سقوط النظام يعني تفكيك كل اشكال الدولة العميقة بمؤسساتها ومليشياتها التي صنعها هذا النظام المأفون ليقرر الشعب مصيره بشكل يواكب تطلعاته..
ايّ تسوية سياسية تعني بقاء هذا النظام بل سترسخ لنموذج لبناني جديد في السودان برعاية إقليمية ودولية يعتمد علي المحاصصة..
في حال التسوية السياسية بدون ضامن لتفكيك دولة الكهنة تجار الدين فسنكون امام حزب الله الجديد المتمثل في المؤتمر الوطني بمؤسساته العسكرية والمدنية ليكون دولة داخل الدولة.. وتوزع الاشلاء علي بقية القادة تجار الحرب والسياسة والجماعات.. ويخرج الشباب من المولد بلا حمص.. وتضيع تضحياته هباءً..وسيكون عندنا جعجع آخر وميشيل عون نسخة سودانية وتيار مستقبل علي الطريقة العربية..
نريد التنبيه بان السودان دولة كبيرة ومحورية في محيطها الإقليمي والدولي لذلك لا يمكن ان تعامل كفائض جغرافي تتقاطع فيه مصالح الإقليم والعالم كما صنع مؤتمر الطائف مع الدولة اللبنانية..
صمود الشباب في الشوارع هو الضامن الوحيد ضد لبننة السياسة السودانية ..
ملامح المرحلة الحالية ستحدد شكل الديمقراطية في المستقبل بكلا الوجهين للتسوية السياسية او سقوط النظام..
فمصلحة ومستقبل السودان في وحدته تتمثل في خيار واحد فقط.. #تسقط_بس
هناك مسؤولية اخلاقية تجاه الحركات المسلحة وكل التنظيمات السياسية في قوى التغيير بالوحدة الحقيقية لمواجهة ايّ تسوية سياسية لا تخدم قضية الشعب السوداني..
علي الحركات المسلحة اعباء اكبر عليهم الوفاء بها.. منها وحدة المصير تحت هيئة قيادة واحدة ليلتف حولها كل الشعب السوداني وتضع اسس منطقية للتعامل مع الملفات الإقليمية والدولية وتبدد مخاوف الغرب المتمثلة في الفوضى والإرهاب..وبدأ الغرب جهراً بمخاوفه من الإنفلات الامني المبني علي الغُبن القبلي والطائفي.. وبدأ النظام في إلتقاط هذه الرسائل والعمل عليها..
عليكم الخروج من الثوب القبلي الذي مزقكم واضعف القضية وشوهها كثيراً واهدر مقدرات كبيرة وحط من قدر نضالات عظيمة راح ضحيتها آلاف الشهداء والمهجرين بين لاجئ ونازح..
اتحدث عن الحركات وضرورة تجاوز الخطاب السياسي"طق الحنك" في القومية والمناداة بها عبر المنابر فقط ..وإستخدام هذا الجانب كما يفعل النظام بذات العقلية..
عثرات الامم لا تعالج إلا بالصراحة والوضوح والشفافية في مخاطبة الجذور لا القشور..
إذا هناك فعلاً إرادة حقيقية في النهوض بهذا البلد فلنتجاوز الاشخاص والقبائل.. والإتحاد بشكل فعلي يعكس الحالة الراهنة التي صنعها الشعب السوداني شيباً وشباباً اطفالاً ونساءاً في كل اقاليمه.. لكسر اي مؤامرة تحاك ضد الوطن وشعبه وتشويه قضيته نحو التغيير الذي يستحقه..
من المعيب ان نستسلم ليقرر مصيرنا غيرنا واسفي ان يتصدر امرنا الدول العربية المتصارعة والغارقة في برك الجهل والتخلف والتي انتجت اقبح إنتاج بشري في التاريخ وهو الإرهاب والتطرف والديكتاتوريات الملكية في العصر الحديث..
علينا ان نعي الدرس ونعمل من اجل تغيير حقيقي لا تمليه علينا إلا مصالحنا ومصالح امتنا..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة