حين وطأت قدماي البرج الشاهق لهيئتي الإذاعة والتلفزيون بالعاصمة التشادية إنجمينا، أخرجت تنهيدة حارة، وأنا اتذكر الصراع الدائر في السودان ما بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير . الناس في شنو ونحن في شنو؟؟.. الحكومات تُعمِّر وتُطوِّر وتنهض بشعوبها وتسرع في خُطى التنمية، ونحن في سنة أولى (شَكّل)، مازلنا في بداية طريق الملاواة والمكاجرة والصراع وحقي وحقك وتمثيلي وتمثيلك ومدنية وعسكرية، وأنت شيوعي مُلحد وأنا كوز في شكل جيش . الناس في شنو ونحن في شنو؟!!.. الأمم ترتقي ونحن في مربع (زِح المتاريس) (لا..لا مابزحها)، (للصبر حدود)، (خلاص بفتح ليك للقطر)، (الفوضى ما بتتفع معانا)، (صابنها للضحية)، (طيب زحو شوية من تحت النفق)، (حكومة مدنية بس)، (لجنة الوساطة دي الأداها تفويض منو)؟، (دي شخصيات قومية)، (ماعاوز مجمجة)، (تسقط ثالث) (طيب الدجاجة جابت البيضة ولا البيضة جابت الدجاجة)؟(يا زول البيض ده كلو كيزان)! الناس في شنو ونحن في شنو؟؟.. الصراع نحن أهله و(الغلاط) نحنا أسياده. ولكنهم هنالك في تشاد، يُعمِّرون الأرض! البرج الضخم يحكي عن حاويات جاءت معبأة بالكاميرات الحديثة والإضاءة المتطورة والواجهات الذكية وليست حاويات معبأة بالمخدرات!!. الناس في شنو ونحن في شنو؟؟.. المبنى السماوي يحكي عن ملايين الدولارات سُخرت لأجل تحفة معمارية وعمل هندسي مُتقن لا شبيه له في أفريقيا ولا يحكي عن ملايين الدولارات هُربت لحسابات مصرفية خارج البلاد، ومنافع شخصية وما تبقى منها فُتات (عشرون مليون دولار) وضعت في خزانة بالبيت (فكة وكده) ؟؟.. الناس في شنو واحنا في شنو؟؟.. تلفزيون تشاد يحكي عن قوم يرغبون في تطوير إعلامهم لا تدميره.. عن برج شاهق، لا برنده آيلة للسقوط.. عن أجهزة حديثة، لا كاميرات محنطة.. عن مطاعم فاخرة وإستراحات باذخة الجمال، وليس عن ساندوتش طعمية تحت ضل نيمة وبمبر للإستراحة بجانب ستات الشاي!!. الناس في شنو ونحن في شنو؟؟.. خارج السور
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة