وحيث إني أرى أن الاحتقان بين أبناء بلدنا الطيب أهله يزداد يوماً بعد يوم .. وأن الأمور تسير في اتجاهات تزداد فيها العداوات وتعبأ فيها أسطوانات الأحقاد ، وينفخ فيها في نار الفتن ، وعملاً بواجب أداء النصيحة لكل مسلم ، ولحبي لأهل هذا البلد الكريم ، ولإبراء الذمة ، ولتنبيه الغافل ، ولوعظ المعرض ، أسوق هذه السلسلة ، فأقول : إن (الجماعة رحمة) و(الفرقة عذاب) ، وإن التأليف بين القلوب مهمة سامية ، ونعمة من الله عظيمة كريمة ، قال تعالى : (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً) ، فإن فقد الإلفة نقمة .. يحزن عليها ويتألم لفقدها ..وحيث كان التنازع والتناحر والاقتتال فإنه يعقبه الفشل والهوان قال تعالى : (ولا تنازعوا فتفشلوا) .. فالافتراق مذموم والتحزب للأشخاص والجماعات ممقوت شرعاً ، وعواقبه في إضعاف المسلمين ، بل في تسليط أعدائهم عليهم لا تخفى ‘ مع ما ينتظر أهله من وعيد أخروي ، والله حكم عدل قوي عزيز شديد العقاب.
ونحن في أشد الحاجة إلى الاجتماع وبذل أسبابه ، خاصة في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها بلادنا ، وإن الاجتهاد في العمل بالحق الذي يجمع المفترق ويقرب البعيد ، هذا ينبغي أن يكون هم المسلم به ، فهو مأمور به شرعاً ، ويؤكده العقل والواقع. لنحرص على أسباب الاجتماع على الحق ونبتعد عن أسباب الفرقة ومن أهمها الأطماع الدنيوية والتعصب المقيت والحقد والبغضاء والإشاعات والقيل والقال. والواجب الشرعي والفرض المؤكّد يقتضي أن يحرص المسلم على الاجتماع على الحق ويبغض ويبتعد عن الفرقة ، ويكون أداة من أدوات الوحدة ، ويسهم بقدر جهده وطاقته في ذلك ، ومن المعلوم لأولي الألباب وأهل العلم أنه لن تكون وحدة صحيحة وحقيقية إلا إذا اجتمع المسلمون على الكتاب والسنة ، فإن الآراء الشخصية والانفعالات العاطفية والولاءات السياسية والمصالح الدنيوية لا تجمع شملاً ولا توحّد صفاً ولا تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً ؛ بل هي من أبرز أسباب الفرقة التي يعيشها المسلمون ومن أهم أسباب الضعف والهوان ، فإن حال الأحزاب السياسية والفرق كما وصف الله تعالى : (كل حزب بما لديهم فرحون) .. كن يا أخي وكوني يا أختي حبلاً يجمع ويهدي ، لا سيفاً يقطع ويرمي ، فلنتآلف ولنتكاتف ، ولنتراحم فإنما يرحم الله من عباده الرحماء ، ومن لا يَرحم لا يُرحم ، ولنتعرض لرحمة الله تعالى بإشاعة روح الإخاء والمودة والاحترام.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة