نسمع طنيناً ولا نرى ذباباً رغم ضخامة الأجداث/ بقلم/ علي تولي 24 مارس 2019 ولاية أريزونا
ثلاثون عاماً فترة لأسوأ رئيس سوداني على الإطلاق، وأسوأ نظام للسودان جاء متستراً تحت اسم الدين بلا منازع، رفع عرَّابوه شعار الأسلمة وغيرها من المصطلحات البراقة لغسل عقول السودانيين، وإزاء الجلالات، كانت أغانيهم التي أحيت النعرات القبلية، وروَّجت لانتماء الرئيس، كما جاءت في خطابهم أمام التحدي السافر والعداء الظاهر لجون قرنق ولأبناء الجنوب، وتصوير العداوة وقرب العدو من الخرطوم بل وأن جون قرنق سيشرب الجبنة في شندي، فتمَّ تأليب وتهييج العاطفة من السواد الأعظم في من استهوتهم الخطب الرنانة الطنانة، فدفعوا بأبنائهم الذين ثووا ولا بواكي لهم، نعتوهم شهداء فسحب كبيرهم هذه الصفة عنهم. ثلاثون عاماً اعتمد فيها النظام الإخواني على الضرائب تحت مسميات مختلفة ودون أي رأفة في فرضها، وأخذ يضرب بيد من حديد كل من يعترض قرارته، ومن كثرة إراقة الدماء استطاع أن يكمم الأفواه بالزج في السجون والقتل والتعذيب، حتى وصل معدل الهجرة في الشعب رقماً عالياً تعطلت بعده الكثير من الموارد واختفى معظمها، فحرم الشعب السوداني عن كثير من خيراته وموارده المدرَّة للنقد الأجنبي التي كانت تعود بالنفع والفائدة لخزينة الدولة. فضاقت مساحات العمل، وسادت البطالة، واستشرى الفقر، وانتشرت الأمراض الفتاكة. يطل علينا بعد كل هذا بعض الواهمين من محسوبي إعلام النظام ونكاد نسمع طنيناً ولا نرى ذباباً رغم ضخامة الأجداث، أمثال الطاهر التوم وحسين خوجلي، وهما قد خصَّهما النظام من المنهوب من المال العام، أن يمتلكا قناتين تطبلان للنظام وتدافعان عنه وللأول مع المال العام حكايات في اصطياد الساسة الكبار ومن أثروا من الكيزان المدللين، أطلا برأسيهما بعد أن تعالى هتاف الشباب ووصل إلى غرف استديوهات قناتهما رغم عازل الصوت، فضاق بهما الحال، ولا أحسب أن ما ينبسان به هو محض ما ارتأياه بصفة شخصية، بل وواضح أن صوت اللوم قد وصلهم من سادتهم الذين خافوا على زوال ملكهم وسلطتهم التي عاشوا على فتاتها من منهوب المال العام، وحقيقة كما يقول المثل السوداني (المحرش ما بكاتل) وكان انتفاخ أوداجهم وصورهم الموتورة أثناء مواجهتهم الجبانة لثورة الشباب، جعلهما يكشفان عن هوانهم وهوان من يدافعان عنه من شخصيات أو من نظام أضحى منبوذاً ومطروداً عن مساحات الرضا التي توهماها في نفوس الناس، ولا زالا يمارسان نفس العادة القديمة في محاولة ترويض الشعب، ولم يعيا أن هذا الشعب صابر ليس إلا، أمام كل ما يفعله النظام، ويريدان أن يحملا الشعب على كف الوهم بأن البشير منتخب وسينتخبه الشعب، وكأن الشعب بعيد عن أن يعرف أنهم زوروا الانتخابات، وأنهم أشد نفاقاً وكذبا على الشعب، وليس لهم عهد ولا ذمة، وأنهم أكثر أنظمة الأرض ظلماً. هذا النظام الذي لا يستحي أهله على وجههم وهم يختلقون الأحداث خاصة في ما يعرف بحريق المكاتب وتغييب الوثائق، والجميع يدري بأنهم لا يعرفون شارداً من المال ولا وارداً يظل مكنونا مصونا في أضابير الحسابات والرقابة الإدارية والمحاسبية، بل إن المال هملاً غفلاً يمتلكه منهم من يمتلك بلا مقابل أو حدود لسقف معلوم، ومن العجب أن يظهر الرئيس بقرار حيازة السيولة النقدية، ونقول لكم أيها الكيزان الظالمون: أنتم لم تتقوا ظلم شعب لم يكن له عليكم غير الله ناصراً، ونحن نرى أن السبيل إليكم ممهَّد سهل الوصول، وقد بات وشيكاً مثولكم أمام ساحات محاكم عهد الوعي، وسترون أنفسكم إن آتاكم الله وعياً ولو لبرهة لتعوا أنكم كنتم رعاعاً سعيتم في الأرض فساداً أيما فساد، وأنتم أبعد عن طاعة الله ورسوله، أو لو إن وهبكم الله بعد كل هذا عقلاً ولو للحظات يا من تلوكون الآيات الشريفة حتى تدركوا ما قاله الله فيكم وفي عاقبة ظلمكم لهذا الشعب: ( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل(41) إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير حق أولئك لهم عذاب أليم) (42) الشورى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة