*واليوم الجمعة يوم الهرب..بالمنطق*واليوم الجمعة يوم الهرب..*الهرب من السياسة...فهكذا اعتدنا أن نفعل..*ولكن ما من مهرب هذه الأيام...وما من مفر...وما من ترف كتابي..*فالأحداث تأبى إلا أن تناديني...وأناديها..*والدوش حين كتب (بناديها) لم يكن يقصد حبيبة بشرية..*فمبدعو اليسار هم أهل الترميز الإبداعي المذهل...بأسلوب السهل الممتنع..*ويمكن أن نقول أيضاً : السهل الممتع..*ومبدع يساري آخر - هو وردي - ضاهى إبداع الدوش الشعري إبداعاً لحنياً..*وأشرت إلى (بناديها) هذه في سياق اجتراري ذكرى مايوية..*وللغرابة كانت على وقع إبداع شعري ليساري آخر...هو محجوب شريف..*وبصوت وردي ذاته...وهي (يا حارسنا)..*وكنت يافعاً آنذاك ؛ ولكن ثمة ذكريات ترسخ في الوجدان لسبب...أو بلا سبب..*والذكرى هذه لا أعلم لها سبباً بعينه..*ولكن ربما يمكن إرجاع بعضه إلى روعة المكان...والزمان...و(الإنسان)..*إنسان (الخندق) الرائعة...في زمان لم يكن يقل روعة..*ورغم يفاعتي هذه فقد رفضت الخروج لاستقبال نميري...عند زيارته المنطقة..*ولم يُجد سوط الترهيب نفعاً...رغم صغر سني..*فكذلك يُحشر الطلاب - وأجراء الدولة - كرهاً...ضحى يوم زينة كل طاغية..*ويصدق الطاغية أنه الملهم... والمخلص... والمحبوب..*ومن منطلق التصديق هذا يأبى أن يتنازل عن كرسي يرى أنه أحق به... وأجدر..*فحواء بلاده لم تلد مثله... ولن ؛ فهو الأول والآخر..*ويستميت دفاعاً عن كرسيه هذا حد استسهال القتل...واسترخاص الأرواح..*ويطرق أذني صدح وردي...وأنا أمشي..*ويمشي معي ابن خالي سيف الدولة ؛ وتمشي معنا آمالٌ... وأحلامٌ... وأقدار..*ومشت معنا أيضاً خطانا...كما مشت مع الدوش..*وكان قدر محجوب شريف أن يكفر بمايو... وكذلك وردي..*وقدر قائد مايو الخالدة... الظافرة... المنتصرة أبداً...أن يدرك أنه (مكروه) الشعب..*وأن من كانوا يُحشرون له إما مكرهون... وإما منتفعون..*وقدر الدوش أن يتغنى بمشي قد لا يشبه مشينا الطفولي ذاك...إلا في وقع الخطى..*فأنَّا لنا أن نأتي بمثل قوله...وهو يمشي :تمشي معايا...خطانا الألفة والوحشة..تمشي معايا وتروحي..وتمشي معايا وسط روحي..لا البلقاه يعرفني...ولا بعرف معاك روحي..*وتمشي مواكب يسارية من الإبداع - والمبدعين - إلى زمان مصطفى سيد أحمد..*ولن تنتهي عنده قطعاً...فنحن في كل زمن نفاجأ بمبدع منهم..*ما دامت هنالك هذه الأيقونة الشعرية :أقابلك في زمن ماشي....وزمن جاي....وزمن لسه..أشوف الماضي فيك باكر...أريت باكر يكون هسه..*ونحن منذ زمننا الذي مشى ذاك - ونحن نمشي - لا نشوف إلا ما يشبه الماضي..*وما زلنا في انتظار (باكر)...بعد إذ أعيانا المشي..*ولكن قدرنا أن (نمشي !!).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة