السودان في خبر كان ! بقلم أبو البشر أبكر حسب النبي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 03:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-05-2019, 11:09 PM

أبو البشر أبكر حسب النبي
<aأبو البشر أبكر حسب النبي
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 18

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان في خبر كان ! بقلم أبو البشر أبكر حسب النبي

    11:09 PM June, 05 2019

    سودانيز اون لاين
    أبو البشر أبكر حسب النبي-
    مكتبتى
    رابط مختصر




    بالنظر إلى التطورات الدرامتيكية التي انحدر إليها الحراك في السودان بفجر الاثنين الموافق الثالث من يونيو بعد شهور من الشد والجذب وتداعيات أحداث (العيد الدامي ) يتساءل الكثيرون إلى أين انتهينا ؟ هل ذهبت آمال ( الثورة ) أدراج الرياح و تبخرت أحلام الشعب السوداني في ( الحرية والتغيير )أم أن مرحلة جديدة قد انطلقت ؟ لا إجابة شافية ولكن المؤكد أننا دخلنا في منعطف مخيف لا يعلم عواقبه إلا رب العالمين !.
    في كل الأحوال، يمكن عزو الجزء الأعظم من هذا المآل المفظع إلى المماحقات المتطاولة التي ظلت تدور في حلقة مفرغة بين طمع العسكر وجشع اليسار. فقد بددوا جهودا قيمة واضاعوا وقتاً ثميناً في حلبة الشدّ والجذب ، لعبة بدت في سمتها البراني جدَّاً وقوامها الجواني هزلاً .. مجلس عسكري مهلهل وباهت آلت إليه مقاليد السلطة بالمصادفة المحضة وهو ليس أهلا بالسلطان ولا جديراً بالرئاسة وبات لا يدري كيف يدير دفة الأمور ( بعكس من مجلس المرحوم سوار الذهب )! .. وفي الضفة الأخرى قوى يسار عتيقة ، خبرها معروف ونهجها مألوف، فجأة لملمت أطراف شعثها من الشتات وانبثقت من (تحت الأرض ) بعد طول بيات وسنون من الكمون كادت أن تفضي بها إلى الفناء المحتوم ، وأتت متدثرة بأسمال نظريتها المركزية الكلاسيكية التي انمحت من الدنيا بأسرها واصبحت فصلاً في صفحات التاريخ البشري لا أكثر . منذ البدء يكاد جل العالمين ببواطن الأمور يدركون أن جعبة كلا الفريقين خواء ، مجلس عسكري لا يجيد شيئاً ،اللهم إلا التهديد والتخويف الفارغ ، و قوى يسار لا تملك سوى البيانات المنمقة والرؤى المثالية والشعارات الطوباوية التي تدغدع بها عواطف الجموع التائهة ... كلاهما لا يتقن إلا فن الحيل والاحابيل والتزوير والتسلق وركوب الموج و سرقة غلة النضال المدني للشعوب عندما يثمر ينعه.
    طوائف اليسار ، قوى عابثة ، ترفع رايات السلم والديمقراطية من باب (التقية الماركسية ) المعروفة بـ( المغفل النافع ) ومن سوء الطالع ركن إليها الشباب الغافل الذي انخدع بالخطاب الساحر والزعم الكذوب على أنها تحمل عصا سحرية لها القدرة ة على حلحلة كافة العقد وتضميد جميع الجراح وكنس إرث " الإنقاذ" وقطع دابر فلول المؤتمر الوطني وتفكيك الدولة العميقة, و بل إزاحة (الإسلام السياسي) بكافة تفريعاته من المشهد السيايسي وزحلفتها إلى مزبلة التاريخ إلى الأبد في بحر سنوات أربع ، وصدق الشباب هذا الكلام المعسول وسلموها زمام الأمور ، ولم يكن بين الشباب رجل رشيد ، ليقول لهم : احذروهم أنهم سوف ينقلوننا إلى شمولية جديدة ،أي دكتاتورية مدنية عصماء قد تكون أنكى من سابقتها ..خلت الساحة إلا منها ، فطفقت تمني الجماهير الغافلة بخدمة مدنية فاعلة ، فهي تعني في قرارة نفسها طرد السابقين من المحسوبين لعدوها ورفدها باللاحقين من شيعتها .. تبشرهم بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية ، لتقوم بإنشاء أخرى على مزاجها ومقاسها تنهض على نمط أجهزة اوروبا الشرقية سابقاً لننتقل من (بيوت الأشباح) إلى بيوت (المردة والشياطين) تنادي بحل كافة المليشات وتسمي باسم (الدفاع الشعبي )و(الشرطة الشعبية ) و تصوم وتصمت صمت القبور عن ذكر (حلف الجنجويد ) المعروف الآن بقوات (الدعم السريع ) التي هي أكثر فئات خطورة على المآلات التي يمني بها قوى اليسار الشعب السوداني إنها روح والنفاق والاحتيال التي جبلت عليها هذه القوى على مر تاريخها .
    لماذا أخذت الأمور هذا المنحى ؟
    علة العلل أن سواد الأعظم من الناس تعتقد إن الأمر سياسة (وخلاص )! دون إعمال النظر في التراتيب الاجتماعية والبيئات الثقافية والتي هي أمضى أثراً من الشعارات الخارجية للجماعات السياسية وهو تلخيص بسيط وجلي ظلنا نردده منذ أمد بعيد ولم ينصت إلينا أحد .. ها هم أولا ( شباب الثورة ) الذين في جلهم دون سن الثلاثين بدءوا ينتلقون من شعارات بائسة مثل (قرفنا) -أو (غرفنا ) حسب النطق النيلي - إلى اتعس منها مثل ( تسقط بس )! كلا الشعارين منذ بدء يتسمان بالبساطة التي تقترب من السذاجة .. فمن الواضح أن الفقر الفكري هو الذي دفع هذه الفئة من الشباب الى اختيار هذه المفردات لتكون علماً ورسماً يدل عليها ربما في بادئ الأمر قصدوا محاكاة حركة ( كفاية) المصرية إلا أنهم أتوا في حالة (قرفنا) بمفردة غير موفقة على أطلاق في سياقها اللغوي ودلالتها المفهومية ،أما إذا نظرنا إلى الشعار (تسقط بس ) نجده ملتبساً حتى من وجهة نظر اللغوية ، حيث يحتار المرء في دلالة الإشارة بأداة ( التاء المخاطبة) ما المقصود بالسقوط ، فإذا كان للنظام يجب أن تكون الصيغة ( يسقط بس)، أما إذا كان القصد ( الحكومة )فقد سقطت ولم يتغير شيء كما أن قرنها بصفة (بس) الدارج جلبت إلى الشعار هالة يأس إضافية لتصبح دلالتها القصوى على النظام أن ينزاح أولاً ، بعد ذلك فلتقم القيامة !. فقد فطن الحزب الشيوعي السوداني ، بقدراته التنظيمية المعروفة ، هذه السذاجة فأدار الأمر بـ(ريموت كنترول ) ففوض (شباب الثورة) أمرهم للحزب الشيوعي السوداني والفئات اللصيقة به دون أن يعووا بأنه سوف يقودهم إلى هذه الخاتمة المأسوية .
    ونقصد بالفئات اللصيقة بالحزب الشيوعي السوداني الشباب ( اليسار الأوسط ) – إذا صح هذا المصطلح – التي عرفتها الجامعات السودانية منذ امد بعيد ، فهم لا يريدون الظهور بحلة (حمراء) فاقع لون لذلك يلجأون إلى إنشاء اجساما هلامية مثل (المحايدين ) و(مؤتمر الطلاب المستقلين ) ، والأخير في أيام طلبنا كان يقوده زميلنا في كلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم (إبراهيم الشيخ ) رئيس حزب المؤتمر السوداني السابق ورئيس اتحادنا وطالب الهندسة حينها ( عمر يوسف الدقير ) رئيس الحزب الحالي كلاهما من كردفان -بالمنطق الجغرافي على الأقل – ولكن كما اثبتنا في دراسة سابقة ما أرض ( كردفال) إلا بمثابة بادية الغربية للنيل لذلك لا يمكن تمييز عناصر هذا الحزب عن الطبقة النيلية في الخطاب والمرامي وقد أصبح المذكورين من أكثر الشخصيات بروزاً في الحراك الحالي وبزعمهم الكذوب بأخذ مسافة من اليمين واليسار معاً فاجتذبوا الشباب غير (المسيس) في عمومه والذي عان ايما معاناة من نظام الانقاذ ..إذ جلهم من مخرجات التعليم المتدهور .. وتم سد جميع الآفاق لديهم حيث لا أمل للحصول على فرصة العمل أو بناء مستقبل في فوجدتها نقابات الظل التابعة للحزب الشيوعي السوداني وحلفائه غير المأطيرين في هياكله فرصة ذهبية وانتجوا جسماً عفريتياً اسموه (تجمع المهنيين السودانيين ) فقامت بتوجيه الجموع بدقة متناهة باستغلال منصات التواصل الإلكتروني,
    مفارقات المشهد
    إن قوام ( شباب الثورة ) هم ممن ينحدرون من بقايا الطبقة الوسطي المتداعية التي هي عماد جماعة ( الإسلامي السياسي) تاريخياً وأن مؤئل الحماس لديهم ينبع من رفض الانحدار إلى القاع بسبب الأزمة الاقتصادية إذ يرون بأم أعينهم التدهور السريع لأحوال أسرهم إذ (يطير )كل يوم طبقاً من المائدة ،أي تدهور مستوى الرفاهية النسبية ، وبإجراء جرد بسيط لأكثر أحياء الخرطوم نشاطاً في هذا الحراك نجد بري والصحافة والكلاكة ..الخ وهي أحياء كلها كانت بمثابة معاقل للحركة الاسلامية تقليدياً .و من الملاحظات أن الحراك ظل محصوراً في العاصمة أو بعض أحيائها ولم ينتقل إلى الأقاليم باستثناء مدينة عطبرة التي تميزت في السابق بأنها مدينة عمالية ومعقلاً للحزب الشيوعي السوداني ، ولكن هذه المدينة كادت أن تحتضر بانهيار مرفق السكك الحديدية فجاءت الانقاذ وانقذتها ! وحولتها إلى ( مدينة برجوازية ) بإعمال مبدأ (التحيز الايجابي ) بأن قامت بتوصيل الطريق القومي القادم من الميناء الوحيد إليها وبناء جسر حديث على نهرها وغدت المدينة مركزا للنشاط المسمى بـ(التعدين الأهلي) وبتفاقم الأزمة الاقتصادية الأخيرة رفض أهلها العودة إلى البؤس السابق وانتفضوا !.
    من المفارقات أن (قوى الحرية والتغيير) كانت تصر على فترة انتقالية طويلة جداً ، أربع سنوات (!!) فهي دورة حكم كاملة وهو موقف غريب جداً وجميع المبررات التي قدموها غير مقنعة أبداً . ومن غرائب مواقف هذه القوى بأنها تطالب بإغلاق الجامعات إلى الأبد ..أو إلى حين تقول هي الآن أفتحوها ! وقد ظلت الجامعات مغلقة لأكثر من خمسة أشهر وهي خسارة رهيبة من جميع النواحي ولكن هذه القوى مجردة من روح المسؤولية وتتقمصها روح الأنانية ولا تهمها خسارة الوطن والمواطن حتى خسرت كل شيء !.
    أما المفارقة الكبرى في المشهد - وهو الجانب الأقل عتمة في اعتقادنا- هو( المقلب) الذي تجرعته العناصر النيلية ، أو بالوصف الدارج ( جماعة الجلابة ) ، التي ما انفكت عن عِقد المؤتمر الوطني بعد وصل الأمر إلى ( حلة الملاح ) ،إلا وجدت نفسها في قبضة راعي غنم مغامر يقود جموعاً من البدو الجهلاء ، اللهم لا شماتة ، ولكن هذا هو لسان حال الكثيرين ، خاصة من اهل دارفور ، إذا يقولون فيما يقولون في مجالسهم الخاصة يا الجلابة يا أولاد الكلب ذوقوا وبال أمركم الآن بعد أن سلّط الله عليكم جبّاراً اذاقنا الأمرين بعضدكم وسندكم فيما سلف من سنين النزاع في دارفور ، ها قد اتاكم الجن بجواده إلى الخرطوم وهو يتأبط (جيماً) وعلى اكتافه أنواط ونياشين الآثام والأوزار ما اقترفت يداه في دار فور، واشرعتم له أبواب القصر الجمهوري فولج ، فلن تستطيعوا إخراجه ، كما الفكي الفولاني الملقب بـ( التعايشي ) هل تستنجدون بـ(كتشنر) جديد ؟ لا أظنه متوفر في الظرف الراهن !! لست فرحاً بهذا المآل ولكن من المضحك أن هذه الجماعة قد خبرت للتو فقط اكلاف ان تؤول زمام الأمور في الدولة إلى زعيم مليشيا لا يعرف شيئاً غير السلب والنهب والصلب.
    واعتقد أن انقلاباً كليا قد حدث للمجتمع السياسي في السودان ولم يحدث هذا منذ زوال دولة الدراويش قبل أكثر من مائة وعشرين سنة ..انها مرحلة مفصلية بأن أمكن تفكيك مراكز الوطيدة للطبقة النيلية المعروفة شعبياً بـ ( الجلابة ) ومن حسن المصادفة أن الجماعات السياسية والمدنية النيلية المنادية بتفكيك الدولة العميقة للنظام السابق ( الانقاذ/ المؤتمر الوطني ) تقدم هدية كبيرة للقوى الصاعدة ، لأنه بتفكيك آخر قلعة للنظام السابق سوف تتوارى هذه القوى نفسها لانها جزء من المنظومة من وجهة النظر الثقافية والاجتماعية و أن كان قطاعات كبيرة منها لا تعي ذلك ولن تحصل على السلطة لا عسكرية ولا مدنية بعد الآن أو بلغة الراحلة فاطمة أحمد ابراهيم ( لن يشموها أبداً ) لحظة فارقة قد اختلطت فيها الامور و(اتلخبطت الكيمان ) يبدأ الفرز الوئيد من الآن فصاعداً.
    لا يظنن ظآن بأن (حلف الجنجويد ) محض ميلشيا واهنة تزول بعض حين ، كلا ليس الأمر كذلك ، هذه منظومة لها سياق نظري وعملي قائم لمن يمعن النظر في عمق الوقائع إذ من المتوقع أن تستولى أحلاف العشائر العربية الممتدة على نطاق الحزام السوداني على حكم في تشاد أيضاً أو ترث الحكم الحالي الذي تشبه في كثير من مفاصله الحكم الغابر في السودان حتى في الاسم ( الانقاذ) وقد بلغ رئيسها من العمر أرذله ، حيث توقع الصحفي الأمريكي (جيروم توبيانا ) في مقاله المنشور في مجلة (فورين بوليسي ) تحت عنوان (رجل عاث بدارفور وروّع أهلها يقود الفترة الانتقالية في السودان !) أن تستولي العشائر العربية على الحكم في تشاد في المستقبل القريب .. فقد رأى كثير منكم قبل بضع سنين كيف أوشكت هذه العشائر والمليشات التابعة لها بشكل أو آخر من أن تستولى على( بانغي ) عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى التي لا تبعد إلا بضعة أميال عن خط عرض صفر ( خط الاستواء) !. وقد تجلت قدرة هذا الحلف العسكري العشائري في تخطي الصعاب والعوائق بسرعة فائقة ، مثال على ذلك عندما حاولت العناصر السودانية الأصلية (بقيادة الشيخ موسى هلال) تحديها اطيحت بها في ضربة واحدة وتمكنت العناصر القادمة من تشاد من تنصيب( محمد حمدان دقلو)زعيماً أوحداً للمنظومة . ومن الجدير بالإشارة أن المحافظات بلتين وآتيا وبطحا وسلامات والتي تغطي ثلث مساحة تشاد تعتبر من المحافظات المستعربة بالكامل بالإضافة إلى محافظ ديفا في حنوب النيجر ( لها عضوين في البرلمان في نيامي يمثلان العرب المحاميد ) الذين هم جماعة (حميدتي) هذا الامتداد الرهيب هو الذي كسب الجولة الآن وهو في أوج عنفوانه ولذلك لن تكون دورة حكم أعراب بادية قصيرة ، صحيح أنهم لا يملكون ثقافة الحكم والصولجان لذلك سوف يريقون بحوراً من الدماء ويطيحون كثيرا الرؤوس ولكن حكمهم السيء سوف يطول .ومن الجدير بالذكر أن جزءا من هذه العشائر نزحت من السودان أصلاً إلى تلك البراري في أواخر القرن التاسع عشر إبان الحملة الدموية التي قادها الأمير المهدوي العطا ود الأصول الشايقي على قبيلة المحاميد .
    إن النقطة التحول الرئيسية التي يتمناها البعض ( من باب التشفي) ويروع منها الآخرون ، أتية لا ريب فيها ، أنه هو ذلك اليوم المشهود أو المشؤوم ،يوم الصدام الأكبر والاقتتال المروع بين (بقايا الجيش السوداني) و( مليشيا دعم السريع ) الصاعدة ومن المحتم حلول هذا اليوم ومن الأكيد أن ينهزم و يتشرذم ( الجيش) أو يتفكك إلى بؤر قتالية قليلة الفاعلية في المناطق الحضرية وعلى الرغم من أن مقاتلي العشائر جنود شرسون ومتمرسون في ادارة الحروب بيد أنهم ليسوا جديرين لا بسياسة الأمة ولا حراسة الملة ، لذلك سوف تنتشر ثقافة البدو والأعراب القائمة على أعمال السلب والنهب والسحل والقتل خارج القانون ، وتستغل طبقات مختلفة من الجماعات الإسلامية المقاتلة مثل هذه البيئة وتتكاثر بشكل فطري ويكون بأسهم بينهم شديد ويحترق كل شيء أمام ذهول كثيرين خاصة اولئك الذين يرددون بكل بلاهة أن السودان ليس مثل سوريا أو ليبيا أو اليمن وجزء من هذا الشعور ينم عن حالة سيكلوجية كاذبة أي أنهم يسقطون ما يتمنون من صفحة ( الطيبة السودانية ) على وقائع (خشنة) جداً . ومن الآن فصاعداً تدفع ( قوى الحرية والتغيير) في هذا الاتجاه عندما تقول في بيانها الأخير " نناشد الشرفاء في قوات شعبنا المسلحة الاضطلاع بمهاهم بالتصدي لمليشيات المجلس العسكري "
    عندما ينفرط عقد أي نظام قديم وتتداعى أركانه بالجملة يطول الاتيان بخيط جديد لإعادة تنظيمه ، أي أن إعادة تأهيل وترميم بعض الأجهزة وترويضها للمرور الآمن خير من إزالتها بالجملة والبدء من الصفر كما هو رأي (الحرية والتغيير) لأن الأجزاء المتداعية سوف تكوِّن بؤراً جديدة تَكُون عصية على الإزالة وبعد هنيهة تظهر لوردات الحرب وأمراء العصابات وتلتحق بهم الدهماء لضمان البقاء على قيد الحياة ..ذلك أن المفاوضين من (قوى الحرية والتغيير) الذين ظلوا يطالبون بأجهزة مدنية بسيادة كاملة أما هم عبثيون عدميون في ديدنهم وفوضيون وبوهيميون في دينهم وعقيدتهم أو بسطاء سذج لا يفقهون ألف باء سياسة في (حصة الوطن) ! أو خليط بينهما ففي كلا الحالين لايمكن عناصر من هذا الجنس أن تبنى وطناً .
    كثير من الأشخاص الذين اناقشهم أو استمع إلى مداخلاتهم هم ضحايا الثقافة السودانية من علائمها البراءة وحسن النية والسطحية وعدم النظر إلى أبعد من أرنبة انوفهم تسليم مآل أقدارهم إلى (دكتاتورية الشارع ) حسب تعبير الباحثة المصرية ( أماني الطويل ) حتى انحدرت الأمور إلى الفوضى الكلية وأصبح البلد في خبر كان !.


    قلب الطاولة !
    الآن فقط ، بعد فجر (الاثنين الدامي) و(العيد الحزين )بدأنا نسمع ونري النقد الموجه إلى قوات ( الدعم السريع ) في الخرطوم ولكن لا طائل من ذلك فقد سبق السيف العزل ! وبل لو ضيق على ( حميدتي ) أكثر قد يتخذ خطوة أكثر دراماتيكية من الأولى ويقلب الطاولة على الجميع بعقد تحالفات سريعة مع الحركات المسلحة في دارفور ويُشكِّل معها حلفاً ضارباً وجيشاً لجباً يستطيع الاستيلاء على عموم دارفور في ليلة وضحاها ، ومن ثم الزحف إلى الخرطوم التي يمكنه الدخول بلا مقاومة و إعلان بزوغ فجر الدورة الجديدة للحكم وانتهاء عهد الهيمنة النيلية .هذه الفرضية ليست خيالية خاصة إذا علمنا أن كثير من الحركات قد أجَّرت بنادقها لجنرال حفتر في ليبيا وبما أن الجهات التي تدعم حفتر هي عينها التي تدعم (حميدتي) فإن هذه الصفقة متوقعة في أي لحظة .

    محليا دعت (قوى الحرية والتغيير) المزيد من المظاهرات والاعتصامات والعصيان المدني وإقامة المزيد من المتاريس على الطرق ، في رأي لا جدوى من ذلك فقد فات الأوان .. لأن (حميدتي) ومليشياته لا يفقهون هذه اللغة ولا يعنيهم إغلاق مصرف لأن ( فلوسهم) في معسكراتهم ويلا يصعب عليهم الحصول على ( التعيينات ) ولو اضطروا إلى كسر أبواب الحوانيت والبقالات بالقوة . وأعلن مجلس العسكري إلغاء كافة الاتفاقيات السابقة ودعا إلى انتخابات مبكرة في غضون تسعة أشهر وهي الخطوة الذكية الوحيدة لهذا المجلس منذ استلامه السلطة ومن شأنه التخفيف من الضغوط الخارجية إذ قال الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش أنه "يدين بشدة العنف والتقارير عن الاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الأمن ضد المدنيين، والذي أسفر عن مقتل وإصابة الكثيرين". وهو بيان روتيني لا يغير من الوقائع شيئاً وسوف يتم امتصاص هذا الغضب العالمي بمزيد من الخطوات التكتيكية .

    وكل عام وانتم بخير























                  

06-06-2019, 04:53 AM

شوقي ابراهيم عثمان


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان في خبر كان ! بقلم أبو البشر أبكر (Re: أبو البشر أبكر حسب النبي)

    مقالة تافهة ...لحم رأس

    او كما يقول المصريون.. سمك لبن تمرهندي.... هههه

    شوقي
                  

06-06-2019, 11:55 AM

محمد احمد


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان في خبر كان ! بقلم أبو البشر أبكر (Re: أبو البشر أبكر حسب النبي)

    ابو البشر ابكر حسب النبي ، اسم عينه ، منجور نجرة بنت كلب . عواستك الفوق دي عواسة كيزان يا اخوي . اي عيد واي خير تتمناه لنا ؟
                  

06-06-2019, 12:48 PM

كمدو


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان في خبر كان ! بقلم أبو البشر أبكر (Re: محمد احمد)

    هرار كيزاني منخفض الدسم
    مقال اشبه بحصة فنجطة تعبوية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de