*ونطارد الـ(لا) منطق... لا نزال.. *ولكنا نتوقف لحظة هنا - من أولها - لنطارد ثناءً يليق بمصححي هذه الجريدة.. *فقد أرَّقني صوت جملة (لا يزال)... الناقصة.. *تماماً كما أرق جريراً صوتُ الدجاج... في ليلة ذي الدورين.. *وذلك حين كتبتها هكذا - خطأً - في كلمة الأمس... دون أن تتاح لي فرصة مراجعتها.. *والسبب؛ مطاردتي تياراً كهربائياً كان شعاره (غيب وتعال).. *فأداة النفي (لا) حين تسبق كلمة (زال) تصيِّرها فعلاً مضارعاً... أي (يزال).. *أما مع أداة النفي (ما) فتصبح فعلاً ماضوياً... يفيد الاستمرار.. *وحين أصبح عليَّ صبحي، أنا فرحت إذ وجدت المدققين اللُغويين قد قاموا بالواجب.. *فهنيئاً لهذه الصحيفة بتلامذة سيبويه هؤلاء.. *ونواصل بعد هذه الفقرات الاعتراضية... الضرورية؛ ونواصل المطاردة.. *فبعد قصة (البعبع) أمس، لدينا حكاية (الربيع) اليوم.. *وهي مطاردة لمنطق الأشياء... في أيام فقد فيها الكثيرون المنطق؛ أيامنا هذه.. *ومن زاوية حياد محض؛ اللهم إلا زاوية المبادئ.. *مبادئ الدين التي تتسق ومبادئ الديمقراطية.... من حيث (ساس يسوس).. *ومن قبل طاردنا (لا منطقية) المهدي إزاء التظاهرات.. *فقد وصفها - أولاً - بأنها (دخان مرقة).. *ثم أعلن - ثانياً - انضمام حزبه إليها... لأنها بمثابة (دخان الخلاص).. *وعديد الموالين الآن يحذرون من مآلات الربيع العربي.. *ويقولون (شايفين ما جرى لشعوب هذه الدول؟... أهو ممكن تكونوا زيهم).. *بمعنى أن ثورات الربيع كانت وبالاً على هذه الشعوب.. *طيب كلام جميل جداً؛ وصدَّقنا... ونعوذ بالله من مثل هذا المصير (الثوري).. *ولكن تصديقنا هذا سرعان ما يصطدم بتصديق سابق.. *فقد كانوا قالوا لنا من قبل إن السودان لن يشهد ربيعاً... فهو قد شهد من زمان و(خلاص).. *فثورات الربيع العربي أصلاً وقودها الإسلاميون.. *وهنا - ببلادنا - (ثار) هؤلاء في ليلةٍ أصبح صبحها، فإذا بثورة الإنقاذ الوطني.. *ومنذ ذياك الزمان والسودان يعيش ربيعاً منعشاً.. *طيب؛ وبالراحة كده يا إسحاق وآخرون: هل أحسن الإخوان صنعاً أم أساءوا؟.. *فقد كنتم تفاخرون بأنهم هم الذين صنعوا ثورات الربيع.. *ثم بتم تقولون الآن، إن هذه الثورات شر... وحركها الشر... ولم تجلب سوى الشر.. *وتحذرون شعبنا من الوقوع في مثل هذا الشر.. *فأي (منطقيكم) نصدق؛ المباهي بثورات الربيع أمس؟.... أم المحذّر منها اليوم؟.. *بقي أن نشير إلى أمر مهم... تناسيتموه عمداً ؛ ربما.. *وهو أن شعب السودان سبق شعوب دول الربيع - ثورةً - بنحو خمسين عاماً.. *ثم أعاد الكرَّة بعد حوالي عشرين سنة.. *والثورة الثانية هذه - أي (أبريل) - ما زلت استحضر بعضاً من هتافاتها.. *ومنها: لن ترتاح يا سفاح!!.
استاذ صلاح يا أخي ارهقت نفسك وأنت تتابع (إسحاق) وما هو إلا إنسان مهزوم مرتين مرة عندما (قبرت) الإنقاذ المشروع الحضاري , والمرة الثانية عندما أدرك إن هذا الجيل أوعي ولن ينطلي عليهم حيلة النحل الذي يجاهد معهم . اما بمناسبة (بوخة المرقة ) لسيدنا الإمام فالبوخة الثانية هي بوخة الدخلة (نترك تشكيلها للنيات)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة