تحدثنا في الجزئين السابقين .. عن فساد وطغيان بني إسرائيل .. من لحظة تآمرهم على قتل أخيهم الصغير يوسف .. في عهد أبيهم يعقوب ( إسرائيل ) عليهما السلام .. وعنادهم وكفرهم .. في عهد موسى وعيسى بن مريم عليهما السلام .. وتآمرهم لقتل الأخير .. ثم نقضهم العهود والمواثيق .. في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم .. وتآمرهم أيضا لقتله !!!
وفي هذا الجزء الثالث .. نسلط الأضواء على علوهم وبغيهم وطغيانهم .. في العصر الحديث ..
من المعروف تاريخيا .. وكما حدثنا عنهم رب العالمين .. أنه قد فرض عليهم الذلة والمسكنة والشقاء .. والتعاسة والشتات ..
هذه الآية .. إضافة إلى آيات كثيرة مشابهة لها .. تُبدي لنا معالم مضيئة .. وواضحة عن الطبيعة النفسية والواقعية ليهود .. عبر التاريخ .. منذ نشأتهم وإلى يومنا هذا ..
وهي ..
أن الذل والهوان .. والصَغَار والتشريد .. والتشتيت .. كان يلاحقهم طوال حياتهم .. إلا في فترات قليلة .. حينما كان يظهر منهم جيل صالح .. تائب منيب إلى الله .. ويتوقفون عن الفساد والطغيان .. ويعملون الصالحات ..
بناء على هذا التقرير الإلهي .. القاطع الثابت الحاسم .. نقول ما لم يقله المفسرون الأولون والآخرون :
إن علو يهود الأن .. وسيطرتهم على العالم بكل المجالات السياسية والإقتصادية والعلمية .. لم يحصل مصادفة ولا عشوائيا .. ولا لذكاء ومهارة ونبوغ عقلي عندهم .. متميز عن البشر !!!
لأنه لم يُعرف عنهم في تاريخهم الطويل .. إلا الغباء والحماقة .. وخفة العقل .. وسطحية االتفكير .. مع خبث الطوية .. والمكر السيئ بالآخرين .. والكيد لهم !!!
فالذين يعبدون العجل .. ويطلبون من موسى عليه السلام .. أن يجعل لهم آلهة من أوثان .. مماثلة للآلهة التي كان الأقوام الآخرون .. يعكفون على عبادتها !!!
ويجادلونه ببلاهة وبلادة .. في أوصاف البقرة التي أمرهم بذبحها .. ويتهمون الله سبحانه بالفقر .. ويطلبون رؤيته !!!
فهؤلاء قوم لا يعقلون ولا يفهمون .. ولا يتفكرون .. وجاهلون .. ولا يُنتظر منهم القيام بأي عمل ابداعي .. أو بناء مدنية أو حضارة !!!
ولم يُعرف .. ولم يظهر منهم .. طوال تاريخهم المديد .. حتى القرن التاسع عشر .. أي عالم أو مخترع !!!
إذن ما السر .. في أنهم فجأة في القرنين الأخيرين .. بدأ يظهر منهم علماء ومخترعون كثر .. وتصبح دويلتهم الصغيرة الناشئة .. الغاصبة المحتلة .. من أقوى دول العالم .. ماليا وعسكريا وصناعيا وعلميا .. وأخذوا يسيطرون على العالم .. في كل المجالات .. ويهيمنون على القرار الدولي ؟؟؟!!!
الجواب واضح وظاهر كالشمس في رابعة النهار .. في قول الله تعالى (إِلَّا بِحَبۡلٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبۡلٖ مِّنَ ٱلنَّاسِ ).
إنه الله العزيز الحكيم .. هو الذي قرر وقضى .. في الوقت المعلوم المحدد الآن .. أن يدعم بني إسرائيل .. ويمدهم بالقوة العقلية والعلمية .. والإبداعية والمالية .. ويُسخر لهم البشر جميعا على وجه الأرض .. لخدمتهم ودعمهم ومناصرتهم !!!
ولكن لماذا يدعمهم الله وهم أعداؤه .. والكافرون به .. وقتلة أنبيائه .. وقد حل غضبه وسخطه عليهم .. منذ أمد بعيد ؟؟؟!!!
إنه نفس الدعم .. الذي دعم به إبليس .. الذي رفض الانصياع لأمر الله .. بالسجود لآدم ..
ومع ذلك .. سمح له بالتسلط على البشر .. بالوسوسة وتزيين الأعمال السيئة !!!
إنه تدبير إلهي محكم مرتب ومقدر .. لا يعقله إلا العالمون ..
إنه يريد أن يكون يهود في هذا الوقت المعلوم .. مقدمة للمسيح الدجال .. الذي سيكون ظهوره هو العلامة الأولى الكبرى ليوم القيامة ..
إن علو يهود اليوم .. وطغيانهم وامتلاكهم لقوة خارقة استثنائية .. وسيطرتهم على مفاصل دول العالم أجمع .. وهيمنتهم على القرارات الدولية .. وجعل القوى الكبرى في العالم .. تخضع وتركع لهم ..
مشابه تماما .. لما سيمتلكه المسيح الدجال القادم .. من قوى خارقة أكثر .. وأكبر !!!
كقدرته على إحياء الموتى الذين يقتلهم .. وإنزال المطر وإنبات الزرع .. وجريان أنهار من العسل معه .. وكل هذا بأمر من الله وإذن منه .. لفتنة الناس .. واختبار إيمانهم ..
إنهم المسيح الدجال الأصغر ..
وقد ورد في مسند الإمام أحمد عن صفات المسيح الدجال :
فكيف يقوم صديق .. بقتل صديقه .. ودعم من يقتل صديقه ؟!
وكل ما يظهر من معارك جانبية .. في الأرض المحتلة .. ليست إلا مسرحيات هزلية .. يصطنعها اليهود .. كما اصطنعوا معارك تمثيلية مع حزب الشيطان .. لخداع ذراري المسلمين .. وإبقائهم في غفتلتهم وجهالتهم .. وتحت السيطرة اليهودية الرافضية ..
كي يستمروا في الولاء لأعداء الله .. وتترسخ أقدامهم أكثر في الأرض .. ويتأخر زمن إخراجهم .. والانتصار عليهم ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة