أن مشكلة الشرق الحقيقية في هذه المرحلة الحرجة من التدهور ليست من اولوياتها المحاصصه والتمثيل والمشاركة في السلطة وتقسيم الكيكة..فقد نال الشرق نصيب من اعلي مستويات الحكم رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء وتوالي الولاة حكام للاقليم الشرقي مناصفة وتبادل وتعاقب بين الاحزاب الحاكمة والمعارضة بمختلف أنواعها واستمرت الاوضاع في تردي دائم..لسبب الفشل الدايم في سياسات الحكومات المتعاقبة والاحزاب والتحالفات التي ظلت تلعب دور الوصايا دون ادني اعتبار لخصوصية القضايا.. وظلت القضايا التي تفجرت وظهرت علي السطح منذ الاستقلال وظهور الحركات المطلبية والاحزاب الشرقاوية والمذكرات داخل الاحزاب الحاكمة والقومية والمركزية وارتفعت اصوات وضجيج الاحتجاجات علي كافة المستويات..وفي كل المحافل.. ان الحديث عن تمثيل والبحث عن حجز مقعد في الحكومة الانتقالية ماهو الا اعادة انتاج الازمة وتكرارات لسيناريوهات مجربة ومكررة بالسعي للمشاركة والبحث عن المعالجات الانية ولللحظية والتي تفتقر الي ابسط ادوات تنفيذها كتخصيص صناديق اعماى ومشاريع تنموية شكلية لاتمس جوهر المشكلة .. نحتاج إلى برامج حقيقية ومشاريع فاعلة تخاطب قضاينا الاساسية وتلك لا تاتي الا عبر منابر منفصلة ومستقلة في الاطار الجغرافي لأصحاب الوجع الحقيقي يلتف حولها ويصطف من خلفها جميع المكونات الاجتماعية والمنظمات السياسية ومباردات المجتمع المدني في شراكات حقيقية سواء كانت داخلية او حتي تتجاوز اطار القومية الي الدولية والاستعانة بمراكز بحثية وعملية ومنظمات أممية لان الحديث عن عن شريان السودان ونبضه وصل مرحلة الحياة او الموت.. ان ميلاد مؤتمر البجا ١٩٥٨ ما نشأ الا نتيجة لفشل البرلمان القومي والحكومة المركزية في اتاحة الفرصة وابداء الاهتمام لأوضاع المنطقة وشعوبها وسكانها .. ان خروج مؤتمر البجا والاسود الحرة ١٩٩٤ والمطالبة بمنبر منفصل في ٢٠٠٣ الا لسبب عجز وفشل التجمع الوطني في اسمرا في التعاطي باهمية واولية بل السماح يمنبر منفصل لشرق السودان ومحاولة لعب دور الوصايا ..انسحاب بعض ابناء الشرق من عضوية العدل والمساواة نتج تركيز الحركة في خطابها علي قضية دور وللمرور للعابر للقضايا للقومية والمناطق الاخري ..كل تلك الاحداث والسيناريوهات نستصحب فشلها تفاديا لتكرار المجرب .. كل تلك المعطيات والقضايا والمشاكل هي ابجديات يجب ادارجها علي أولويات وفي محط انظار وتركيز وتنبيه كل القوي السياسية علي مستوي المركز والاقليم رفضا لادوار الوصايا التي تحاول بعض التحالفات والكتل السياسية ممارستها علي المنطقة .. وان تكون قضية الشرق بند اساسي خلال الفترة الأولى ضمن الخطة الاسعافية كاقليم يعاني من قضايا مناطق الحرب واللجوء والنزوح واثارها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لان الحديث عن قومية الثورة وبناء الوطن لن تستكمل ذورتها الا بتحقيق العدالة علي مستوي الأقاليم .. مع الاخذ في الاعتبار التغيرات التي اهلكت الانسان والأرض فبرغم من الموقع الاستريجي لها اضحت منطقة طاردة حيث استمرار و استدامة الجهل والمرض والتخلف هذه الشعوب التي تعرض للانقراض بسبب السياسات الفاشلة والإجراءات العقيمة ..نتمني اعادة قراءة المشهد بالصورة الكلية ومعالجة الازمة من جذورها فعلل حقيقيا وليست شعارات براقة خصوصا مع توفر كل الامكانيات مشاريع تنقل المجتمعات الرعوية الي زراعية منتجة ومن دائرة الجهل والمرض والأوبئة المستوطنة الي تنمية بشرية مستدامة يحيا فيه الفرد حياة كريمة ..من المجموعات الفردية للمنظمات غير الحكومية الي مبادرات مجتمع مدني شاملة لاعادة تقيم الوضع الان وطرح خطة وبرنامج طموح بمفاهيم ونظرة استراتيجة ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة