محاكمةُ حماس في ليبيا ردةٌ ونكايةٌ وخيانةٌ بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 04:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-22-2019, 01:07 PM

مصطفى يوسف اللداوي
<aمصطفى يوسف اللداوي
تاريخ التسجيل: 03-08-2014
مجموع المشاركات: 1203

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محاكمةُ حماس في ليبيا ردةٌ ونكايةٌ وخيانةٌ بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

    12:07 PM February, 22 2019

    سودانيز اون لاين
    مصطفى يوسف اللداوي-فلسطين
    مكتبتى
    رابط مختصر




    بحزنٍ وأسى وحرقةٍ وألمٍ، وبكثيرٍ من الحنق والغضب، والاستنكار والاستغراب والصدمة، تلقى الفلسطينيون في الوطن والشتات، نبأ إصدار محكمةٍ ليبية أحكاماً قاسية جداً ضد أربعة فلسطينيين، متهمين بالعضوية في تنظيمٍ أجنبي عُرِفَ إعلامياً باسم "خلية حماس"، وكان قد تم اعتقالهم في العام 2016 من قبل مجموعاتٍ ليبيةٍ مسلحة، وجهت إليهم تهمة تشكيل تنظيم أجنبي سري على الأراضي الليبية، وحيازة سلاحٍ والتآمر على أمن الدولة، وخلال اعتقالهم تعرض المعتقلون الأربعة وهم من قطاع غزة، يعيشون في ليبيا منذ قرابة ثلاثين عاماً، إلى ضربٍ مبرحٍ وتعذيبٍ وتنكيلٍ شديدين، ما أدى إلى إصابة أحدهم بعطبٍ في عينه أفقده القدرة على الرؤية بها، وكان قد تم احتجازهم في أماكنَ سريةٍ ومراكزَ اعتقالٍ خفيةٍ وغير معروفة، حيث تعذر على ذوي المعتقلين زيارتهم ومعرفة أخبارهم.

    صُدمَ الفلسطينيون جميعاً وأهل غزة على وجه الخصوص، ولعل الكثير من العرب والمسلمين قد هالهم الخبر وصعقتهم الأحكام الصادرة بحق فلسطينيين عاشوا جل عمرهم في ليبيا، أفنوا حياتهم فيها، وقضوا عمرهم فوق ترابها، وأعطوها خير ما يملكون، وضحوا فيها بأعز ما يقتنون، وفيها خفت أوجاع الغربة وتلاشت معاناة اللجوء، وشعروا في ربوعها بالدفء والحنان، ولمسوا فيها عمق مشاعر الأخوة وأحاسيس الوفاء، وقد أحبوها كأهلها، وأخلصوا لها كأبنائها وعملوا فيها كأصحابها، ونسجوا فيها أفضل العلاقات، وبنوا مع أبنائها أجمل الصداقات، إذ جمعهم مع الشعب الليبي صدقهم ووفاؤهم، وكرمهم وسخاؤهم، ودعمهم وإسنادهم، وحبهم لفلسطين وعشقهم لها، وتعلقهم بالقدس وحلمهم بتحريرها، وأملهم في استعادة فلسطين وتطهيرها، والصلاة في المسجد الأقصى المبارك وزيارة الصخرة المشرفة.

    مروان الأشقر ومعه نجله براء، وآخران من أهل قطاع غزة المعذب المضطهد، المحاصر المعاقب، أبناء مخيم الشاطئ بغزة، القريب من شارع عمر المختار في قلب المدينة، وهو الشارع الأشهر في غزة والأكبر فيها، صنو شارع صلاح الدين وقرينه، الذي يعتز به الغزيون والفلسطينيون جميعاً، فهو الشارع الذي يحمل اسم شيخ الأحرار وكبير المناضلين وسيد المجاهدين العرب الشهيد عمر المختار، تصدر محكمةٌ في بلاده على المعتقلين الفلسطينيين الأربعة أحكاماً بالسجن قاسية تجاوزت العشرين عاماً، وقد جاء في حيثيات قرار الحكم ضدهم ما يدينهم ويجرمهم، إذ اعتبرت المحكمة مساندتهم لأهلهم مخالفة، وتزويدهم للمقاومة بالسلاح خيانة، رغم أنهم قد لا يكونون قد نالوا هذا الشرف أو استحقوا هذا الوسام، إلا أن المحكمة الليبية قد قست عليهم وظلمتهم، وانقلبت بحكمها عليهم على الإرث الليبي المقاوم، وعلى تاريخ المختار المشرف، وعلى عطاءات الشعب الكبيرة وتضحياته الكثيرة.

    فرح الإسرائيليون بالحكم وتغنوا به، وأشاد رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بشجاعة القاضي وامتدح نزاهته، واعتبر أنه قد انتصر للحق والعدالة، ووقف إلى جانب الشعب الإسرائيلي والحق اليهودي، ورحبت حكومته بالحكم الصادر ضد من وصفتهم بــ"الإرهابيين"، الذين عملوا على تهديد أمن كيانهم، وما زالت المواقف الإسرائيلية الفرحة بالحكم والمرحبة بالقضاء تتوالى تباعاً، فهذا نصرٌ جديدٌ لها وعيدٌ كبيرٌ عندها، عندما تقدم دولةٌ عربية على محاكمة المقاومة وإدانتها، وتعلن أعلى منصاتها القضائية والقانونية عن إدانة المقاومة الفلسطينية، وتجريمها لكل من يساندها أو يمد يد العون لها.

    أعلم يقيناً أن الليبيين يحبون فلسطين ويعتزون بالمقاومة، ويشعرون بالفخر إذ يدعمونها، وبالزهو إذ يساندونها، ولا يغفرون لأنفسهم إن تأخروا عن نصرتها، ويحاسبون بعضهم إن قصروا، ويستدركون حالهم إن أبطأوا، ويسبقون غيرهم إن تنافسوا، وتاريخهم مع شعبنا الفلسطيني يشهد على بيض صحائفهم وصدق سرائرهم، وعلو همتهم ونبل مقصدهم، وهذا لا يستوي أبداً عما صدر عن محكمةٍ في بلادهم، ولا ينسجم مع ما جاء على لسانٍ قاضٍ منهم، وهو لعمري يسخط الله ربي وربهم، لا يرضي عنهم شعبهم، الذي يصنف الحكم الصادر على المقاومة وأهلها، وعلى فلسطين وشعبها، وعلى غزة وأبنائها، بأنه ردةٌ وجريمةٌ وخيانةٌ، يجب العودة عنها وينبغي البراءة منها.

    يدرك الشعب الليبي كله أن الفلسطينيين يحبونهم ويجلونهم، ويدينون لهم بالشكر والوفاء، والتقدير والعرفان، ويحفظون فضلهم ويذكرون عطاءهم، ولا ينسون دعمهم ولا ينكرون دعمهم، ويعلم الليبيون أن الفلسطينيين لا يخونونهم ولا يتآمرون عليهم، ولا ينقلبون ضدهم ولا ينؤون بأنفسهم عنهم، وأنهم أبداً لا يفكرون في إيذائهم أو الإساءة إليهم، ولا يسمحون لأحدٍ بالمس بأمنهم أو تهديد مصالحهم، فأمن ليبيا هو من أمن فلسطين وأمن الأمة العربية والإسلامية، وقوة ليبيا واستقرارها هو لصالح فلسطين وأهلها، ورخاؤها وخيرها يفيض على الفلسطينيين وينهض بهم، ويزيد في صمودهم ويعزز على الأرض ثباتهم.

    أيها الأهل الكرام في ليبيا، يا شعبنا العربي الليبي الشقيق، يا أبناء عمر المختار وأحفاده، لا تشمتوا العدو بنا، ولا تجعلوا نتنياهو يفرح على ما أصابنا، واعلموا أن أهلكم في فلسطين يرنون إليكم بعيونهم ويأملون فيكم بقلوبهم، ويتطلعون إليكم بكل الأمل والرجاء، أن تتراجعوا عن حكمكم، وأن تعلنوا البراءة مما صدر عن محاكمكم، فما قد صدر لا يعبر عنكم، ولا يمثل تاريخكم، ولا ينسجم مع قيمكم، ولا يتوافق مع إسلامكم.

    فأنتم سندٌ للمقاومة ودرءٌ لأهلها، وأنتم لغزة عونٌ ومددٌ، وغيثٌ ومطر، فلا تبكوا عيون أهلها، ولا تجزعوا قلوب أمهاتها، ولتتراجعوا بكبرياءٍ عن هذه الخطيئة، واشطبوا من سجلاتكم هذه الجريمة بحق الأمة والمقاومة، ولا تكونوا سباقين في جلد الأمة ولعن تاريخها، بل كونوا سباقين في الثبات على القيم، وفي الحفاظ على الشيم، وتمسكوا بشرف العرب ومروءة فرسانهم ونبل رجالهم، وكونوا لإخوانكم الفلسطينيين نعم السند وخير الأهل، فأنتم عمقنا البعيد وحضننا الدافئ، وأنتم قوتنا المذخورة وسلاحنا العتيد، فلا تخذلونا ولا تنقلبوا علينا، ولا تشمتوا عدواً بنا ولا تبكوا قلوباً حبيبةً علينا.

    بيروت في 22/2/2019
    https://www.facebook.com/moustafa.elleddawihttps://www.facebook.com/moustafa.elleddawi
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de