الدولة العميقة، أوالمتجذرة هي دولة بداخل دولة،و المصطلح مفهوم شائع، غير إختصاصي يستخدم لوصف أجهزة الحكم غير المنتخبة التي تتحكم بمسير الدولة المعنية (كالجيش أوالمؤسسات البيروقراطية المدنية أو الأمنية أو الأحزاب الحاكمة)،وقد تنشأ الدولة العميقة بهدف مؤامراتي، أوبهدف مشروع كالحفاظ على مصالح الدولة،كنظام حكم يفترض بأن للدولة العميقة عناصر موجودة في مؤسسات ومفاصل الدولة المدنية والعسكرية والسياسية والإعلامية والأمنية المعنية ، وتقدر هذه العناصر التي تعمل صوب أهداف مشتركة من التأثير،وتوجيه مؤسسات الدولة الرسمية وقراراتها السياسية، مثال لها في العالم تركيا، والولايات المتحدة التي تتحكم فيها(وكالة الأمن المركزي واللوبيات) وغيرها، ويمكن أن توصف بعض الأحزاب والجماعات التي تتصرف كأنها دولة لكن ضمن حدود دولة معترف بها بالدولة العميقة. في المؤتمر الصحفي الذي عقده تجمع المهنيين بدار حزب الامة نهار امس الاول، تحدث الناطق الرسمي بإسم التجمع بان هناك شريحة مهمة من الشعب السوداني، تعتبر الاساس في الدفع بالثورة الشعبية ضد النظام، وهي شريحة المفصولين تعسفياً خلال فترة الانقاذ،والمعاشين والمتقاعدين من القوات النظامية، وسمى هذه الشريحة بالمهمة مطالباً بفاعليتها وحراكها في حملة (تسقط بس). فهل كان يقصد المتحدث ان هناك (ثورة عميقة ) داخل مؤسسات الدولة؟؟ وهل قصد بهذه العبارة خلايا نائمة في حضن الانقاذ منذ فجرها الاول في 89،الشاهد ان الانقاذ قد قست على عدد مقدر من ابناء الشعب السوداني في مجالات مختلفة، منهم من هاجر وفضل البقاء خارج الوطن ، ومنهم من إنحنى للعاصفة وتوأم مع النظام طيلة الحقبة التاريخية الماضية من عمر الانقاذ، كما هناك من وجد له موطئ قدم بعد مفاصلة الاسلامين الشهيرة في 99م وإستقر، بعد ان تُركت مساحات شاغرة ملأها البعض بإنتسابه للحزب الحاكم ولاءً إضطرارى!! اليوم بعد ان إرتفعت الصيحات المنادية بإسقاط النظام ، وإستمرت التظاهرات لقرابة الستين يوماً، واوشكت المركب من الغرق، اصبحت السانحة كبيرة لأن يتنادى كل من ُظلم في اول عهد الانقاذ،او كل من أنحنى لتمرير عواصفها الهوجاء في اول عهدها، فهل هو تنادي النصرة لاصدقاء الامس،ليردوا الصاع صاعين؟ّ! مهما يكن الامر، تنادي ام نُصرة ، فهناك ازمة حقيقية تمر بها البلاد، ازمة لا تقبل القسمة على إثنين، خاصة عندما تتمسك الحكومة في خطابها الرسمي بانها ترفض جملة وتفصيلاً الحدث عن مبدأ الحكومة الانتقالية مهما كانت الدعوات، و يتمترس تيار (تسقط بس )بانه لن يقبل الجلوس مع اي طرف يرغب في الدخول معه في خط الثورة إلأ بعد التوقيع على أعلانه الموقع آنفاُ، يأتي ذلك في طريقة رده على اصحاب مذكرة ال52. الطرفان قد ضيقا واسعاً بقفلهم لابواب الحوار،وبحثهم عن من يناصرهم لتحقيق الهدف المعلن بلا تنازل!! أشواق الحادبين على مصلحة الوطن، في سكة وسطى تجنب البلاد ازماتها، لا مزيد من الاشواك التي تجعل السير في كل الدروب وكأنها ضربُ من المستحيل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة