسيرتها، فماذا أنت قائل يا رفيقتى قبل رحيلك؟. يا صاحبة الألقاب العديدة إلا إنها تفتخر بمناداة أسم منطقها (أقما) التى تعنى أخر الشئ إي (أخر لبن)... لتسرد لنا عن بدايات مسيرتها النضالية، فكانت أول محطاتها الإلتحاق بالحركة الشعبية وصفوف الجيش الشعبي فى العام 2003م، بعد مؤتمر تيرا الثانى بجنقاروا، تتدربت بمركز شاورى فى نفس العام دفعة (تقرير المصير)، وبعد تخرجها إلتحقت بشعبة التوجيه المعنوي والتى كانت نشطة ومشاركة فى إصدار وأداء مورالات الجيش الشعبي، حيث كان تلك المورالات مصدر حماسها فى أرض الحرام؛ فمنذ أيام إضمامها دوماً كانت تردد المورالات وبالأخص ... بروجوازين من زمان حكمنا كيف أرجع نكون خدام تحتهم؛ النضال لسه ما تما جارين ليه؛ السبب يا رفاقنا يا شعبنا النضال داير الصبور.
من هنا تؤكد (أقما) أنها أحبت الغناء لان الأغنية صوت تحمل فى مضامينها رسائل محسوسة يتحسس بها مغنيها كل مستمع مشاعره كوتر حساس يحرك المشاعر وهذا ما ينطبق على جميع أعمالها الغنائية سوء كانت تراثية أم ثورية لرفع معنويات الجيش الشعبي وتردد (مورالنا فوق يا كمرد ما تنسو القضية)، أحده رسائلها قبل الرحيل.
عن حياتها العملية لـ (لولي.. أحده القابها) وأعمالها الفنية، تعتبر أغنية (جبال النوبة) أول أغنياتها التى بثت على شاشات تلفزيون جنوب السودان، ثم أغنية (أنحن جينا عشان سلام) بعد التوقيع على السلام 2005م، وأنهما من أجمل أعمالها، فقيدة الثورة لم تتفق معى بأنها فنانة لمورالات الجيش الشعبي؛ وأن المورالات أصلاً موجودة قبل مجيئها فى صفوف الثوار قام بتاليفها (رفاق أشاويش) منهم على قيد الحياة والبعض إستشهدوا، لذلك تغني المورالات لانها تعبر عن هموم وأمال جماهير شعبها فى وقت مضي كشعب وجيش شعبي يناضل من أجل العدالة والحرية والمساواة.
من أعمالها الثورية غنت للمشورة الشعبية.. وتقول: مواطنين تاع حركة شعبية مناضلين تناSPLA وقع إتفاقية ليكم أنتو د. جون جاب إتفاقية سلامكم وأنتو المسؤولية وقبل هو ما يموت أتانا وصية... قال أمسكوا فى إتفاقية د. جون وقائدنا كربينو ووليم جون أنتوا عارفنوا، فى يوم 16 مايو ولع نار الثورة، ده كان ميلاد الحركة الشعبية، عبدالعزيز وهو قائدنا بوصية من يوسف كوه، يلا نقفوا من وراوه سوا؛ بكلام مشورة شعبية.
كانت لزيارتها للإقليم (الولاية) أثر واضح أثناء مشاركتها مرشحي الحركة للقرى والمدن أضافة لزهرة الكثير كفنانة من قبل جمهوريها حيث شكلت فى ذهنها الكثير حول قضية شعبها الذين مازالوا ينتظرون الأمل والتغيير فى حياتهم اليومية لتامين مستقبل أبنائهم الأبرياء،فكانت أول تفكيرها تاليف أغنية (أرمى صوتك يا لرفيقك)؛ رغم بساطة الكلمات إلا أن الأغنية كانت معبرة فهى تقول: أرمى صوتك يا لرفيقك... يا كمرد صوتك صوت الحق مميز... أوعك تستسلم يا كمرد... صوتك للمهمشين والمكلبشين جوه زنزانه متربز.... أرمى صوتك غير حال حياتك لسودان جديد.... أختار رفيقك للحكم الرشيد.
(زهرة الجبال) على المستوى المحلى من حبى ألبوم (شمالية) لفنان الثوري (عباس شريف)، وإغنية النضال داير الصبور لفنان تاور (قريبك)؛ وفنان الطلاب المبدع (قساس)، أما على المستوى القومى من محبى الموسيقار (ود الأمين)، والفنانة الثورية (مريم أمو)، على المستوى العالمي من محبى ملك الجاز (ديانا كنج).
كانت (أقما) تردد دوماً... ارسالتها لجماهير شعبها بأن زمن التغيير جاء والأمل أصبح فى توحدنا كشعب أصيل... وأن الفنانين هم صوت الواقع لهم رسالة لمجتمع يعملون من أجل رفع مورالاتهم، وأنهم يغنونا لتراث لحفاظ على ثقافتنا ومعتقداتنا الأصيل التى تشبه تنوعنا فى بيئة ومجتمع منسجم موحد، فالرسالة الأخيرة كانت نصيب الكوادر والمبدعين فى الهامش فتقول: هؤلاء الثوار يمثلون بيئة التغيير والوعى فى تصحيح المفاهيم من السودان القديم وترسيخ مفاهيم السودان الجديد.. لهذا الفنانون سيظلوا يغنوا بإيقاعات الثورة والمردوم والكرنق والنقارة وبإقاعات إي جنس خلقه الخالق، علينا المحافظة على معانى رؤية السودان الجديد يا رفاقى الأحرار.
تغنى زهرة من أجل أحياء مورالات الجيش الشعبي ومن أجل نضالات الأبطال والشهداء والقادة والصفوف والجنود الذين ماتوا من أجل قضية شعب أصيل سودانى؛ تغنت من أجل معزة شعب عزيز وحريص على وطنه السودان.
مورالات الجيش الشعبي هى التى جعلت زهرة أن تصل لهذه المراحل الغنائية فوجدت نفسها تغني ومضت من أجل توثيق وأحياء ونشر مبادئ الثورة التى إندلعت فى يوم 16 مايو 1983م، لان الإغنية تعنى لها صوت قوى تحمل فى مضامينها رسائل تعبر وتخاطب المجتمع أجمع، كانت معظم مشاركاتها فى جنوب السودان، كما نظمت لها لقاءات فى نيروبى إستطاعت عبرها تقديم البسيط من أعمالها المتواضعة، إلا أن كانت (أقما) كانت تنتظر صافرة المشورة الشعبية لتفاجئ شعبها فى مدينة الخرطوم لتغني لهم أنحنا جينا عشان سلام.
إستطاعت (أقما) خلال طوافها لمدن وضواحى جنوب السودان تقدم نفسها كمغنية من بنات جبال النوبة، بإغنيتها (بطل النوبة يوسف كوه)، (أنحن جيش شعبي)، (أزيكم)، (يا كوكو يا كاكا)، (خلى كلام البوبار الكتير)، (مبروك يا جنوبنا)، تعاونت مع فرقة ابي الموسيقية والفنانة (مريم أمو) طيلت مسيرتها، ولي فخر أن تكون (زهرة) أحده المغنيات المشاركات فى يوم (زفت عرسي) ضمن فرقة (MC الموسيقية أصدقائ أبناء واراب) كنت فى أن واحد أختي وصديقتى ورفيقة لقريب والبعيد، وبرغم شح الإمكانيات إستطاعت تنتج لها (12 فيديو كليب)، فى أديس أبابا، فيديو كليب تم بثها على شاشات تلفزيون القومى بجنوب السودان.
أن أسباب وتاريخ وفاتها، بسبب معاناة عانت منها (فقيدة الثورة) من إصابة فى الرأس نتيجة للضرب المبرح التى تعرضت له من قبل الأجهزة الأمنية لنظام الخرطومي (القمعي) فى كادقلى أثناء إندلاع الحرب 6/6/2011م؛ بعد إعتقالها وتعذيبها بحجة إنتمائها للحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان؛ مما سبب لها التعذيب خلل فى أعصاب الرأس التى إستمر معها إلى أن توفيت فى يوم الأحد الموافق 23 يونيو 2019م بمدينة جوبا – جنوب السودان.
عن نضالها (زهرة) أقول: كنتي ولازلت زهرة وثمار بستان جبالنا.
كنت مورال الثورة والتحرير.
كنداكة وأنشودة ثورة الهامش أم التوأم (سامى وسامر).
دون شك .. ستظل مورالاتك خالدة فى عالم الثورة.
والنضال مازال مستمر يا (رفيقتى أقما) والنصر قادم.
ولا نقول إلا ما يرضي الله (إنا لله وإنا إليه راجعون) صدق الله العظيم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أنس كوكو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست