١- الدولة العميقة للإخوان لم تسقط مع سقوط البشير وهي اعادت تنظيم نفسها بالصف الثاني والخلايا الناىمة وكافة مؤسسات التمكين التي لازالت موجودة وتم فك الحظر عن القليل الذي تم تجميده وتم تجميد المؤتمر الوطني وجميع القيادات الظاهرة وإعادة التنظيم السري للإخوان بالنظام القديم ولكن بخلايا وكوادر جديدة ٢- تم اعادة هيكلة الأمن الوطني وإبعاد العناصر المعروفة وتم تفعيله بكامل الجاهزية للعمل كما كان ليقوم بنفس دوره السابق بعد فترة من الجمود ٣-تم اعادة هيكلة و تنشيط جهاز امن المؤتمر الوطني وبفصل كامل عن الأمن الوطني ومواز له لعدم الثقة فيه باعتبار انه يدار من قبل بوش الذي يعتقدون انه يتعاون مع الدول الداعمة للمجلس العسكري وذلك كما يعتقدون نتاىجه غير مضمونه لهم ٤- رتبت الدولة العميقة فض اعتصام الثوار وأقنعوا المجلس بسناريو مختلف ثم نفذوا السيناريوا السري لها وهي التي قامت بقتل عشرات المعتصمين عن عمد فضرب ثلاث جهات بحجر واحد المعتصمين اعتقادا منها ان ضرب الاعتصام ضرب للثورة وحميدتي الذي يقوم بدور مرسوم لكنة يشكل مشكلة لهم في المستقبل ولابد من تشويهه لتسهيل التخلص منه بعد ان ينتهي دوره والمجلس العسكري المدعوم من قوي تحالف إقليمية يعتبرون الإخوان تنظيم ارهابي لتحجيمه حتي لا يتفق مع قوي التغيير علي مشروع مدنية الدولة ٥- المجلس العسكري المهزوز أصلا ازداد اضطرابا وتناقضا بعد الآثار الجانبية لفض الاعتصام فظهر ضعفه داخليا وخارجيا وذلك أضاف قوه لحميدتى وقواته التي أصبحت الحاكم الفعلي رغم انه خسر كثيرا لتحمله معظم نتايج فض الاعتصام رغم صياحه بان هناك من أراد توريطه دون جدوى ٦- قوي الحرية والتغيير والتى تكونت علي عجل بمن حضر ووقع علي الميثاق أنتجت جسما ضعيفا للحوار لا يجمع بينهم اي تاريخ نضالي اضافة لانهم متناقضين في الفهم السياسي للمرحلة والمطلوب منهم انجازه بالسرعة اللازمة وكان ذلك سببا في مماطلة المجلس العسكري وتسويفه لمدة طويلة وسببا في فض الاعتصام الموقف الإقليمي وتأثيره :
١- التحالف المصري السعودي الإماراتي :
يتجاذبه موقفين متناقضين الأول : خوفهم علي الاستقرار في السودان واعتقادهم ان هذا الاستقرار يحتاج لقوة عسكرية لديها القول الفصل لاعتقادهم ان الفصائل المسلحة المعارضة لديها اجندة مسنودة بالسلاح وان اي حكم مدني ضعيف يمكن ان يتسبب في قيام حرب أهلية تزعزع من استقرار المنطقة والثاني : عداؤهم للإخوان المسلمين واعتبارهم تنظيما ارهابيا وخوفهم ان يستعيد الإخوان السلطة في السودان بثوب جديد وبين الموقفين ظهر جليا اضطراب هذا التحالف في التعامل مع مسار الثورة السودانية بسب غياب روية متماسكة وموحدة للمعارضة السودانية تبرز وحدة الفصائل العسكرية والمدنية في سياساتها الداخلية المستقبلية فيما يخص قضايا وحدة السودان وشكل الدولة المدنية الديمقراطية قيادة قادرة علي إقناع الجميع انها تمسك بكل خيوط الاستقرار في الوطن وقادرة علي التعامل بوعي مع الممحيط الإقليمي و الدولي ٢- التحالف التركي القطري وتنظيم الأخوان الدولي:
متفقون علي ذهاب البشير وفشل تجربة الانقاذ بشكله القديم مع العمل علي عدم تسليم السلطة للقوي المدنية الجديدة مع الأستفادة من كافة مؤسسات التمكين التي بناها الإخوان بالحرص علي عدم حلها أو اعادة هيكلتها بقيادات لا تنتمي اليها ومن ثم السيطرة علي المرحلةالانتقالية والاتفاق مع المجلس العسكري أو إرغامه علي القبول بمرحلة انتقالية قصيرة تتيح لحزب الإخوان الجاهز للفوز والاستحوازعلي السلطة باي شكل وقدموا تطمينات لإخوان السودان بانهم سيقنعون امريكا بخطتهم تخت شعار تسليم السلطة للمدنيين في اقرب وقت^ ملحوظة مهمة :• الدولة العميقة استفادت من التحالفين الدعم السري من تركيا وقطر واستفادت من دعم التحالف المصري السعودي الإماراتي بطريقة مباشرة وغير مباشر بينما الحرية والتغيير خسرتهم جميعا وان بدا ظاهريا ان تحالف قطر تركيا مع الثورة علي المدي القصير ولو إعلاميا
إذن من هم أطراف المشكلة :
ا- السلطة العسكرية والدولة العميقة
١-الدولة العميقة للإخوان المسلمين والقوي المتحالفة ٢- المجلس العسكري ٣- حميدتي وقوات الدعم السريع
ب- أطراف مشكلة الخليج
١- مصر والسعودية والإمارات ٢- تركيا وقطر
ج - المجتمع الإقليمي والدولي ١- امريكا ٢- الاتحاد الأفريقي ٣- اوربا ودول الترويكا ٤- التنظيم الدولي للإخوان المسلمين
فصائل وأطراف الداخل ا- قوي المعارضة: ١- تجمع المهنيين ٢- قوى الإجماع الوطني ٣- قوي نداء السودان والفصائل العسكرية المتحالفة معه ٤- عبد الواحد محمد نور ٥- عبد العزيز الحلو
ب-قوي اخري : ١- قوي إسلامية كانت جزء من النظام واختلفت معها مبكرا وتريد ان تحل محلها أو تكون جزء من اي تحالف تعمل علي استمرارية المشروع الإسلامي ٢-مجموعات جهوية كانت جزء من النظام وتحاول ان تكون جزء من السلطة الثورية بجا موسي محمد احمد وحركة التيجاني السيسي وحزب مسار الخ ووفرت لهم الدولة العميقة كل الإمكانيات والإعلام لتكوين تحالف مرسوم يحمي ما اكتسبوه
ما العمل ؟
في ظل هذا الواقع لابد للمعارضة الديمقراطية من اعمال الفكر والمراجعة الكاملة والدراسة لها بواقعية لحماية الثورة من السقوط بوضع سيناريوهات مرنة للتعامل مع تحديات الداخل والخارج وذلك يتطلب حوار مع جميع أطراف المعارضة بمختلف ألوانها للاتفاق عليها وقبل ذلك يجب ان تقوم المعارضة بعمل إجراءات تمهيدية منها: ١- فتح حوار مع الفصائل المسلحة بجميع اطرافهاء ٢- تغيير الأطراف المفاوضين بأفراد وطنيين اكفاء اضافة لأطراف المحاصصة ٣- اختيار لجنة إعلام من سياسيين وإعلاميين منتمين لهم القدرة علي التعامل مع الواقع الإقليمي والدولي ويقدرون الواقع المحلي ٤- إنشاء غرفة عمليات من فصائل الداخل مدعومة من قدرات سياسية وطنية مستقلةودبلوماسيين لديهم علاقات إقليمية ودولية
في تقديري أمام المعارضة سيناريوهان فقط لا ثالث لهما :
السيناريو الأول :
سياسة المواجهة الثورية كل شيء أولا شيء وطريقه التصعيد ورفع سقوف المطلوبات وهو بالطبع الأفضل للثورة والأقرب للمزاج الثوري السائد والأضمن لإزالة كافة اثار الانقاذ لو كتب له ان يتحقق وهو يتطلب جبهة معارضة قوية وموحدة وهذا صعب توفيره فتوقيت تفجر الثورة كان صدفة وسرعة سقوط البشير (وليس النظام )كان غير متوقع رغم القناعة بالحتمية وحدث قبل ان يتبلور كيان معارض موحد الروية والبرنامج ومنصهر التفاعل في الآداء رغم طول فترة المعارضة للنظام فالأحزاب تفتت والنقابات ضربت ونقابات الظل أخذت وقتا طويلا قبل التكوين وانصرفت بعض الأحزاب للبحث عن الحلول بالتفاوض أو ماسمي بالهبوط الناعم وسياسة المواجهة الثورية تتطلب القدرة علي استمرارية الحشد والنفس الطويل في النضال فإذا كانت المعارضة ذلك خيارها فان عليها ان تتاكد من قوة ووحدة فصائلها وان تعقد اتفاقات موثقة بينها وبين الفصائل المسلحة اي لابد من خلق اوسع جبهة معارضة متماسكة ولومرحليا حتي تمام نجاح الثورة وازالة اثار النظام إذن هذا الخيار يتوقف علي دراسة القدرة الذاتية للمعارضة والمواجهة تقتضي حل لجنة التفاوض الحالية ولو لبعض الوقت وتفعيل لجان المهنيين كراس حربة اكتسبت سمعة لذي الجماهير وأصبحت آلية حشد فاعلة
السيناريو الثاني اتباع سياسة الخطوة خطوة وهو تقدير ان واقع السودان الحالي تشكل خلال ثلاثين عاما وان تغييره يتطلب التدرج وجيد ان المجلس العسكري ليس له سلطة كاملة. علي المرحلة الانتقالية كما كان في ابريل اوفي ثورات بلدان اخري بل يشارك في مجلس سيادة يحدد اختصاصاته وعدده وأفراده وفقا لتفاوض مرن إذن العمود الفقري للتغيير هي الحكومة والمجلس التشريعي مسنودا بشارع الثورة وتركز المعارضة عليهما بأفراد اكفاء دون النظر الي نظرية (سياسيين أو تكنوقراط ) منوط بهم ازالة اثار الانقاذ والحفاظ عل وحدة البلاد وإعادة هيكلة وترتيب كافة مؤسسات الدولة ووضع سياسة خارجية متوازنة والاستفادة حتي من تناقضات الصراع الإقليمي والدولي في المنطقة بذكاء دون توريط اوتفريط قبل المطالبة بهيكلة جهاز الأمن الوطني لابد من تغيير رئيسه وبعض مساعديه المهمين االادارة السياسية والاستثمار أو الأمن الاقتصادي من معاشيين اكفاء ومشهود لهم بالاستقلالية والنزاهة وعدم التعاون مع النظام القديم لماذا لان هذا الامر لا ينتظر الهيكلة وان هاتين الإدارتين هما آلية التمكين للنظام القديم ان الدولة العميقة تستفيد في هذه المرحلة من اعدائها المفترضين وحلفائها القادمين في التحالفات الاقليمية في وقت واحد لانها تتعامل بمستويين تصبان في هدف واحد إعداد وتركيب المرحلة الانتقالية التي لابد ان تكون (قصيرة) لكي يتمكنوا من العودة للسلطة باي شكل بثوب مدني محمي باليات وماليشيات عسكرية هنالك خلافات شخصية وخلافات مصالح بين الإسلاميين كيف توظف مرحليا هنالك ملف اعتبار تنظيم الإخوان تنظيما ارهابيا يتأرجح داخل اروقة التشريع في امريكا كيف يمكن تحريكه والاستفادة منه في غلق الباب أمام خطة الانقلاب المدني علي الثورة باستغلال شعارات المدنية التي سيراد بها باطل حينذاك هذا السيناريو خطر ان لم يدار جيدا في كل مرحلة حسب الحاجة وباناس يعلمون ان السياسة فن الممكن للوصول الي الأهداف بتاكتك واستراتيجية مرحلية تقبل التغيير مع ثبات الاستراتيجية الكلية التي لا تقبل التنازل الخطوة الأولي نحو سياسة الخطوة خطوة تبدا بالموافقة من قوي الحرية والتغيير علي المبادرات التي تشمل حكومة مدنية قادرة في المرحلة الانتقالية مع أغلبية في المجلس التشريعي وتوازن في مجلس السيادة مع تحديد حدود سلطاته الشاذلي الادريسي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مقالات سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست