–[email protected] الحل السياسي او التسوية السياسية المرتقبة بالسودان ، ما هي عوامل نجاحها وصمودها وقوتها ؟ لتحقيق الاستقرار السياسي ، وما هي درجة الرضى المتوقعة للأطراف الداخلية ومدى دعم الجهات الاقليمية والدولية ؟ وما هي الظروف التي ستنتج التسوية او الحل السياسي ؟ وهل سيكون التحقيق الدولي ومحاسبة المتسببين في مجزرة القيادة العامة عقبة امامها ؟ وان المرحلة المهمة في التسوية هي مرحلة ما بعد التسوية او الاتفاق لتحقيق الاستقرار السياسي. يرى الأستاذ وليد التميمي ان التسوية السياسية تتضمن ثلاثة ابعاد( التوفيق - مدى شمولية التسوية - ميزان القوى) أي تسوية سياسية لأي نزاع داخل او خارجي محصلة دقيقة لميزان القوى السياسية ، وان هنالك تفاعلات اقليمية ودولية لإنجاح او تهديد أي تسوية ، وان الحفاظ على أي تسوية مرهونة بعدم اختلال في موازين القوى السياسية. باستقراء المشهد السياسي السوداني معلوم ان الظروف التي تمر بها البلاد صعبة ومعقدة بسبب التغيير الذي تم بعد ثلاثون عاماً من سقوط نظام البشير ونتيجة لفصول من النضال ابتدءاً بمعارضة التجمع الوطني الذي تحالفت فيه قوى المعارضة مع الحركة الشعبية بقيادة جون قرن ، بجانب نضالات المعارضة بالداخل في بواكير النظام ، وتمثل الفصل الثاني بالكفاح المسلح لحركات دارفور ، واخيراً المعارضة المدنية من الداخل وبسبب المضاعفات التي سببتها الفصول السابقة من مشكلات اقتصادية – وحصار سياسي – ومطاردة لرأس النظام وغيرها من الازمات. هذا النضال المتواصل توج بثورة تراكمية في ديسمبر توفرت لها كل عناصر التغيير بإسقاط بالنظام في ابريل 2019م. ان اسقاط النظام كان على مرحلتين المرحلة الاولى بقيادة بن عوف التي احس الشعب بعدم مصداقية التغيير فخرج الشارع للمرة الثانية واسقط النظام ببيان ثان بقيادة البرهان. ثم بدأ التفاوض بين اعلان الحرية والتغيير كممثل للحراك الثوري والمجلس العسكري وتوصل الطرفان لشبه اتفاق وكان الاختلاف حول مجلس السيادة وبتاريخ 29 رمضان والمجزرة الشهيرة بعد فض الاعتصام وتداعيات الاحدث فقد تم الغاء الاتفاقيات والتفاهمات ، بضغوط داخلية من اعتصام وعصيان مدني وخارجية من المجتمع الاقليمي والدولي ، وقرارات الاتحاد الافريقي ، وتصريحات الاتحاد الاوربي ، وتعيين مبعوث خاص للولايات المتحدة الامريكية وغيرها. سيعود الطرفان لتوقيع اتفاق سياسي والسؤال هل ستتم التسوية السياسية وهل ستكون مرضية للأطرف ؟ وما هي الجهات التي ستدعمها؟ ومدى رضى الجهات الداخلية الاخرى بقبول التسوية لتحقيق الاستقرار السياسي. داخلياً اذا تم الاتفاق بين الاطراف وشمل اطراف اخرى من القوى السياسية بتوسيع قاعدة المشاركة السياسية دون اقصاء واستوعبت مخاوف الاطراف العسكرية التي تعتبر نفسها شريكاً في التغيير (اتفاق مكسب للجميع ) حتماً سيكون عامل قوة في دعم الاستقرار ، اما خارجياً اذا جاءت التسوية السياسية في الاتجاه نحو النظام المدني ستتماشى مع توجهات الاتحاد الافريقي والمتجمع الدولي ، وبالضرورة التفاهم مع بعض الجهات الاقليمية التي وقدمت وعود بالدعم الاقتصادى لاقتصاد البلاد المنهار.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة