متى تكون الدولة دولة ومتى يكون الوطن وطنا بقلم د. الصادق محمد سلمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 10:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-07-2019, 11:35 PM

د.الصادق محمد سلمان
<aد.الصادق محمد سلمان
تاريخ التسجيل: 06-29-2016
مجموع المشاركات: 120

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
متى تكون الدولة دولة ومتى يكون الوطن وطنا بقلم د. الصادق محمد سلمان

    11:35 PM April, 07 2019

    سودانيز اون لاين
    د.الصادق محمد سلمان-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم



    هناك تعريف اكاديمي للوطن / الدولة يركز على الجوانب الجغرافية والتاريخية والثقافية والاجتماعية، بأعتبارها تحتل رقعة جغرافية ووحدة سياسية لها حدود سياسية وشعب وحكومة ، واصبحنا نسمي هذا الكيان بالوطن، لإرتباطه بمشاعر وجدانية ، واصبح هناك التزامات لكل من ينتمي الي هذا الوطن تصل إلى التضحية بالنفس في سبيله.
    مهمة اي حكومة في اي دولة ان توفر العيش الكريم لمواطنيها وان تعمل على تحقيق الرفاهية لشعبها وتوفر لهم الأمان وغيرها من المتطلبات التي يجب أن يوفرها اي كيان يسمى دولة ، لكن هذا المواطن او الفرد الذي يمكن أن يضحي بنفسه في سبيل هذا الوطن يحدث ان يصل إلى نقطة تجعله يتخلى عن كثير من المسلمات التي ظل يضعها في مرتبة القداسة منذ أن وعي بهذا المفهوم عندما يجد ان أجهزة الدولة التي يكن لها كل ذلك الاحترام لا تبادله ذلك الاحترام بل تعامله معاملة غير كريمة تحط من كرامته ولا تحترم انسانيه ، بل اكثر من ذلك تتعامل معه وكأنه لا يستحق أن يكون مواطنا فيها يحظي برعايتها كما هو مفروض ، فلا تكفل له حقوقه الأساسية وتحرمه من أبسط الخدمات التي من واجب الدولة ان توفرها له وتمارس عليه انواع من الذل والقهر.
    في عالم اليوم الذي أصبح الإنسان فيه محور كل شيء في دول تضع المواطن في أعلى مرتبة اهتماماتها ، لا تزال هناك بعض الدول تضع المواطن في أدنى درجات اهتماماتها، بل هو عندها لا قيمة له لدرجة انها تستكثر عليه حقوقه كمواطن مما أدى إلى أن يهتز مفهوم الوطن والدولة عند كثر من مواطني مثل تلك الدول و لم يعد الوطن بالنسبة لهم ذلك المكان الذي يحملون له المشاعر الوجدانية وانهم ولدوا فيه وترعرعوا في ربوعه، ويحمل ذكريات طفولتهم ويوجد فيه أصدقاء الطفولة والصبا والذي تجمعهم مع الآخرين فيه صلة القرابة و الانتماء، ووحدة الهدف والمصير وانهم يحملون هذا الوطن في حدقاتهم ووجدانهم، بارضه وناسه وشجره وانهاره وكل شيء فيه. اهتزت هذه الصورة الجميلة للوطن عندما تحولت الدولة الي كيان غير محايد في تعاملها مع مواطنيها، ولا تكترث لمعاناتهم ولا تستجيب لاحتياجاتهم، وهكذا أصبحت صورة الوطن مشروخة ،فلم تعد تلك الصورة الزاهية التي يحتفظ بها الذهن للوطن في الوجدان ، وبالتالي فإن المنظور الذي ينظر به الشعب للدولة او الوطن في مثل هذه الحالة ينطلق من مدى التزامها بمنهج خالي من التحيز حيث كل المواطنين أمامها متساوون، وأن حقوقهم التي نصت عليها المواثيق الدولية مستوفاه بالكامل وان مصالح الوطن لا تفريط فيها.
    وبناء على ذلك فإن اي دولة لا تلتزم بهذا المنهج لا تستحق ان يطلق عليها دولة. فالدولة التي تنتهك حقوق الإنسان ليست دولة، والدولة التي تسلب فيها حرية الإنسان ليست دولة، ووطن يتم التمييز فيه بين مواطنيه على اساس العرق، أو اللون، أو الدين، أو اللغة ليس وطنا، والدولة التي لا تتيح للفرد ان ينتخب من يحكمه ليست دولة ، والدولة التي تستأثر فيها اقلية بخيرات البلاد ويحرم منها الغالبية ليست دولة ، والدولة التي تطرد أصحاب الكفاءات من العمل ليحل محلهم اهل الولاءات ليست دولة ، والبلاد التي تدمر مواردها الإقتصادية بإستنزافها ولا تهتم بالاجيال اللاحقة ليست دولة، والدولة التي تعبث بانظمة وقوانين مؤسساتها المدنية والعسكرية ليست دولة، والدولة التي تقبل باحتلال اراضيها ليست دولة، والدولة التي تدمر مستقبل شبابها ليست دولة، والدولة التي لا تهتم بمؤسساتها التربوية والتعليمية ليست دولة ، والدولة التي يصبح مواطنوها مشردين داخل وطنهم ليست دولة، والدولة التي يضطر فيها الفرد ترك وطنه بحثا عن أوطان بديلة ليست دولة، والدولة التي تتنازل عن ممتلكات شعبها للاجانب ليست دولة، والدولة التي يطارد فيها الشرفاء ويكرم فيها المفسدين ليست دولة، والدولة التي يصبح فيها الفساد هو القاعدة والنزاهة هي الاستثناء ليست دولة، ودولة يتولى إدارتها عديمي الخبرة وعاطلي القدرات ليست دولة، والدولة التي تهان فيها المرأة ليست دولة، والدولة التي لا يجد فيها المواطن الدواء ليست دولة، والدولة التي يضطر فيها الأطفال للعمل ليست دولة، والدولة التي تتحكم فيها مؤسسات موازية للمؤسسات الرسمية للدولة ليست دولة، ودولة لا تسطيع توفير الخبز لمواطنيها ليست دولة..
    اذن ما هي الدولة.؟ الدولة هي التي تجعل المواطن تاجا لها .
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de