"ليس للطغيان صورة واحدة.. فمتى استغلت السلطة لإرهاق الشعب وإفقاره تحولت الى طغيان أياً كانت صورته" جون لوك.. خطاب للطاغية السوداني جيشوا له كل وسائل الإعلام المحلي والدولي، سبقته اجتماعات مكثفة هنا وهناك بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم وأحزاب ما يسمى بالحوار الوطني، ودعوات قدمت للسفارات الأجنبية المعتمدة لدى الخرطوم، ودعوات أخرى وصلت لزعماء العشائر والقبائل وأئمة المساد وشيوخ الطرق الدينية والخلاوي وغيرهم. وتجمهر السودانيون أمام شاشات التلفزة، بانتظار القنبلة التي لوّح بتفجيرها الطاغية من باحة القصر الجمهوري، حسب ما أعلن سابقاً. القنبلة التي انتظرها السودانيون لساعات طويلة، كانت "فيك"، فخطاب الطاغية لم يحمل جديدا البتة، بل خرج علينا البشير بخطاب مقرف، أكد فيه على اصراره على استعمال العنف ضد شعبه واعتبار الثورة مؤامرة خارجية، وبالتالي قطع الطريق على المطالبات التي تطالبه بالتنحي. بدأ الطاغية متكبراً ومغروراً، إعتقد أنه المصدر الوحيد للرأي الصحيح والفكر الصحيح وقراراته دائماً حكيمة، واعتقد أيضاً أن وجوده على الرئاسة مهم جداً جداً جداً، وأن قراراته تشكل حجر الزاوية في السياسة السودانية، وأن نظامه عرضة لمؤامرة داخلية من أعدائه السياسيين، وأيضاً عرضة لمؤامرة خارجية من أعداء الوطن ولا يوجد شخص غيره قادر على مواجهة تلك التحديات الصعبة ليعلن الاتي: 1/حل الحكومة الاتحادية وإعلان أخرى تحت رئاسته. 2/حل حكومة الولايات. 3/اعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة عام. 4/التمسك بمخرجات الحوار الوطني. إذن البشير في خطابه المقرف، لم يعر اهتماما كبيرا للشارع المنتفض منذ 19 ديسمبر 2018 الذي يطالبه بالتنحي الفوري عن السلطة، وكأنه يقول Over My Dead Body. عزيزي القارئ.. الطغاة يأتون دوماً إلى السلطة عبر القهر الدموي، ولا يغادرون كرسي الحكم لأن السلطة مثل الأسد حين تمتطيه فهو يفترس الآخرين، لكن حين تنزل عن ظهره يأكلك، هذا ما حدث لجنكيزخان وكاليكولا وبيبرس وتشاو سيسكو وهتلر وصدام حسين ولن يكون آخرهم معمر القذافي.. وعلى المنتفضين والثوار في شوارع المدن السودانية مواصلة التظاهرات والاحتجاجات الشعبية اليومية بل تكثيفها لاقتلاع الطاغية ومنظومته الجرثومية لبناء دولة ديمقراطية حرة مستقلة. تسقط بس#
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة