حالة من الضيق تحتوشك، وأنت تستمع لتسجيلات الأستاذ مبارك الكودة، فهو وأشباهه، يمثلون أسوأ ما في النفس البشرية.. كان الكودة قائم مقام، وعضواً فاعلاً في هذا النظام الذي يلعنه، وهو الآن يتغافل حقيقة أن نظامه هذا يعيش فضاء السنابِل الخُضر، مقارنةً بسنواته الأولى – سنوات الكودة – التي كانت حامِضة، وحامضة جداً، وبما لا يُقاس.. ينشط الكودة، هذه الأثناء، باتجاه مناهِضة ثورته (الإسلامية)، ليؤكد في كل مناسبة نضالية، أنه بريء منهم ومنها .. هذا حقه وهذا موقفه، لكن تسجيلاته الصوتية على مواقع التواصل الاجتماعي فاقت في كثافتها، البيانات الرسمية النافية لقتل المتظاهرين! سيادته يُريد أن يقفِز قبل الآخرين، من السفينة الغارقة بمجداف ماري أنطوانيت، وبكل حسن الظن في نفسه وفي إخوته – يقول إنه وطيلة عهده معهم، لم يسمع بمثل هذا، هذا في سياق استنكاره لحادثة أستاذ خشم القِربة الأستاذ أحمد الخير، نسأل الله أن يتقبله ويلطف بأهله ويلزمهم الصبر.. ببراءة يُحسد عليها، يستنكر ما جرى، ويبعِّض ما قيل بشأن الجُناة، فيقول، أنهم (ما معقول يكونوا كعبين/ سيئين للدرجة دي)، ثم يهمهم: (لكن ما قدر ده)! كأنه زوربا زمانه، يريد الكودة أن يمتِّع نفسه بالدهشة فينا، ليقول إنه تبرأ منهم، إلى ذلك وهو يرغب، في أن يمده شباب الحراك الثوري، بمزيد من الانتهاكات حتى يستيقن صحة خروجه من تنظيمه الإسلامي، كما أنه ينتهز الفرصة ليمارس عادتهم القديمة في شتم أهل البلد من داخل أغلفة الاحتجاج على من يقول إنه غادر صفوفهم..! سيادته يدمغ السودانيين بالخنوع لو سكتوا على ماجرى، وقد يراهم كذلك، عندما يطالب بنبش الجثة، مشككاً ربما في إفادات أهل الأستاذ، ولرد الجميل أيضاً، حتى تتمكن حكومته من تبرئة ساحتها.. سيادته يقف متأملاً ما حدث لفرد من أبناء هذا الجيل، ويهمل حصاد السنين، إذ أنه – على ما يبدو – لم يسمع بما جرى في تلك البيوت عديمة التهوية، عندما كان محافظاً، يتصعّد خيول الإنقاذ الراكِبة إلى يوم الدين.. رحم الله أخوكم في الله، الذي لم يسمع مطلقاً بإفادات دكتور فاروق، ولا بشهادة ود الريح. رحمه الله، فهو يدعم الحراك السلمي، بإعلانه مخالفة القوانين السارية، ويؤكد على أنه ومنذ الآن، حيعاكِس دولة الصحابة، و(ح يمشي يمين، بينما الحركة شمال).. رحمه الله، لكونه معجب بشعار: حرية وسلام وعدالة، لولا بعض العجلة التي أصابته في انتظارها، ريثما تُبرِق وتحقق وعودها.. إن كان الكودة، يستبشع أفعالاً كهذه – حادثة أستاذ خشم القربة – فلنسمِّها بحسن نية صحوة ضمير ، إلا أنه سيكون ضمير مرحلي، وللإيجار، مالم يحدِّث الناس عن ما جرى فى تلك الليالي، التي سارت بأهوالها الركبان.. أخيراً .. هذه مناصحة إيمانية للكودة، حتى نراه من المحسنين: عليك ألا تتعجل صبر تجمع المهنيين بتسجيلاتك المُدهشة، حول ذلك الماضي الذي لا يُنسى… وكيف السبيل إلى النسيان، وهذا أثرُ فأسك في الرأس ؟.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة