وجه الشبه بين قوات الإنكشارية ومليشيات الدعم السريع بقلم محمد عبد الرحمن الناير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 03:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-17-2019, 09:32 PM

محمد عبد الرحمن الناير
<aمحمد عبد الرحمن الناير
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 347

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وجه الشبه بين قوات الإنكشارية ومليشيات الدعم السريع بقلم محمد عبد الرحمن الناير

    09:32 PM June, 17 2019

    سودانيز اون لاين
    محمد عبد الرحمن الناير-France
    مكتبتى
    رابط مختصر



    (1)

    الإنكشارية تعني بالتركية (الجنود الجدد) وهي قوات مشاة من النخبة بجيش السلطنة العثمانية ، شكلت الحرس الخاص للسلطان العثماني ، تم تأسيسها في عهد السلطان مراد الأول ( ١٣٦٢ - ١٣٨٩م) ، وكان للإنكشارية تنظيم خاص بهم وثكناتهم وشاراتهم ورتبهم العسكرية وإمتيازاتهم ، وكانت قوات الإنكشارية من أكثر فرق الجيش العثماني قوةً ونفوذاً.
    إن أفراد قوات الإنكشارية كانوا من الأطفال الذين يتم سبيهم أثناء الحروب وأغلبهم من أسر مسيحية ، ويتم فصلهم عن ذويهم وأصولهم وتتم تربيتهم تربية إسلامية ، ومن ثم لا يعرفون في الكون غير السلطان وهو بمثابة والدهم وأبوهم الروحي ، ويتم تدريبهم علي الجندية منذ الصغر ، وأصبحت الحرب هي صنعتهم الوحيدة.


    (2)

    سرعان ما تحولت قوات الإنكشارية إلي فرقة عسكرية ضاربة وتحولت إلي مركز قوة أقلقت حياة السلاطين والرعايا في دولة الخلافة العثمانية ، وأثارت الكثير من الفتن والقلاقل ، وأصبح قادة الإنكشارية يتدخلون في شئون الدولة والسياسة ، بل أصبحوا يتدخلون في شئون الحكم ويقتلون السلاطين ويخلعون هذا ويولون ذاك ، وبأفعالهم وممارساتهم عمت الفوضي وإضطربت السلطة ، حيث قاموا بعزل السلطان عثمان الثاني ومن ثم قتلوه في عام ١٦٢٢م ، وفي عام ١٦٤٨م قاموا بخنق السلطان إبراهيم الأول ، وفي سنة ١٦٣٢م قتلوا حسن باشا في عهد السلطان مراد الرابع ، وبالتالي تدهورت أحوال الدولة العثمانية مع بدايات القرن التاسع عشر ، وفقدت الكثير من أراضيها التى ظلت تسيطر عليها علي مدار القرن الثامن عشر.


    (3)



    بعد تولي السلطان محمود الثاني مقاليد السلطة في الخلافة العثمانية في العام ١٨٠٨م ، عمل علي تطوير وتحديث الجيش العثماني ، وحاول إقناع الإنكشارية بهذا الأمر إلا إنهم رفضوا ، وحاول إلزامهم بالنظام والإنضباط العسكري والمواظبة علي التدريبات العسكرية علي الأسلحة الحديثة ، وعهد إلي البيرقدار مصطفي باشا تنفيذ هذه الأوامر السلطانية إلا إنهم تمردوا عليه وقاموا بثورة جامحة كانت نتيجتها فقدانه لحياته.
    لم تنجح محاولات السلطان الأولي في فرض النظام الجديد علي الإنكشارية ، وبعد ثمانية عشر عامٍ عزم السلطان مرة أخري علي ضرورة إصلاح الإنكشارية ، فعقد إجتماعاً في ١٩ مايو ١٨٢٦م في دار شيخ الإسلام ، حضره كل قادة الجيش بما فيهم ضباط فيالق الإنكشارية ورجالات الدين وكبار الموظفين في بلاط السلطان ، ونوقش في الإجتماع ضرورة الأخذ بالنظم العسكرية الحديثة في الفيالق الإنكشارية ،ووافق المجتمعون علي ذلك ، إلا أن الإنكشارية لم يلتزموا بذلك وأعلنوا تمردهم وإنطلقوا في شوارع إسطنبول يقتلون ويحرقون ويحطمون المحال التجارية ، فقرر السلطان حسم تمرد الإنكشارية بأي ثمن ، فاستدعي الفرق العسكرية وسلاح المدفعية الذي أعيد تدريبه وتنظيمه ، ودعا الشعب إلي قتال الإنكشارية ، وفي صبيحة يوم ٩ يونيو ١٨٢٦م خرجت قوات السلطان إلي ميدان الخليل بإسطنبول الذي تطل عليه ثكنات الإنكشارية المتمردة ، فدارت بينهم معركة حامية الوطيس خرج منها السلطان منتصراً وخلفت ستة الاف قتيل من قوات الإنكشارية ، وفي اليوم التالي للمعركة التي سميت ب( الواقعة الخيرية) أصدر السلطان محمود الثاني قراراً ألغي بموجبه فيالق الإنكشارية.


    (4)

    إن مليشيات الدعم السريع هي مليشيات قبلية صنعتها حكومات الصفوة في الخرطوم في فترات زمنية سابقة ، وفي كل مرة يتم تغيير اسمها للتمويه والتغطية علي جرائمها.
    إبراهيم عبود أول من قام بتسليح المليشيات عبر السلاطين والإدارات الأهلية للقبائل بعد إندلاع الحرب بجنوب السودان في منطقة فشلا بمديرية أعالي النيل في سبتمبر ١٩٦٣م ، والمرحلة الثانية كانت في عهد جعفر نميري بعد توقيع إتفاقية ١٩٧٢م بتشكيله كتيبتين من مليشيات " المراحيل" بزعم حماية السلام ، تتمركز الكتيبة الأولي في منطقة "سفاهة" والكتيبة الثانية تتمركز في منطقة "الميرم"
    وبعد إنتفاضة أبريل ١٩٨٥م بدأ سوار الدهب المرحلة الثالثة من تكوين المليشيات القبلية وسار علي ذات النهج الذي سار عليه الذين سبقوه.
    في خلال فترة الديمقراطية الثالثة وتحديداً في العام ١٩٨٦م وبعد الإنتصارات التى حققها الجيش الشعبي لتحرير السودان علي القوات الحكومية وتحريره لكثير من المناطق في جبال النوبة ، نشط حزب الأمة ورئيسه الصادق المهدي في إعادة ترتيب قوات المراحيل ، وقام بتوزيع السلاح علي المدنيين في جنوب كردفان وقبائل التماس بصورة إنتقائية دون ضوابط أو قيود ، بزعم حماية مواشيهم ومواجهة تمدد التمرد ، وعرفت هذه المليشيات.
    إن إنقلاب الجبهة الإسلامية القومية في ٣٠ يونيو ١٩٨٩م بدأ حيث إنتهي الآخرون الذين سبقوه ، وطور المليشيات القبلية كماً ونوعاً ، وتم تشكيل قوات الدفاع الشعبي لمواجهة قوات التمرد ، وبعد إندلاع الثورة في دارفور عمل نظام البشير علي إعادة تكوين مليشيات قبلية التى أعطت الصراع بعداً عرقياً صرفاً بعد أن كان الصراع السوداني في جنوب السودان ذو أبعاد دينية وعرقية ، فتم تشكيل قوات الجنجويد التي أرتكبت أفظع جرائم الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب وحرق القري والممتلكات وتهجير الملايين من المدنيين من مناطقهم إلي معسكرات النزوح واللجوء وأكثر من ستمائة ألف قتيل ، وبات رأس النظام والعشرات من قادة نظامه مطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية ، وبعد إفتضاح ممارسات هذه المليشيات تم تغيير اسمها إلي قوات "حرس الحدود" ومن ثم "قوات الدعم السريع" ، والتى أصبحت قوة يرتكز عليها البشير في إستدامة سلطته ، ولكن سرعان ما بدأت أطماع قادة مليشيا الدعم السريع وتدخلوا في مختلف شئون الدولة السياسية والإقتصادية ، وتسلطوا علي قادة القوات المسلحة ونذكر حادثة جلد وحلاقة شعر ضابط عظيم في الجيش بمدينة الضعين ، وإنشاؤهم للشركات الأستثمارية للتصدير والإستيراد والتعدين عن الذهب في جبل عامر وتهريب البشر وغيرها من الأنشطة المختلفة ، وفي النهاية كانت جزءاً رئيسياً في الإطاحة بالبشير وأصبحت مليشيات الدعم السريع معادلة في الراهن السوداني لا يمكن إنكارها ، وقائدها محمد حمدان دقلو " حميدتي" أصبح الحاكم الفعلي للسودان والضابط للأوضاع الأمنية ، وقواته متهمة بجانب قوات الأمن وكتائب الظل بفض إعتصام القيادة العامة الذي سقط فيه مئات الشهداء وآلاف الجرحي والمختفين قسرياً.
    إن سلوك وممارسات قوات الإنكشارية التى كانت سبباً في إضمحلال وإنهيار دولة الخلافة العثمانية ومهّد إلي تغيير شامل قاد إلي بناء تركيا الحديثة التي شادها الزعيم كمال أتاتورك ، وكذلك فإن جرائم وممارسات مليشيات الدعم السريع ستكون سبباً في إزدياد وتيرة المقاومة الجماهيرية وإصرار الشعوب السودانية علي التغيير الشامل الكامل وصولاً إلي دولة المواطنة المتساوية.




    محمد عبد الرحمن الناير ( بوتشر )
    [email protected]
    ١٧ يونيو ٢٠١٩م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de