:: عليه رحمة الله، ذات يوم سألت مُبدعنا الراحل أبو آمنة حامد مازحاً : ( ما الذي يعجبك في الهلال لحد الهُيام؟)، فأجاب ضاحكاً : (بعض الحب لا يُبرر).. وإن كان بعض الحب هكذا، فان كل أنواع العنف أيضاُ لا يُبرر .. وما لم يكن دفاعاً عن النفس والمال والعرض، فليست من الحكمة حماية العنف بالتبرير .. وعلى سبيل المثال، خلال الأسابيع الفائتة، تعرض القيادي بالمؤتمر الوطني حاج ماجد سوار و الداعية الاسلامي محمد مصطفى و زملينا إمام محمد إمام و آخرين - بالخرطوم و الولايات - تعرضوا للعنف والتحرش من قبل مجموعات غير منتمية لأي جهة ..!!
:: وكما قلت يوم الاعتداء على أعضاءالمؤتمر الشعبي، من الخطأ نسب هذه الإعتداءات إلى ثورة الشباب، أو كما يصرًح البعض ويلمح البعض الآخر .. فالوقائع تعكس بأن ثورة الشباب كانت ترياقاُ لكل مظاهر العنف، وقد هتفوا بها مدوياُ : ( سلمية سلمية، ضد الحرامية)، ثم نفذوها في الطرقات والميادين، حتى حصدوا ثمارها انتصاراُ .. و لو لم تكن (سلمية)، لما انتصرت ثورة الشباب على حكومة العنف .. ولو لم تكن ثورة وعي ، لقارع الشباب الرصاص بالرصاص، حتى آخر مواطن سوداني ..!!
:: ولكن المؤسف، ما أن تنتشر مقاطع الإعتداء في وسائل التواصل، يُسارع البعض إلى تبرير الإعتداء بلسان حال قائل : ( يستاهل).. ومثل هذ الحُكم معيب، ولايصدر إلا من دعاة العنف، أي هو نوع من التحريض حتى ولو كان (مزاحاُ).. نعم، مهما كانت الأسباب، ما لم يكن هو البادي بالإعتداء، لايُوجد إنسان على ظهر الأرض يستحق ( الإعتداء عليه) .. أي حق الدفاع عن النفس - فقط لاغير - هو شرط الإعتداء على الآخر، شيخاُ كان أو غيره.. وما عدا هذا الحق المشروع، فالقانون هو الفيصل بين الناس ..!!
:: وحفاظاً على المجتمع من مخاطر قانون الغابة، لاتبرروا الإعتداء على أحد ولو (بالمزاح).. وراء كل فرد في بلادنا حزب أو حركة أو قبيلة، والنار من مستصغر الشرر، وبعود ثقاب واحد يمكن القضاء على أشجار غابة .. دولتنا يمكن وصفها ب (الدولة الهشة)، وليس (الدولة العميقة) ذات المخاطر على الحرية والسلام والعدالة، أو كما يتوجس البعض .. فالدول الهشة لاتحمل في مؤسساتها وأجهزتها ما يمكن أن تكون دولة عميقة ذات مخاطر .. ولكن مخاطر الهشاشة أكبر من مخاطر الدولة العميقة، ولذلك يجب أن نرفض كل أنواع العنف ..!!
:: ولن ندفن الرؤوس بزعم أن تلك الأحداث وما فيها من ملامح العنف (لاتشبهنا)، أوهكذا تردد أسطوانات الهروب من الواقع ..علينا تجاوز محطة خداع الذات، وأن نعترف بأن تلك الأحداث المؤسفة (تشبهنا).. وهي جزء من مناخ النظام المخلوع، و الذي لم يسقط لحد التخلص من مناخه الردئ.. ولا تنسوا بان تخويف الناس بالفوضى وتذكيرهم بمصير العراق كانت إحدى وسائل النظام المخلوع في البقاء على السلطة.. وبالوعي الجمعي - الرافض لكل أنواع العنف - يجب تجريد المجلس العسكري من (تلك الوسيلة) ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة