عالم آخر بقلم حيدر محمد الوائلي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 01:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-06-2019, 02:17 PM

حيدر محمد الوائلي
<aحيدر محمد الوائلي
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 76

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عالم آخر بقلم حيدر محمد الوائلي

    01:17 PM March, 06 2019

    سودانيز اون لاين
    حيدر محمد الوائلي-
    مكتبتى
    رابط مختصر






    [email protected]

    يبدو أن زماننا ولّى.
    ما هذه الرائحة الجديدة مصاحبةً هذا الطعم الغريب.
    عالمٌ جديدٌ يتنكر لقديم الذكريات، يبصقها كارهاً رائحتها القديمة وطعمها الكريه.

    نعيش استرجاع ذكريات ماضينا.
    نتسلى بمواقفٍ وحكاياتٍ وقفشاتٍ لننسى همّ حاضرنا وبؤس مستقبلنا.
    ماضينا لم يكن عديم بؤسٍ ولا قليل همٍ لكنه مسلٍ لدى تذكره.
    أن تولد في ساعة حربٍ.
    زهرة الصبا أوردت أيام قصفٍ ودمار.
    بركان مراهقتك إنفجر في زمن حصارٍ من البؤس، وفقرٍ دقّ العظم.
    نهضة الشباب قامت ايّام حكمٍ ظالمٍ، إمتدت سلاسله أفاعيَ قيدت الجسم النحيف. إلتفت حول رقبته تحنيها لئلا تشرق في عينيه شمس الصباح.
    تزحف سنين الأوجاع في صحراء الحياة بطيئة جداً. فجأءة لاح في الأفق البعيد نور.
    علّ النور سراب؟!
    فركت بمخشوشن راحتيّ لتحمرّ عينيّ علها تنظر من خلف مغرورق الدموع حقيقة جديدة لا سراب كالسرابات القديمة.
    فبان الفجر في الأفق حرب ونار.
    دبت الدبابات في شوارع المدينة دباً، وأرعدت الطائرات في سمائها رعداً. أُسقِط شاهق التماثيل مثلما تساقطت الكثير من الضمائر وتلوثت بالنفاق السرائر من قبل ومن بعد.
    تشتعل الفتن والفساد والارهاب ناراً وقودها الناس قاطعة الأعناق والأرزاق والأخلاق.
    قاطعةً معها مافي الشباب من حيويةٍ وألق.
    قاطعة ما بقي من حلمٍ ورديٍ تلبد بسخام حرائق التفجير.
    قاطعة الحلم لدى زيارة المسؤول صاحب الهيبة الذي كان معدوماً من قبل، تدفع حمايته بي بعيداً بعد أن خرج من مكتبه المكيّف لسيارته المكيفة.
    خده وردياً لمعت الشمس فيه، أيعقل أن تصافح يده الوردية الناعمة يدي السمراء المخشوشنة من حر شمس الأنتظار خارج مكتبه.
    هل يعقل أن تمسح رائحة العرق في يدي ما في يده من عطرٍ خليجي جيء به له خصيصاَ.
    هل يعقل أن يتذكر أنه كان لا شيء واليوم جعلت منه دواهي الدهر شيئاً كبير.

    مواقف قطعت الحلم الوردي غبار ينهال بعيني المحمرتين مما أثارته سياراته من غبار.
    فركتها من جديد علّه كابوس أو سراب اخر.
    لكن بعد الفرك الشديد لا زالت عيني ترى.
    تباع أشياء ما كان يصح أن تباع وتشترى.
    قاطعة الأمل ترجعه الى طابور الصبر الطويل.
    حام الذباب حوله فخرّبه و(خَرِئ) به.
    حسبناه نحلاً.
    يُخرج عسلاً فيه حلاوة لنفوس ضاقت المرّ.
    حسبناه نحلاً لمّا طال بنا السير في صحراء الفرج.
    تبين أن النحل ذباب.
    عشعش في أكوام القمامة الخضراء المتعفنة.
    تفوح رائحتها المقرفة لتخنق شعباً بأكمله.

    هو التحدي يا صاحبي.
    تحدي العيش في عمرٍ تمضي سنينه مسرعةً جداً.
    لا يتوقف جري السنين رغم الإشارات الحمر التي تلاقيها.
    لا بسطوع أحمر ضوئها تقف ولا بتوهج أصفرها الباهت تنتظر.
    يصبغ الشيب ليل أمواج الشعر المتساقط تصيّر حالك ظلامه رمادياً كرماد الروح جمراً تتهافت تلاله هباءاً يريد الانطفاء.
    تداعبه نسمة هواءٍ باردةٍ تنعشه.
    تخرج منه ناراً خافتة من تحت تل الرماد أوشكت أن تضيء.
    ذكّرته أن بركان القلب يريد الثوران.
    لهيبٌ خافت.
    غطاه انهيار الرماد عليه.
    لم يُبقي منه سوى دخان يتراقص في الهواء.
    يتلاشى ومن ثم ينتهي.

    حديث الأصدقاء وما ينشرون شعراً ونثراً، مرحاً وحزناً، فكراً وغباء، حكماً وخزعبلات، نسخاً ولصقاً من صورٍ وفيديوهات وكتابات وبغض النظر عن زورها وكذبها وصدقها ومرحها وتفاهتها لكنها تخرج ما في الضمير من طريقة تفكير ومن حنينٍ أن حياتنا تمنيناها أجمل بكثير مما عشناها وَمِمَّا هي عليه الان.

    ايّام الطفولة الحالمة ولعب الشارع الجميل رغم فقر الحال وشدة الفاقة.
    ما سر تلك الضحكات تنبع من القلب.
    تتفجر كركراتٍ على شفاهٍ لم تذق اكثر الطعام.
    ما لطعام اليوم الكثير لا يسر طعمه اللذيذ النفس.
    يحسدني من لا يعرفني.
    ومن يعرفني يُشفقه حالي.
    أبدو وحيداً.
    لا يفهمني من يعرفني.
    ليس زماني.

    أيا عمري.
    أناديك يا عمري الصغير عد لي.
    دع فكري الصغير واحلام يقظتي البسيطة على حالها فحالها جميل.
    أناديك يا عمري.
    لم كبرت فصُدِمت بخداع الناس وزيف الأخلاق وكفر الإيمان ووهم الأمل.
    ألم يك جميلاً عالمك الخيالي يا فتى.
    لمّ قدّمته لعالم الواقع البائس.
    واقعٌ جديد يحتال على حيلنا القديمة البريئة فيضحك على خيبتنا وعلى ما كان مخططاً أن يكون ضحكاً عليه.

    يقول بعض علماء النفس أن جيلاً واحداً لا يحتمل أكثر من هزيمة واحدة!
    فأي جلد سميك يغطي هذا الجسد؟!
    هزائم تترى ولا زال العود صلباً، ينحني ويضعف ولكنه لم ينكسر.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de