· وفعلها الرئيس “البشير” .. تماماً .. كما كانت تنتظره جماهير الشعب السوداني العظيم النبيل طيلة الشهرين الماضيينأوقأخواتي الثائرات الماجدات وإخوتي الثوار البواسل أذكركم بتوخي بالغ الحذر أثناء مواكب اليوم. · فقد وردتني معلومة شبه مؤكدة عن خططهم وتكتيكاتهم الجديدة. · حسب ما علمت أنهم لن يطلقوا رصاصاً، أو يحاولوا قتل المتظاهرين بعد اليوم. · لكنهم سيحاولون بكل قوة إعتقال أكبر عدد ممكن من الثوار. · نعلم جميعاً أنهم عانوا في الأيام الماضية من عدم توفر الأماكن الكافية لاعتقالاتهم المتزايدة. · لكنهم الآن يريدون استغلال قانون الطواريء بأبشع صورة. · ولهذا وفروا - حسبما أكد لي مصدري - أماكن تكفي لإعتقال مؤقت لنحو 5 إ لى 10 ألف ثائر. · وتنطوي خطتهم على تقديم المعتقلين لمحاكمات عاجلة لإيقاع عقوبات بالسجن لفترات طويلة في حقهم. · والخطة هي أن يتم إرسال كل من تتم محاكمتهم إلى سجون بعيدة عن العاصمة. · أعلم ويعلمون هم أنفسهم أنهم غير مستعدين لاستضافة المعتقلين ( تعسفياً) في سجونهم لأنهم لا يريدون أن ينفقوا ولو مليماً واحداً على أي سوداني حتى وإن كان معتقلاً، لكنهم يرمون من مثل هذه الخطوات إلى تخويف الناس ومنحهم الإحساس بأن خروجهم للشارع لن يجدي نفعاً. · ويظنون واهمين أن اعتقال نحو خمسة آلاف من الثوار سوف يؤدي لتقويض الثورة. · فالحذر كل الحذر من الإعتقال. · ومثلما يخططون و(يتكتكون) يجب يخطط الثوار ويتحفونهم بتكتيكاتهم وإبداعاتهم التي تضمن استمرار هذه الثورة رغم أنفهم. · لابد من إيجاد وسائل واساليب تقلل من أعداد المعتقلين بأقصى درجة ممكنة. · لا أستبعد أيضاً أن تكون الأخبار التي وردتني مجرد شائعة يقصدون منها ما يقصدون، لكن الحذر واجب في كل الأحوال. · وكلما قلل الثوار عدد المعتقلين وسطهم، ضمنوا استمرار جذوة ثورتهم وصولاً لغاياتها النبيلة. · بعد مأساة الأمس التي أدمت فؤاد أم الصغيرين الأخت رزان وأفئدة كل من ينتمون للإنسانية بدا واضحاً أنهم يريدون أن يحكموا ولو على جثث أبناء شعبهم (كباراً وصغاراً). · ولا أدري بماذا يمكن أن يبرر بعض المغفلين النافعين الموالين لنظام لم يعرف السودانيون لقادته غير القتل والفساد وإنعدام أحاسيس البشر.. لا أدري بماذا يمكن أن يبرروا ما حدث بالأمس !! · إمرأة مغلوب على أمرها تكافح وتكابد من أجل توفير حد معقول من الحياة الكريمة لصغارها وتعيش معهم في منزل متواضع، فإذا بالقتلة يقتحمونه عليهم ليلاً بمركبتهم التاتشر ليفتكوا بفلذة كبدها مؤيد ذي الثلاث سنوات ويتسببوا في إصابة بالغة لشقيقه الأكبر (ست سنوات)!! · كيف تفسرون مثل هذه الجريمة مكتملة الأركان!! · كانوا (سكارى)!! · وما ذنبنا نحن إن كان القائم على الأمر لا مبالِ لدرجة سماحه لأفراد القوات النظامية بأن يتجولوا بمركبات رسمية ليلاً وهم في حالة سكر ليقتحموا بيوت الناس الآمنين ويروعونهم ويقتلونهم دون ذنب جنوه؟! · وهل تظنون أن العساكر كان من الممكن أن يتصرفوا بهذا القدر من الاستهتار والإهمال لو أنهم عرفوا أن هناك من يحاسبهم على تصرفاتهم غير المسئولة؟! · بالطبع لا. · لا يوجد أي تبرير (مبلوع) لمثل هذه الوحشية وهذا القتل الذي يحدث بإهمال غير مسبوق !! · أفيقوا من سكرتكم أيها الحكام وتذكروا أنكم بمثل هذا الاستهتار واللا مبالاة بحياة الناس تكسبون كل ساعة عدواً جديداً وتضاعفون المرارات، وتكونوا جد مخطئين إن ظننتم أن تبعات ذلك سيتحملها الثوار وحدهم لمجرد أن ثورتهم سلمية. · غريب أمرك يا بشير فأنت تضرب (طناش) تجاه كل الدروس والعبر التي يقدمها لك شعب بلدك الأبي كل يوم.. · تتجاهل كل التطورات الحاصلة في الساحة المحلية.. · ولا تأبه كثيراً بهذا التضامن والحب الذي يبديه أفراد الشعب تجاه بعضهم البعض.. · ولا تتأمل جسارة الكنداكات.. · ولا تقف عند الرقي الذي يتعاملون به مع ثورتهم.. · وبدلاً من الإصغاء لما يقوله شباب بلدك، نراك تتوهم أن الآخرين يمكن أن يستمروا في دعمهم لك لإحكام قبضتك الأمنية على الأمور! · ونذكر قادة بعض دول الإقليم الذين يساندون النظام الحاكم في السودان في قتل شعبه بأن شعب السودان (لحمه مر)، وهو مختلف عن الآخرين في الكثير من الخصائص. · فأتركوا هذا الشعب وشأنه ليحل مشاكله بنفسه بعيداً عن تدخلاتكم السافرة تجنباً ليوم قد تندمون فيه كثيراً عن مثل هذه المواقف المخزية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة