عندما بدأت المفاوضات بين المجلس العسكري وقوي الحرية والتغيير للاتفاق على كيفية مشاركة الطرفين في مؤسسات الفترة الانتقالية، انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي ترشيحات لبعض الأسماء لشغل منصب رئاسة الوزارة وبعض الوزارات دفع بها بعض الأشخاص، وكانت تلك الطريقة غير عملية إضافة إلى انها تعطي الفرصة لبعض الانتهازيين ليشكلوا لهم لوبيات تعمل على الترويج لهم ، ثم جاءت الأحداث لتغطي على هذا المشهد، ولكنها لم تلبث ان عادت من جديد، ورغم توفر حسن النية ارجو ان نتجنب هذه الطريقة التي تظهر عيوب سلوكياتنا العفوية، في أمر خطير مثل هذا، وكثيرا ما وجدت مثل هذه السلوكيات في أمور غير هذه الانتقاد، وعلينا ان ندرك ان الترشيحات التي تتم بهذه الطريقة على الهواء تنطوي على جوانب سلبية، إذ انها قد تقلص من فرص الشخص الذي يتم ترشيحه بهذه الطريقة، فقد جرت العادة لدي معظمنا وفي معظم الأحيان ان يكون تقييمنا للأشخاص من خلال آراء الآخرين والافادات السماعية، ونبني عليها رأينا في الشخص، وعادة يتأثر هذا الرأي بعدة عوامل غير موضوعية وكثيرا ما نقع في هذا الخطأ، فننقص ونبخس من هذا حقه، ونعطي اخر ما ليس له. في مثل هذه المناصب الحساسة التي هي حق لكل السودانيين نعتقد ان علينا أن نلجأ الي الوسائل الموضوعية وهي الآلية المعتمدة في مثل هذه الحالات وهي ان يترك الموضوع للجهة صاحبة الشأن، وإذا أراد شخص أو جهة ترشيح شخص ان يرسل ترشيحه مشفوعا بالسيرة الذاتية للشخص الي هذه الجهة، بدلا من الترشيح على الهواء، وكان على قوي إعلان الحرية والتغيير اخذ المبادرة وتكوين آلية ( مكتب / لجنة) من الأشخاص المشهود لهم بالنزاهة وان تقوم هذه الآلية بإعداد قائمة طويلة للأشخاص المرشحين من الذين تنطبق عليهم الشروط والمعايير لشغل المنصب والطلب منهم إرسال سيرتهم الذاتية ثم يختار منهم قائمة قصيرة ليتم منهم الاختيار الأنسب وهكذا نكون قد اتبعنا الطريقة العادلة في الاختيار لهذا المنصب العام وغيره من المناصب وابتعدنا عن العشوائية التي نتعامل بها في كثير من أمور حياتنا والتي هي احد اسباب المشاكل التي تعطل مسيرتنا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د.الصادق محمد سلمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست