ملاحظات على ثورة العصيان المدني العام 3-7 بقلم شوقي إبراهيم عثمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 04:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-15-2019, 07:14 PM

شوقي إبراهيم عثمان
<aشوقي إبراهيم عثمان
تاريخ التسجيل: 01-13-2014
مجموع المشاركات: 56

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ملاحظات على ثورة العصيان المدني العام 3-7 بقلم شوقي إبراهيم عثمان

    06:14 PM February, 15 2019

    سودانيز اون لاين
    شوقي إبراهيم عثمان-المانيا
    مكتبتى
    رابط مختصر





    هذه المقالة تعالج ما هو بين قوسين أدناه:

    (ما العمل أو ما هو المطلوب فعله حتى لا تتم سرقة الثورة القائمة وعدم تجييرها لصالح فصيل محلي أو لصالح الإمبريالية الصهيوأمريكية وتوابعها دول الخليج؟ من المعروف قطعا لا تسمح واشنطون لأي شعب من الشعوب أن يقطف ثمرة ثورته. لديها دائما وأبدا “طابور خامس” وعملاء لتصعيدهم ذروة موجة تغييرالحكم القائم لقطف الثمرة دون الشعب الثائر).

    مقدمة يتيمة:
    نضع هنا، في هذه الفقرة، نهايات هذه المقالة، كبداية، إذ فشل بحثنا بأن يرسم تصورا مسبقا لحماية الثورة الثالثة السودانية الديسيمبرية، ليس لكون أن هذه الثورة المباركة لا يمكن حمايتها من السرقة، بل لأنني كلما تعمقت في الأزمة السودانية التي خلقها هذا النظام، كلما زادت دهشتي، إذ يمثل هذا النظام القائم الذي نبتت جذوره منذ 1971م التعبير الأقصى للتدخل الأجنبي لسرقة الدول، بهدف تطويع وتدمير الشعب السوداني وضمه لزريبة الشعوب العربية الخانعة لحكم المشيخات التي زرعتها بريطانيا منذ الحرب العالمية الأولى وترعاها الولايات المتحدة الأمريكية اليوم. والآن نحن في الحقبة الإسرائيلية.

    تأتي أهمية هذه المقالة في إلقاء الضوء على ما يسمى بـ “سرقة الثورات”، وقد تم سرقة ثورتي 1964م وثورة 1985م، عبر محركات ودوافع محلية وإقليمية خليجية. بينما ونحن في القرن الحادي والعشرين، أي ونحن على عتبة 2019م، ليس السؤال هو هل تُسرق ثورة ديسيمبر 2018م أم لا، بل السؤال هو كيف؟ ومتى؟ وعلى يد من؟ ما العمل؟ وما هو المطلوب؟

    هذه المقالة تود أن تؤكد النقطة التالية إنها ليست خيارات الشعب السوداني هي أن يُسقِط هذا النظام أو لا يُسقِطه، لأن لسان حاله ساقطا ساقطا بحكم نهاية دورته طبقا لقوانين بنيته الداخلية، وتفسيرها، عندما يكون الحاكم ونظامه بالفساد والتخلف واللاعقلانية في حدهم الأقصى، ويصبح كلاهما معوقان لقوى وطاقة الشعب، الذي يتطلع إلى الأمام تقدما وتطورا، هنا تتحطم “العلاقة” بين الحاكم والمحكوم طبقا للقوانين السوسيولوجية والسياسية إضافة للإقتصادية والأخلاقية والإلهية، إذ يصبح سقوط الحاكم ونظامه المستبد الفاسد متداعيان تلقائيا بقوة الدفع الذاتي أو إزالتهما كهدف شعبي مدروس وهادف، ضرورة اجتماعية، وتاريخية حتمية.

    بينما يكون الرهان أو الخيار الواعي لدى الشعب السوداني بناءً على السؤال التالي: هل تتم سرقة هذه الثورة أم لا؟ تحصيل حاصل، فالدور الخليجي واضح في تدمير السودان. يؤرخ هذا التدمير بدءا بزيارة فيصل للسودان عام 1966م وما سبقها أثر الأزمة الدستورية الشهيرة، وثم دور بنك فيصل الإسلامي المحوري في تمويل هؤلاء اللصوص، يليه دعم صدام حسين باكورة الإنقلاب المشؤوم، ثم لاحقا الدعم القطري غير المحدود، لإيصال السودان نقطة الدولة الفاشلة. بينما تلعب الإمارات مخابراتيا داخل السودان ربطا بالولايات المتحدة وإسرائيل.

    فمن جانب يحمل هذا النظام نفي negation ذاته بحكم قوانين بنيته الداخلية، لكونه قد “تم تركيبه” على جملة تناقضات رئيسية، فأسباب وجوده ليست كي يخدم تطلعات الشعب السوداني، بل كي يستفرد به ويستنفد ثرواته، أي المدخول القومي الاجتماعي، تحت غبار مقولة زائفة “الدولة الاسلامية”. وليس بحثا عن الكرامة والرفاه الاقتصادي، بل لتجويعه وإذلاله، وليس كي يتمم مكارم الأخلاق والحفاظ على سيادة السودان الجغرافية، بل كي يمزقه ويضرب الإرث والنسيج الاجتماعي الموروث ويفكك منظومته الأخلاقية، وأخيرا وليس آخرا، تشويه الدين الإسلامي عبر ممارسة اللاعدل والظلم والبطش، وهذا عين ولوغ النظام كثيرا في “الإستهزاء” بالله وبدينه الحنيف، إذ أشرك النظام المجرم الله في كل جرائمه - والله منه بريء، فحق عليه حكم الله بالفناء، والفضيحة، معا.

    ومن الجانب الآخر، الشعب السوداني يمتلك ماضيا ثريا في قدرته على استعادة دولته بإسقاط الأنظمة الشمولية، ويعتبر الحراك الثوري الحالي المتجه نحو الإنتفاضة الشاملة هو الحراك الثالث في تاريخه.

    لقد مرت تحت الجسر في الربع الأخير من القرن الماضي العشريني أحداث عظام مثل: تخلي ريتشارد نيكسون عن الذهب كغطاء للدولار 1972م؛ حرب أكتوبر 1973م، زيارة السادات للكنيست 1979م؛ الحرب العراقية الإيرانية 1980م - أشعلها صدام حسين؛ وإحتلال إسرائيل لبيروت 1982م؛ إعتداء حكومة الخرطوم على الكتيبة 105 في جنوب السودان وإنحياز جون قرنق لها ومعها 1983م؛ ثورة السودان أبريل 1985م؛ إنقلاب الترابي-البشير يونيو1989م؛ إخراج صدام من الكويت 1991م؛ إتفاقية أوسلو 1992م؛ تفجير برجي نيويورك 2001م؛ نشؤ عملة اليورو 2002م؛ غزو العراق 2003م؛ تحالف واشنطون مع تنظيم الإخوان المسلمين بدءا من عام 2005م؛ هزيمة إسرائيل بجنوب لبنان 2006م؛ إنفصال جنوب السودان 2011م - أول ثمرات التحالف الأمريكي الإخواني؛ إنطلاقة مؤامرة “الربيع العربي”- حراك تونس، ليبيا، مصر، سورية2011م – (صمود سورية أفشل المؤامرة الكبرى)؛ محاولة أمريكية إنقلابية ضد هوجو شافيز 2012م؛ سقوط محمد مرسي وصعود السيسي 2013م؛ تدشين العملة الدولية الثالثة رسميا ”الرينمينبي” 1914م؛ الحرب على اليمن (سلطان بن عبد العزيز 2005،) ثم (ابن سليمان) 2015م - تحالف من 14 دولة بقيادة السعودية والإمارات وقطر؛ إصطفاف روسية الإتحادية إلى جانب سورية 2015م؛ …. لذلك يعتبر التدخل الأمريكي الإسرائيلي في السودان ليس موضوعا للتقصي والبحث الإستقرائي، بل هو تحصيل حاصل.

    أهم الأحداث في العرض أعلاه، هي:

    1. تخلي ريتشارد نيكسون عن الذهب كغطاء للدولار 1972م،
    2. ظهور عملة اليورو 2002م،
    3. تدشين دول “البريكس” الخمسة العملة الدولية الجديدة الثالثة ”الرينمينبي” رسميا 1914م، في البرازيل،

    نشير إلى عرض الأحداث أعلاه من عام 1972م وحتى 2019م،، وبسببها فقط، وفقط في الشرق الأوسط تم قتل بضعة ملايين من المدنيين، هذا خلاف من قتل في آسيا، وأمريكا الجنوبية، وسنأخذ في هذا المقالة دولة “فنزويلا” مثالا نموذجيا، لشرح مقولة “سرقة الثورات”، ولكن دعونا نتوقف قليلا ونفسر لم الثلاثة أحداث أعلاه هي الأهم، ونعني، وقف نيكسون الذهب، وظهور عملة اليورو، وتدشين عملة الرينمينبي.

    على القاريء الكريم أن يفهم “السياسة” بشكل صحيح. فطبقا للمفهوم النظري والعملي في سياق تاريخ البشرية السياسي، أن السياسة قديما وحديثا بلحاظ الصراع والمكيدة لها وجهان، وعليه أن يفهمها ببعديهما أي بالوجهين المعلن والمبطن، وعليه تعتبر كل الأحداث الجسام التي ”مرت تحت الجسر”، كما ذكرنا سابقا، ليست ذات قيمة أو قيمة سياسية في حد ذاتها، فلا محو السلاح الشامل لصدام، و لا سقوط أبراج نيويورك، ولا ذرائع مثل إرساء الديموقراطية ولا حقوق الإنسان ولا الحرية … فرادى أو بالمجموع هي دافع ومحركات الصراع الدولي، إنما حقيقة الصراع الدولي كما هي ونعايشها الآن، كحقيقة مبطنة، يتمحور سببها حول “العملات الدولية”..

    ببساطة شديدة، حتى لا نخرج من سياق موضوع هذه المقالة، نقول، تَعَايشَ اليورو والدولار في العقدين المنصرمين مرغمين، جنبا إلى جنب، وحتى إشعار آخر، بعد أن فشلت الولايات المتحدة ويهودها بسنوات عديدة قبلها في فرملة ظهوره عام 2002م، ولكن الولايات المتحدة لم تيأس من إزالة عملة اليورو كمنافس فحسب، بل أيضا تعمل بخفية لفكفكة الإتحاد الأوروبي. وما قصة البريكست Brexit البريطانية بقيادة تيريزا ماي سوى بداية الشرارة للمؤامرة التي تأمل واشنطون ويهودها من ورائها أن يؤسس الخروج البريطاني نموذجا لبقية دول الإتحاد الأوروبي على منوال سقوط أحجار الدومينو، أي خروج المزيد من الدول الأوروبية من الإتحاد الأوروبي.

    (تيريزا ماي وأنجيليكا ميركيل ركبتهن الولايات المتحدة في كل من بريطانيا وألمانيا لفرملة اليورو وفكفكة الإتحاد الأوروبي). .

    كيف صعدت المرأتان قمة أوروبا؟ القصة: كلا من أنجليكا ميركيل وتيريزا ماي تعرفان بعضهن البعض وحتى في سنين المراهقة، وكلا أبويهما قسيس انجليكاني، ولدت ميركيل في هامبورج وهاجر ابواها فجأة إلى ألمانيا الديموقراطية (الشرقية) سابقا، أي إلى ألمانيا الشيوعية، وكانت ميركيل وقتها طفلة رضيعة. صعود ميركيل كمستشارة لألمانيا كان مربوطا بمؤامرة تدمير المستشار هيلموت كوول سياسيا بفضيحة تتعلق بصفقة بيع دبابات للسعودية 1982م، تم إخراجها 2002م، وهي تشابه الطريقة التي ركبوا بها انور السادات نائبا لجمال عبد الناصرعام 1968م مع الفارق (الملك فيصل عرض على ناصرإعادة السادات نائبا له 1968م ومقابيله سيعترف فيصل سياسيا بجمهورية اليمن!! ووافق عبد الناصر!!)، وبعد أن صار السادات نائبا له سابقوا الريح وسمموا عبد الناصر 1970م، وهكذا صار عميلهم أنور السادات رئيسا لجمهورية مصر العربية.

    أما أن توافق واشنطون ويهودها (الدولار يملكه اليهود بالمعنى الحرفي للكلمة!!) على نشوء عملة دولية ثالثة “الرينمينبي” أو أن “يتعايشوا” معها، فهذه من قبيل المستحيلات، فشعار واشنطون ويهودها: وحده الدولار لا شريك له!! والرينمينبي هي عملة دول البريكس الخمسة (برازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا)، بتعبير آخر هي عملة الصين، بموافقة ورضا أربع دول أخرى كبيرة في عدد سكانها وإنتاجها القومي، وقد بَنَت الخمس دول فيما بينهن شراكة إستراتيجية اقتصادية وعسكرية. فأصبح في العالم الآن منذ 2014م بنيتان عالميتان اقتصاديتان ذاتا نظامين عالميين نقديين مختلفين.

    البنية النقدية الأولى نشأت في يوليو 1944م وتدور حول البنك الدولي وصندوقه (الدولار 1944م، اليورو 2002م) وكلاهما بدون تغطية معدن الذهب. يعتمد نظام هذه البنية على فلسفة الديون debt-based system والفوائد الربوية المركبة – أي خدمة الديون. هذا النظام يسمى أيضا نظام بريتون وودز، وتم تأسيسه قبل نهاية الحرب العالمية الثانية بسنة أي في يوليو 1944م.

    البنية النقدية الثانية، نشأت عام 2014م، إبتداءا بالمؤسسين، أي دول البريكس الخمسة، وقد تتسع بنيتها العضوية مستقبلا للمزيد من مشاركة الدول الناقمة على الدولار وأصحابه. وقد أرتضت أي دول البريكس أن تكون العملة الصينية عملة دولية وأسمها أيضا “الرينمينبي”، ومغطاة بمعدن الذهب. وقد تم إنشاء بنك دولي لعملة الرينمينبي في شنغهاي يعادل “البنك الدولي” أسمه “بنك التنمية الجديد” New Development Bank، وأيضا تم إنشاء ما يعادل “صندوق النقد الدولي“ لمكافحة معدلات التضخم للدول الأعضاء. وقد أُسِسَت فلسفة هذا النظام النقدي الجديد من قبل دول البريكس على أسس عادلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمؤسسين ولدول العالم، دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول، أو إبتزازها للتصويت في رواق الامم المتحدة، او تركيعها بفضل خدمة الديون الفلكية ونهب ثرواتها ومواردها.. الخ. نجحت واشنطون إلى إرجاع البرازيل (أحد أعضاء دول البريكس الخمسة) لزريبتها، والآن تسعى لإلحاق فنزويلا إلى حاضنتها.

    بعد هذه المقدمة، هل يعقل أن يفلت السودان من قبضة الولايات المتحدة ويهودها؟ خاصة لموقعه الجيوسياسي الهام، وأترك جانبا شعبه وثرواته.

    الولايات المتحدة الآن في أضعف حلقاتها في سياق الإقتصاد الدولي والصراع ما بين العملات الدولية الثلاثة الدولار، اليورو، والرينميبي، وإذا أستثينا الرينمينبي لأنه مغطى بعملة الذهب، يصبح كل من الدولار واليورو عملات ورقية fiat money لا قيمة لها في ذاتها إلا عبر “التراضي” التجاري، بينما لو وضعت ورقة الرينمينبي في جيبك، فكأنك تضع “حبات الذهب” في جيبك. لو أخذنا فقط هذه الفارقة، ستفهم أن الولايات المتحدة لا تتكلف سوى الورق والأحبار لطباعة عملتها، ومقابلها تحصل على كل موارد العالم، وبل سلعه، فدول مثل اليابان، وكوريا الجنوبية، ليسوا سوى “سخرة” طبقا للمفهوم الإقتصادي international labour division لدى الولايات المتحدة، تضع سلعها في السوق الأمريكية فقط من أجل عيون الورقة الخضراء، “الأخضر الإبراهيمي” كا يسمونه السودانيون. أو دول أوروبا سابقا قبل عام 2002م، كانت أيضا من الدول “السخرة”، ولكنها أستقلت أو تحررت من العبودية الأمريكية عام 2002م، عام نشوء اليورو. وفاقت الرذالة الأمريكية كل حدود، حين اجبرت الزبائن الأغنياء شراء سندات الخزانة الأمريكية، وتسليم دولاراتهم لواشنطون، وربما قد تضع اليد عليها متى شاءت.

    هذه هي صرعة العالم الآن!! العملات الدولية.

    وأنسى الزرقاوي، وابن لادن، والبغدادي، والجولاني، وابن سليمان، والظواهري الخ فهؤلاء كلهم وما يمثلون من ظواهر سياسية على المسرحين الإقليمي والدولي ليسوا سوى زوبعة في فنجان. يمت جميعهم إلى العالم الإفتراضي، والخيال الآمريكي الهوليوودي!! ولا يمتون إلى عالم الحقيقة في شيء.

    الآن يمكنك أن تلاحظ، أن الغاز والبترول ليسا مادتين استراتيجيتين مهمتين كمحروقات فحسب، بل أيضا مادتان مهمتان للعملات الدولية. كيف؟

    من المعروف أن قطر ربما الدولة رقم واحد في العالم في إحتياطي الغاز، إن لم تخني الذاكرة، أو ربما رقم أثنين بعد روسيا الإتحادية. تخيل الشيخ تميم، أمير قطر، يقول “لا أبيع زيتي إلا بالعملة الصومالية!!“. وهذا من حقه. ماذا سيحدث؟
    ستنكب دول العالم كلها على دولة الصومال، تعرض عليها كل سلعها النهائية أو خاماتها، كي تتحصل على عملة الصومال، ومن ثم تدفع دول العالم للشيخ تميم فاتورة الغاز بالعملة الصومالية. بالمقابل الآخر، لمقابلة الطلب العالي على العملة الصومالية، تنشيء الصومال مطبعة ضخمة لطباعة عملتها (وأنسى القنوات الجانبية مثل نظام السويفت، وبنك التسويات الدولي بسويسرا الخ). ستحصل الصومال بدم بارد على كل خيرات العالم – مقابل ورقة تطبعها!! الأن ضع مقابل الصومال الولايات المتحدة، أو لنقل الصين وعملتها الرينمينبي أي عملة البريكس؟ أي أن يقول الشيخ تميم “لا أبيع غازي إلا بالدلاور!!”، أو أن يقول “لا أبيع غازي إلا بالرينمينبي!!”. وكي لا نظلم الأوروبيين، “لا أبيع غازي إلا باليورو!!“.

    هذا بالضبط ما يفسر لم السعودية والإمارات، والبحرين، ومصر يحاصرون قطر. إذ يرغبون إدخالها بيت الطاعة الأمريكي، أي بيع غازها بالدولار حصرا. ولا أشك إطلاقا أن الشيخ تميم هدد الولايات المتحدة وعربانها “سرا”، أو قد لمح، إنه قد لا يبيع غازه بالدولار وربما بالرينميبي، أو بسلة عملات!! هذا بالرغم من وجود قاعدة عسكرية أمريكية. وهذا ما يفسر تقوية علاقاته بإيران، ثم الإتيان بقاعدة عسكرية تركية لصنع توازن مع الأمريكيين.

    وفعلها أيضا أمير الكويت، فمن شدة خوفه من أن يغزوا ابن سليمان الكويت -وهو يطمع في بترولها وغازها- وقد يسلمها للطابور السلفي الوهابي بزعامة “الطبطبائي” إياه، عقد أمير الكويت صفقات تحديث وتنمية مع دولة الصين بسبعة إتفاقيات في 10 يوليو عام 2018م مدتها 99 سنة، وتشمل إستثمارات سياحية في جزيرتي فلكة والبوبيان ب 450 مليار دولار، إضافة ل 50 مليار دولار وديعة كويتية متجددة القيمة، و40 مليار من الصين ستستثمر في “مدينة الحرير” التي ستصبح أكبر مركز مالي في العالم العربي. النقطة الأهم، وهي أن القانون الدولي يتيح بما يسمى “حماية المصالح” لأي أستثمار يعادل النصف تريليون أو أعلى، وهكذا لن تصبح البوبيان وفلكة تحت الحماية العسكرية الصينية فقط بل أيضا الكويت نفسه، وكانت الصفقة صفعة لكل من ترامب وابن سليمان.أضف إلى ذلك أن كلا من الكويت والصين صرحا أن علاقتهما هي علاقة شراكة إستراتيجية.

    بعد تفعيل هذه الإتفاقيات عليك أن تتوقع في المستقبل القريب أن تبيع دولة الكويت زيتها أو غازها بسلة عملات، أو ربما بشكل رئيسي بالرينمينبي، أي اليوان الصيني. خاصة أن الصين من أكبر المستوردين للزيت الكويتي.

    عزيزي القاريء، عند هذه النقطة توقفت عن الكتابة من أجل قراءة كتاب الأستاذ الكاتب فتحي الضو „بيت العنكبوت“. وقد استغرقتني قراؤته يومين كاملين. ولقد وجدت هذا الكتاب قنبلة حقيقية، وقد ساعدني كثيرا كي “تكتمل الصورة”، ومعذرة للطاهر التوم. وحقا يستحق أكثر من قراءة واحدة، بل يستحق دراسة كاملة متعمقة. ولكن ينقصه الكثير من المراجعة اللغوية، والتراتبية الزمنية بلحاظ تاريخ الحدث حتى لا يحدث التشويش، وأيضا تنقصه النواحي الفنية. هنالك بعض التكرارات، ثم فنيا لا يساعد الكتاب الباحثين الجادين في بحثهم عند مراجعة أو إسترجاع نقاط بعينها بعد القراءة، إذ تنقصه “الفهرسة” كما توضع عادة في آخر مفصل لأي كتاب.

    هنا أشجع “تجمع المهنيين” أن يُكوِّن (لجنة جانبية موسعة)، مهامها يس فقطلدراسة هذا الكتاب القيم “بيت العنكبوت” وتحليله فحسب، بل أيضا كي تكشف اللجنة الموسعة الإختراقات الأمنية الأجنبية القديمة والحديثة، وكي تفضح الأفكار، والإقتراحات، والمذكرات ”لرمادية” أو ”المريبة” التي تُطرح كحلول بالنيابة عن النظام المتهاوي على شاكلة “السلام والإصلاح”، و”مذكرة جامعة الخرطوم” الخ، والتدقيق في كثير من الشخصيات who is who قديما وحديثا، ومن ضمنها تقديم التوصيات المرفقة بالدراسات ل “تجمع المهنيين”. وفائدة هذه اللجنة المساعدة، أن تكون معينا لجسم “تجمع المهنيين” الذي قد يستغرق نفسه كثيرا في متابعة تفاصيل المعركة والمناورة توجيها للجماهير مقابل ردة أفعال النظام المنهار، وطبقا لهذا “الإستغراق” قد لا يلاحظ “تجمع المهنيين” تلك المطبات والحفر والمزالق التي سوف توضع في طريق الإنتفاضة من قبل الثورة المضادة، في سعيها الحثيث كي لا تكتمل الثورة أو أن تنحرف عن مسارها الصحيح.
    وطبقا لكتاب الأستاذ فتحي الضو “بيت العنكبوت”، أعيد طرح الاسئلة السابقة المطروحة (في هذه المقالة أوالمقالة السابقة)، شكلا ومضمونا.

    إذ يمكن التركيز على شخص حسن الترابي، وتقسيم حقبة نشاطه الشخصي إلى مرحلتين، ما قبل عام 1989م، وما بعده، بهدف وضع فرضية تقول أن الإختراق الأول الإبتدائي (الأمريكي، الإسرائيلي، الخليجي) قد حدث في “الدائرة الضيقة” لشيخ الحركة حسن الترابي، ثم العمل على دراستها أي ”الدائرة الضيقة” من منظور الشك الصحيhealthy mistrust بعد جمع أكبر عدد من المعلومات data collecting المتعلقة، وتشمل المكتوب، والمحكي، والتعليقات، والملاحظات، والذكريات الخ ثم ربط مفردات كل هذه المعلومات ببعضها البعض وتحليلها للخروج برؤية إستقرائية بأثر رجعي لفهم ما حدث ما قبل وأثناء وبعد انقلاب 1989م، أي في العقود الثلاثة الماضية.

    فمثلا، على سبيل المثال لا الحصر، دراسة كيفية نمو وتطور الأجهزة الأمنية في السودان من الناحية السياسية والتاريخية، عبر تراكمها وإندماجها من مرحلة لأخرى، وتبدل الشخصيات التي أدارتها، يمكن أن تساهم بالمجموع في تتبع “خيوط العنكبوت”، كما سماها الأستاذ فتحي الضو، بوضع الإصبع على الإختراق الأجنبي الغربي أو الخليجي.

    كذلك، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أيضا، تكثيف الضوء على نقطة البداية متى وكيف بدأ الإسلامويون في التخطيط لإنقلاب 1989م، ذو أهمية خاصة في تتبع الخيوط. ففي صفحة 236 من “بيت العنكبوت، كتب المؤلف فتحي الضو:

    „ثمة مفارقة في هذا الصدد، تشير إلى أن النظام الذي أوغل في سفك الدماء، تباينت قبيل نجاحه آراء القائمين على الإنقلاب حول مسألة التصفيات الجسدية، وترجحت كفة الرافضين للعنف بمقدار. حدث ذلك عندما فوض مجلس شورى الحركة الإسلامية القومية الستيني الدكتور حسن الترابي للتداول مع من يختارهم تفاصيل تنفيذ الإنقلاب، كان ذلك بعد موافقتهم عليه بالإجماع (عدا ثلاثة) وبدوره اختار ستة من القيادات للتخطيط والتنفيذ، وهم: „علي عثمان محمد طه، يسن عمر الإمام، علي الحاج محمد، إبراهيم السنوسي، عوض أحمد الجاز، عبد الله حسن أحمد”. أقترح أحدهم، وهو: يسن عمر الإمام، تصفية القيادات الطائفية، وقياديين من الحزب الشيوعي، ولكن الترابي رفض ذلك، وقال: „نريده أبيضا”، أي إنقلاب دون دماء.. فقبلوا رفض الأمين العام: „ولكنهم تواصوا فيما بينهم على عدم استخدام العنف إلا في حالة مبادرة الطرف الآخر”.

    نقول، من هؤلاء “الستة العظام” تبقى أربعة على قيد الحياة. ومن توفاه الله منهم كان مرتكزا على أعمدة بنك فيصل الإسلامي – أي الخط السعودي، والآخر خرج من الدنيا وهو يخجل بأن يقول لجيران المسجد إنه أحد مؤسسي الحركة الإسلامية أو من الإخوان المسلمين!! وكلا المتوفيان كانا نوابا لأمين الحركة حسن الترابي. وَتَصَعَد لرئاسة الأمانة علي الحاج بعد وفاة كل من حسن الترابي ويسن عمر الإمام وعبد الله حسن أحمد. ولنتمعن الآن بشدة في صيرورة وسيرة كلٍ من علي عثمان محمد طه، إبراهيم السنوسي، عوض أحمد الجاز، وعلي الحاج محمد.

    مَن ِمن هؤلاء ”الستة العظام” أختار عمر البشير ليقود الإنقلاب، وكما يقال أو يقول الرواة، في “الوقت الضائع”؟ أي في آخر لحظة قبل التنفيذ إذ تم إحلال البشيربدلا من شخص آخر. من المعلوم، بل من المؤكد أن هنالك شخصية عسكرية أخرى كانت من المفترض أن تقود الإنقلاب. هل أنسحبت خيارا ذاتيا، أم أزاحوها؟ هذه النقطة يكشفها خيط للكاتب بكري الصائغ، كما سيأتي لاحقا.

    ولنتابع عمر البشير الذي يظهر في كتاب فتحي الضو في مكان آخر. صفحة 43، تقول:

    „تمت تسمية جهاز الأمن الجديد في الفترة الإنتقالية ب “الأمن الوطني” (= المقصود فترة عبد الرحمن سوار الذهب)، وعين لرئاسته اللواء كمال حسن أحمد، والفاتح الجيلي مديرا للأمن الداخلي، وعثمان السيد مديرا للأمن الخارجي (هذا عثمان سيد آخر، وليس كابتن سودانير!!)، ثم كونت لجنة تصفية جهازأمن الدولة (= للنميري) برئاسة العميد الهادي بشرى، إلا أن ضباط القوات المسلحة الذين تم تعيينهم (كلجنة) لحصر الضباط العاملين في الجهاز (المنحل)، كانوا هم: العقيد عمر حسن أحمد البشير، العقيد عثمان بلية، العقيد عثمان الفكي عبدالوهاب، العقيد عبدالله علي عبدالله، المقدم حسين علي حسين، الرائد كمال علي مختار، وأتضح (طبعا لاحقا كما يقول الكتاب) أن اربعة منهم ينتمون لتنظيم كان إسلاميا في ظاهره، بينما كان انتماؤه كاملا لجماعة الأخوان المسلمين”.

    أ ربعة برتبة عقيد، وواحد مقدم، وواحد رائد!!

    تعتبر هذه اللجنة من أخطر اللجان التي تشكلت في سياق صيرورة الأجهزة الأمنية فيما بعد، وكان على رأسها عمر البشير. ثم أربط هذه اللجنة بلجنة “الستة العظام” التي أختارها الشيخ الترابي لتخطيط وتنفيذ الإنقلاب، ربما نستنتج أن علي عثمان محمد طه هو من أحل عمر البشير بدلا من تلك الشخصية العسكرية التي تم إزاحتها في آخر لحظة!!

    عند هذه النقطة أصطدمت بخيط في سودانيزاونلاين للكاتب بكري الصائغ، ألمانيا، وكان الكاتب مدهشا في جهوده الصبورة، ولقد اثرانا بالعديد وقراؤه الملتفين حوله بالنقاط الهامة، ومن ضمنهم عسكريون، وقد أجاب الخيط على الكثير من الأسئلة المهمة، ولكن مجددا وضعنا في حيرة من أمرنا في تشخيص “بيت العنكبوت”، والمعذرة للإستلاف!! لقد أرجعنا إلى المربع الأول. ولفت نظري تعليق أحد العسكريين كتب بكري الصائغ هكذا:

    “تلقيت رسالة من صديق عزيز يقيم باحدي دول الخليج وسبق ان عمل برتبة عسكرية كبيرة بالقوات المسلحة السودانية وافني اكثر من 25 عامآ بها وجـاب اصقاع البلاد وشارك في معارك كـثيـرة وتـم احالته لل "صالح العام" بعـد ثلاثـة سنوات مـن سيـطـرة الأسلاميون للبلاد وانفرادهم ايضآ بالتحـكم وبقبضة بيـد من حـديد علي كل شئون القوات المسلحة ويقول لـي في رسـالته:

    "عـزيزي ود الصائغ، اقـدر مجهودك في توثيـق شـخصيات الأنقاذ العسكرية، ولكن اقول لك وبكل صـراحة انك مـهما بذلت من جـهـد واستعنت بمئات المـراجع وقمت باجـراء مقابلات حـية مع ضباط لهم علاقات وثيقة ومتينة بالقادة الانقلابين وسـعـيت للاتصال بضباط القيادةالعامة واستطعت ان تحصل منهـم علي معلومات صور ووثائـق، فانك لن تكون قـد حصلت الا وما يساوي 2% "في المائـة" من المعلومات المطلوبة لبـحـثك!!!.

    ياود الصائغ،... الذين يعلمـون الكثيـر والمثيـرالخـطـر ويلمون تـمامآ بكل صغيـرة وكبيـرة عنهـم وعـن انقـلابهـم والتـمويل ومـن هـم ومن وراءهم داخـليآ وخـارجـيآ... قـد تـمت تـصـفيتـهـم بالـجـملة او لقـيوا حتـوفهـم فـي حـروب الـجـنوب والغـرب بـعـد ان أُرسِلوا عنوة لمناطـق المناوشات والاضـطـرابات ليُغتالـوا عـن عـمـد وبـخـطـط مـدبرة هـناك ويسكتوا للأبـد.

    ياود الصائغ، عندما فشل ضباط رمضان في انقلابهم وتـم اعتقالهم وشكلت لهم محكمة هزيلة وحكمت باعـدامهم وجـروا جـرآ الي "جبل المـرخيات" لأعـدامهـم، لاحـظ بعـض الضباط هنـاك فـي ساحـة الاعـدام ان مـن سينـفـذ فيـهـم حـكم الاعـدامات مـن الضباط والــجـنود اكبـر بكـثيـر من قائمـة الاعـدامات التـي صـدق عـليـها البشيـر!!!!!.

    لقـد جـاء فشـل انقلاب ضـباط رمضان في صالح انقلابي 30 يونيـو ليعـدموا ضمن الاخرييـن من هـم غيـر مرغـوبييـن كـمآ وكيفـآ ويعرفون الكـثيـر عـنهـم!!.

    طـائـرة الزبيــر مــحـمـد صالـح، انفـجـار طـائرة ابراهـيم شـمـس الديـن؟؟؟؟.

    اكتـب ياود الصائغ ووفقك الله ولكن "خـزائـن المعلومات" بعـيدة منك!. تـحـبط وواصـل.

    أنتهى. تجد وصلة خيط الكاتب بكري الصائغ هنا!!
    أعضاء مجلس قيادة إنقلاب 30 يونيو كانوا خمسة عشـر عضـوآ، أين هم الان وماذا يفعلون ؟ أعضاء مجلس قيادة إنقلاب 30 يونيو كانوا خمسة عشـر عضـوآ، أين هم الان وماذا يفعلون ؟

    كذلك خيط أحمد حنين، تجده هنا:
    بمناسبة كارثة 30يونيو ،، اين اعضاء مجلس قيادة الأنقلاب؟؟؟بمناسبة كارثة 30يونيو ،، اين اعضاء مجلس قيادة الأنقلاب؟؟؟

    وبدورنا نقول، بقراءة أعلاه، قد أصاب حدسنا أن هنالك أصابع داخلية وخارجية أجنبية تلعب في السودان وسيطرت عليه، وهي التي خططت ودعمت إنقلاب 1989م المشؤوم، لا شك إنها أصابع خليجية -السعودية وقطر والإمارات في المقدمة- وأخرى وصلات أمريكية وإسرائيلية. وهنا تجد بعض ملاحاظتنا عام 2013م، ونؤكد إنها عبر الملاحظة والتحليل فقط، للدور الذي لعبه ويلعبه علي عثمان محمد طه، في التخابر إقليميا ودوليا:

    https://www.sudaress.com/sudaneseonline/28391
    ما الفرق ما بين كتاب “بيت العنكبوت” للكاتب فتحي الضو، وخيطي بكري الصائغ وأحمد حنين!! أجدهم جميعا بذات الأهمية، إذ أية إضافة معلوماتية هي بالمطلق تقربك خطوة نحواللفهم المطلوب، من أجل الدرس والعبرة التاريخية، لذا أدعو مجددا “تجمع المهنيين” أن يُكِوِّن تلك اللجنة الموسعة لتقوم بوظيفة التوثيق دون كشف هوية أعضائها تضم عسكريين ومدنيين ذوي خبرة عالية، ونقول، لجنة ذات عنوان معروف بريدي أو إليكتروني، كي تتلقى هذه اللجنة المزيد من المعلومات من قبل ضباط وجنود القوات المسلحة الذين إحيلوا للفصل، وغيرهم، الذين قدر الله لهم العيش والحياة كي يكونوا شهداء قبل ملاقاة ربهم على جرائم هؤلاء الإنقاذيين. كذلك فتح كوة لكافة “الأمنجية” الذين يرغبون أن يكفروا عن سيئاتهم عبر تقديمهم المعلومات دون أن يكشفوا عن شخصياتهم، وإن رغبوا أن يكونوا „شاهد ملك“ فليكن.

    دراسة ما قبل عام 1989م وما بعده، ودراسة كل هذه الشخصيات الباقية التي خططت وساعدت إنقلابهم الكئيب، دراسة وافية، هي من الأهمية بمكان لتأمين ثورة ديسيمبر 2018م، ولكني أضع العين بشكل خاص على المدعو علي عثمان محمد طه، فهو من لعب حلقة الوصل الوحيدة والرئيسية ما بين الترابي والعسكريين الإنقلابيين من جانب، (والمخابرات الأمريكية والإماراتية، من الجانب الآخر)، وهذه الأخيرة لا أرغب أن أدلوا بدلوي فيها بشكل قاطع دون الإرتكازعلى الكثير من المعطيات المعلوماتية الوفيرة، عبر الإستقراء والتحليل

    في هذه الجولة الثالثة من سلسلة مقالاتي نكون قد فهمنا معا على سبيل المثال لا الحصر الدور الأيديولوجي الخطير لزهير عثمان علي نور، الذي لا يُجوِّز تعذيب هذا الشعب “الأغيار العلمانيين” فقط، بل أيضا يستنبط مسوغات التعذيب من (الشريعة...الوهابية!!)..، حسب فهمه الديني السقيم، بل أيضا يُنظِّر لإنقلابيي 1989م عن “طبقة العمال” من منظور الإسلام (السعودي طبعا!!)، يقول زهير: „لذلك نهى الفقهاء عن الإضراب عن العمل” ثم يستشهد بابن تيمة. مرحي!! ألهذا السبب أبدل الترابي لفظة “نقابة” بلفظة ”إتحاد”؟ ثم دورالفريق بحري سيد الحسيني عبد الكريم المحوري عندما خان شرف مهنته العسكرية والأمانة وافشى “سر الليل” لأزلام الإنقلاب، وكان وقتها مدير مكتب الفريق الراحل فتحي أحمد علي، القائد العام للقوات المسلحة. وعلى ضوء الخدعة توهمت العديد من وحدات القوات المسلحة المختلفة أن التحرك عام 1989م تديره القيادة العسكرية العليا. كذلك، ما كنت أحسبه واكتبه دائما في مقالاتي إستنتاجا بـ “المؤتمرين”، أحدهما معلن والآخر خفي، لم يك الخفي سوى “الأمن الشعبي” طبقا لكتاب فتحي الضو. حتى تطابق الأسماء لم يك صدفة، فالإسم “الأمن الشعبي” متناسق تماما مع اسم الدفاع الشعبي، والمؤتمر الشعبي.

    “الأمن الشعبي” ليس سوى „التنظيم الخاص“ السري لدى سيد قطب وتلميذه مصطفى مشهور، ولاحقا محمد بديع، لكن هذا أي “ الأمن الشعبي” تفوق على “التنظيم الخاص“ المصري في معدلات إرتكاب الجريمة كما ونوعا. وما زلنا في المربع الأول، ورغم كل ما كتب ما برحناه، ونسأل: هل تمت سرقة “إنقلاب الترابي 1989م” لصالح الولايات المتحدة والخليج وإسرائيل؟ أم أن الترابي كان يمثل مسرحية على الجميع معقدة بكامل إرادته؟

    لأول مرة يتملكني الشعور والوعي المتكامل أن السودان يحتاج إلى بناء “سودان جديد” بشكل جذري، وإلى كنس ونظافة كاملين، فحين كتبت عن الجزولي دفع الله وسوار الذهب في المقالة السابقة، لم أك أدري أن الأول يتصدر ما يسمى بـ “السلام والإصلاح”، ونقول، لقد أفلس “الأمن الشعبي” حين يستعين بكرت قديم محروق. ولم ادري أن الثاني المدعو عبد الرحمن سوار الذهب هو قائد الخطة “ب” للإنقلابيين. لا مفر من أن يُكتب في الدستور الجديد “لا أحزاب دينية”، وبأن تحظر كل كتب الإخوان المسلمين والوهابيين في السودان حظرا كاملا،ونقول، نقحوا الدين، ابطلوا الفتنة البريطانية من جذورها!! فعلى سبيل المثال لا الحصر منعت مشيخة الأزهر السنية الأشعرية كتب ابن تيمية وتلاميذه لقرنين خلون من الزمان، ولكن بني سعود نجحوا في اختراق المشيخة بدءا من عام 1926م على يد ازلامهم المرتشين حامد الفقي، أحمد أمين، رشيد رضا، حافظ وهبة، العقاد، الهضيبي، الغزالي، سيد قطب، حسن البنا الخ حتى اركعوا المشيخة برنة الريال. أكثر ما أثار دهشتي حقا في السودان أن تغلق ما تسمى “الهيئة القومية للإتصالات” بالبروكسي على صفحات وكتب العالم الازهري الكبير “يوسف الدجوي” (ت 1948م) في الانترنيت. مدهش!! لم يترك للوهابية مرقدا ترقد عليه. وهذا أكبر دليل مادي عيني على اختراق المهلكة السعودية للسودان.
    1. كم في المئة يكون حسن الترابي مسؤولا مسؤولية مباشرة عن المآسي والجرائم في حق الشعب السوداني التي حدثت طوال فترة النظام الساقط؟ بتعبير آخر، هل كل ما حدث كان بأمر مباشر( أو حتى غير مباشر) من حسن الترابي؟
    2. كل من عمل مديرا لمكب حسن الترابي أو سكرتيرا خاصا هو من منظور الشك الصحيhealthy mistrust “مشكوكا فيه” على أنه مزروع من دول الخارج، إلى أن تثبت براءته. ويشمل ذلك: عوض بابكر، صديق محمد عثمان، تاج الدين بانقا، مطرف صديق، المحبوب عبد السلام، أمين حسن عمر الخ
    3. كلا من موقعي مذكرة العشرة مشكوك في ذمته إرتباطا بمخطط خارجي، إلى أن يثبت العكس،
    4. كل الستة الذين أختارهم حسن الترابي للإعداد للإنقلاب العسكري قبل 1989م بتفويض من مجلس شورى الحركة مشكوك في ذمتهم إرتهانا لدول أجنبية، إلى أن يثبت احدهم العكس،

    المقالات اللاحقة ستعالج الموضوعات التالية:

    3. هل السودان مخترق من قبل المخابرات الأمريكية والإسرائيلية ودول الخليج؟ نعم.
    4. لماذا تعادي الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي السودان؟ هل لكون “هؤلاء” يرفعون شعار “الله أكبر”، أم لموقع السودان الجيوسياسي الفريد؟ هل الخروج من جامعة الدول العربية مفيد للسودان؟
    5. الإسلام علماني. كيف؟ من الذي حور مدلول مصطلح العلمانية secularism؟ ولماذا؟ٍ
    6. الجنوب. يجب أن يرجع الجنوب طوعا لحضن الوطن عبر كونفيدرالية.
    7. إعتذار شخصي لشعب دارفورخاصة و “الغرابة” عامة، كنت أعتقد سابقا مثلي ومثل بقية أهل السودان أن أهل الغرب يبالغون سياسيا حول جرائم هذا النظام، إلى أن شربت البقية من نفس الكأس، فزادت لحمة السودانيين، هل يعود السبب لفشل “الغرابة” في توثيق جرائم النظام بالفيديو ونعني evidential proofs؟ (“7” نقطة جديدة).

    شوقي إبراهيم عثمان























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de