إن التعامل مع أهل الكتاب ومنهم النصارى بالبيع والشراء والإجارة والرهن والقرض وأكل ذبائحهم وطعامهم.. وتزوج المسلم من نسائهم.. ودعوتهم.. وتأليف قلوبهم.. وعقد المعاهدات معهم وغير ذلك بالضوابط الشرعية.. هو مما أباحه الشرع وأجازه وفي ذلك الآيات الكريمة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية وإجماعات علماء المسلمين استناداً إلى تلك النصوص الثابتة .. وفي تاريخ المسلمين منذ عهد النبوة ثم عهد الخلفاء الراشدين وحتى يومنا هذا ما يبين ويفسر ويوضح التطبيق العملي لهذه الأحكام الشرعية وما يشبهها.
وقد كتب كثير من النصارى ودونوا شهادات هي محفوظة في سجل ناصع وضحوا فيها عن تعامل المسلمين معهم وشهد كثير منهم بسعادتهم بحكم المسلمين لهم ووفائهم معهم بعقد الذمة، حيث قام المسلمون بحمايتهم والتزم المسلمون بما تضمنته تلك العهود معهم.. وفي سجل تاريخ القرن الثامن رفض شيخ الإسلام ابن تيمية لإبقاء التتار المتسلطين للنصارى في الأسر بعد أن أخرجوا المسلمين.. فقال لن نقبل إلا أن تخرجوا النصارى من السجن لأن بيننا وبينهم من العهد والميثاق ما يوجب أن نبقى سوياً في السجن أو أن نخرج سوياً. إن جوانب وصور التعامل بين المسلمين والنصارى واضحة جداً وهي موضع سمو وجمال في الشريعة الخاتمة للشرائع وهي دين الإسلام ولا تخفى على من يعيشون بين المسلمين إلا على جاهل أو مبغض لدين الإسلام أو صاحب غرض.
وهكذا عاش النصارى من أهل الجنوب في شمال السودان قبل الانفصال في كل جهاته مع المسلمين وهم كذلك الآن بعد أن رجع كثير منهم من النازحين.. وهكذا عاش المسلمون في السودان مستقيمين بالضوابط الشرعية وهم يعاملون النصارى الأقباط في أم درمان وفي شندي والدبة ودنقلا وبورتسودان ومدني والأبيض وغيرها من مدن السودان في جهاته المختلفة منذ زمان طويل وحتى يومنا هذا.. التعامل بالحسنى ورعاية الجوار والزمالة في الدراسة والعمل تعاملاً بالضوابط الشرعية وبهدي الإسلام يقابله تعامل النصارى في حياة تسير عادية في أحسن أحوالها. ودون إقرار من المسلمين وهم اليوم حوالي ٩٨٪ من السكان لعقائد وشعائر النصارى وهم قلة قليلة وحتى تاريخ اليوم فإنه لا يعرف غالبية المسلمين في السودان بمختلف شرائحهم ماذا يفعل النصارى في كنائسهم.. ولا يتطلعون لمعرفة ذلك والوقوف عليه.. فقد اكتفوا بأن النصارى قد ضلوا في عقيدتهم ويعرفون أن الشهادة بضلالهم في دينهم أمر محكم ثابت يقرأونه في كل ركعة في نهاية سورة الفاتحة في قول الله تعالى : (ولا الضالين( . وإن ما أقدم عليه ما يسمى بتجمع المهنيين الذي لم يكتب حتى الآن البسملة في بيان واحد له من عشرات بياناته إن ما أقدم عليه من كتابة نصوص من كتاب النصارى المحرف فيها نسبة الأبناء لله والعياذ بالله وكذا دعوته في عدة بيانات لإقامة صلوات وقداس في ساحة الاعتصام هو من الأعمال الخطيرة جداً ومن إثارة الفتنة بين المسلمين والنصارى حيث إن ردات الأفعال لمثل هذه الأعمال لا تخفى.. وإن الإقدام على هذه الخطوات يولد ردود فعل قد لا تضبط لدى جماعات الغلو... فإنه لم يسجل في تاريخ السودان على اختلاف حكوماته شكوى النصارى من تضييق المسلمين عليهم سواء في عباداتهم أو شعائرهم أو دراستهم أو في التجارة أو الزراعة أو التعدين أو السكن أو السفر أو في علاقاتهم الاجتماعية مع المسلمين. ألا فليتوقف ما يسمى بتجمع المهنيين عن إثارة النزاعات الدينية وإيقاد نيران الفتنة بين أهل البلد الواحد.. وليعلم هذا التجمع أن أعمال من يقومون عليه مفضوحة وأساليبهم مكشوفة.. ومن لم يتضح له ذلك منهم فلينظر في صفحات الوسائط في اليومين الماضيين ليرى ما كتبه كثير من شباب وفتيات أهل هذا البلد الكريم في البراءة منهم والتحذير من مسالكهم والتفاف بعض المذاهب الهدامة حولهم .. وليطلعوا على هاشتاقات عديدة باسم : #تجمع_المهنببن_لا يمثلني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة